محاولة الاغتيال الفاشلة ترفع أسهم ترامب فى اقتناص فوز سهل أمام بايدن
خطفت محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس السابق والمرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أنظار العالم، قبل أقل من 5 أشهر على الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، والتي يحاول ترامب من خلالها العودة إلى المكتب البيضاوي.
وتتعدد رويات محاولة الاغتيال الفاشلة لدونالد ترامب، بين أصحاب نظرية المؤامرة الذين يقولون إن الدولة العميقة في الولايات المتحدة تقف وراء محاولة الاغتيال لمنع وصوله إلى البيت الأبيض من جديد، وبين من يقول إن المسألة برمتها مسرحية من إخراج حملة ترامب الرئاسية لكسب تعاطف الناخبين.
وحسب محللين تحدثوا لـ"الدستور"، فمحاولة الاغتيال الفاشلة ستؤثر على مشاعر الناخبين الذين لم يحسموا بعد موقفهم من الانتخابات التي يتصارع فيها الرئيس الحالي والرئيس السابق للبلاد.
ترامب ضحية أفعاله
قال المحلل السياسي الدكتور عاطف عبدالجواد، إن دونالد ترامب ضحية لكلماته وأفعاله، والدليل على ذلك هو أن الفاعل الذي حاول اغتياله كان من أشد أنصاره ومؤيديه ثم انقلب عليه، رغم أن دوافعه لم تُكشف لنا بعد، فكأنما ترامب الضحية هو الذي جاء بنفسه لهذا الضرر وسيكون عليه تخفيف درجة حرارة كلماته، ودرجة استعدائه لفئات متعددة من الناس، إذا كان له أن يحمي حياته لأن الأخطار لا تأتيه من جانب خصومه، بل ومن مؤيديه أيضا.
وأضاف عبدالجواد لـ"الدستور"، أن هذه الواقعة التي تتزامن مع بدء المؤتمر القومي لحزبه الجمهوري سوف تؤدي إلى ازدياد في شعبية ترامب بين أنصاره الجمهوريين الذين سوف يصفونه بالبطل.
وأشار إلى أن أحدث استطلاعات تشير إلى تقدم خصمه الديموقراطي جو بايدن عليه ولو بنسبة 3%، وهي نسبة تندرج تحت هامش الخطأ. لافتا إلى أن على ترامب تعديل نبرته وسياساته لأنها تسفر عن العنف المتكرر.
وأضح المحلل الأمريكي أن هناك نظريتين من نظريات المؤامرة حول عملية الاغتيال الفاشلة؛ الأولى تقول إن محاولة اغتياله مرتبة ومنسقة بهدف استدرار التعاطف معه، والثانية تقول إن الشاب الذي حاول اغتياله كان منظورا للحاضرين وأجهزة الشرطة فوق سطح إحدى البنايات القريبة ولم تتحرك السلطات لمنعه أو اعتقاله أو قتله مبكرا، لافتا إلى أن التحقيقات جارية في المسألة.
وشدد عبدالجواد، على أنه من الصعب التنبؤ بمن سيفوز في السباق الانتخابي المرتقب نهاية العام، بسبب الفارق الضئيل في استطلاعات الرأي بين بايدن وترامب، لكن احتمالات فوز بايدن تبدو أكبر؛ خاصة إذا استمر التحسن في الاقتصاد ما بين الآن ويوم الانتخابات، وإذا استمر ترامب يواجه المحاكمات الجنائية العديدة.
هل يعود الجمهوري العجوز إلى المكتب البيضاوي؟
في السياق، قال المحلل السياسي الأمريكي ماك شرقاوي، إن استهداف الرئيس دونالد ترامب ومحاولة اغتياله يوم السبت تثبت أن هناك حالة من الاحتقان السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن هناك شيطنة لكل من الطرفين للآخر. فالرئيس بايدن يشيطن السابق ترامب. ونعته بأنه هتلر الجديد. وقال إنه سوف يقضي على الديمقراطية في الولايات المتحدة، وأن الدولة لن تكون موجودة إذا ما فاز ترامب في الانتخابات المقبلة.
