الإخوان.. الثعابين السامة
أطلق عليهم الدكتور رفعت السعيد، رحمه الله، وصف "الثعابين السامة" ثم نحت لهم تعريفًا علميًا واضحًا عندما أسماهم "المتأسلمون"، وفارق كبير بين الإسلام والتأسلم، نحن هنا بصدد جماعة حولت الدين المقدس إلى فعل غير مقدس، إنهم جماعة الإخوان المتأسلمين صاحبة الريادة في إنتاج الإرهاب بكل أنواعه، هى الجماعة الأم وما تفرع عنها مجرد تنويعات على نفس اللحن، لحن التكفير والإقصاء والإرهاب والتصفية الجسدية، وما داعش إلا واحدة من تجلياتهم.
وإذا كان الدكتور رفعت السعيد هو ابن الخندق المواجه لهم، تعالوا نقرأ ما كتبه ابن خندقهم ليث شبيلات، أحد قادة التيار الإسلامي في الأردن والمحسوب على "الإخوان المسلمين"، يصفهم ليث وصفًا واضحًا وهو "الإخوان المجرمون"، وحسب الكاتب منير أديب الذي كتب في 2022 أن ليث شبيلات استطرد قائلًا: "نحن الإسلاميون المجرمون، فما أعرفه عن إجرامهم لا يتعدى 5 في المئة فقط مما تعرفه أجهزة الاستخبارات عنكم"، ودعا عليهم بقوله: "الله لا يوفقكم والله لا يوفقني معكم".
تنظيم الإخوان الذي تأسس بمعرفة المخابرات الإنجليزية وحصل على أول دعم نقدي منهم في واقعة مثبتة تاريخيًا لا يعرف حدودًا للأوطان ولا يعرف معنى العيش المشترك، إما يحكمك أو يقتلك، لا يوجد لديه خيار ثالث، وجرائم القتل عندهم أمر طبيعي وقد شهدنا في تاريخنا القريب عشرات بل مئات التفجيرات والاغتيالات وكان أبرزها اغتيال النائب العام هشام بركات، وكذلك ضابط الأمن الوطني محمد مبروك، أما في سيناء فعدد شهدائنا يضيء جباهنا وكتب الله لنا النصر وقضى على أطماع الإخوان بالخسارة والخذلان.
ونجد من الواجب علينا أيضًا في رصد تاريخهم الدموي أن نكتب في كل حين عن اغتيال أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر في العام 1945، ولعلك تتعجب عزيزي القارئ إذا علمت أن إغتيال ماهر تم داخل قاعة البرلمان المصري وكأنها رصاصات مباشرة ضد الديمقراطية وما يمثله البرلمان من قيم ومعانٍ، البرلمان ذاته الذي تصارعوا عليه بعد 25 يناير كان ميدانًا للاغتيال بأيديهم غير النظيفة.
لم يكن أحمد ماهر هو الضحية الوحيدة في سجلهم الدموي، وإذا كان الجيل الجديد قد شهد مؤخرًا إغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات فإن سجل الإخوان يحتفظ باسم المستشار القاضي أحمد الخازندار، الذي اغتالوه عام 1948، وبعده بشهور وعلى يد نفس التنظيم الدموي المتاجر بالدين يتم اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي، ليصبح ثاني رئيس وزراء يتم اغتياله على يد التنظيم.
أما مشهد حادث المنشية ومحاولة اغتيال رمز الدولة المصرية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فما زال نموذجًا يمكن تدريسه لفنون الخسة، كانت مصر تنهض من موات الحكم الملكي وتتألم من وطأة الاحتلال وجاء لها رمزها ناصر والذين معه لينهضوا بالبلاد، وبينما هذا يدور كالحلم جاءت رصاصات الإخوان في محاولة فاشلة منها لاغتيال رئيس الدولة في 24 فبراير 1954 أثناء إلقائه خطابًا في ميدان المنشية في محافظة الإسكندرية، لمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء.
صدق الأردني ليث شبيلات بوصفه لهم "الإخوان المجرمون" وصدق الدكتور رفعت السعيد الذي عاش حياته محذرًا منهم وقال إنهم "ثعابين سامة"، ليس الإخوان وحدهم ولكن كل من لف لفهم، كل من استخدم الدين ستارًا وتجارة هو أفاق ومجرم.