وأضاف شرقاوي لـ"الدستور"، أن ترامب هو الآخر يكيل الاتهامات للرئيس بايدن، وهذا الصراع الانتخابي على أشده، خاصة أن لانتخابات على مسافة تقل عن خمسة أشهر، لتحديد من سوف يكون سيد البيت الأبيض الجديد.
وتابع بقوله: حالة الاحتقان الموجودة في الشارع الأمريكي ستؤثر على مجريات الأمور خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد محاولة استهداف الرئيس السابق، وهذا الأمر ستكون له تأثيرات كبيرة على مجريات الأمور، فالشعب الأمريكي شعب عاطفي، عندما يرى استهدافا للمرشح الرئاسي سوف يتعاطف معه بشكل كبير.
ويرى شرقاوي أن شعبية ترامب تزايدت بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، لافتا إلى أن استطلاعات الرأي الجديدة سوف تثبت زيادة شعبيته أمام الرئيس بايدن.
واعتبر أن الترويج لفبركة عملية الاغتيال الفاشلة كلام "غير معقول" لأنه لا يمكن أن يدبر ترامب حادثا كهذا وأن تصيب رصاصة حية أذنه وتقتل من كان خلفه، ولسنا أمام مسرحية فالرصاصات كانت حية. متسائلا: هل يمكن أن يغامر بحياته من أجل كسب التعاطف والوصول إلى البيت الأبيض؟
ونوه بأن هناك حالة من التقصير الأمني، فقد كان المهاجم على مسافة قريبة من ترامب، في وجود قناصة من الشرطة السرية، متابعا: أعتقد أيضا أن أحد شهود العيان أبلغ السلطات بأن هناك شخصا يرقد على سطح مبنى في قبالة المنصة ويحمل سلاحا ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لتحييد هذا الخطر.
واختتم شرقاوي بالقول: ترامب يقترب كثيرا من تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأعتقد أنه حسم الصراع لصالحه بعد المحاولة الفاشلة لاغتياله، والتي ستدفع الجمهوريين المترددين في الذهاب لصناديق الاقتراع إلى المشاركة ببسالة حتى لا يعاد سيناريو انتخابات 2020.
تأثير محاولة الاغتيال على الانتخابات
من ناحيته، قال الكاتب الصحفي محمد البديوي، إنه حتى هذه اللحظة، لا يبدو أن هناك مجموعة أو جماعة معينة لديها هدف قتل الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن كما تقول التحقيقات حتى الآن هو تحرك فردي من الشخص الذي حاول اغتيال الرجل.
وأضاف البديوي وهو صحفي مقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن حملة ترامب الانتخابية شهدت زيادة في التبرعات بعد الحادث، وهناك تلميحات وإشارات بأنه سيفوز حتما بالانتخابات المقبلة، لكن عندما ننظر بصورة واقعية يجب أن نلاحظ أن مؤيدي ترامب يدعمونه بشكل قوي جدا وسوف يصوتون له مهما كانت الظروف، ومن يكرهون الرجل سيصوتون ضده بشكل حاسم مهما حدث.
واستطرد: لن تتغير وجهة نظر أحد الطرفين بسبب عملية الاغتيال الفاشلة، وهناك نسبة 13% من الناخبين لم تحدد موقفها بعد، وهي التي سوف تحدد مصير الانتخابات المقبلة، ولا يمكن قياس ما حدث مع ريجان بما يحدث الآن مع ترامب.
واختتم البديوي بالقول: ما زالت أمامنا مدة طويلة قبل إجراء الاقتراع، وربما تؤثر المناظرة التي شهدناها بين الرئيس جو بايدن وغريمه دونالد ترامب بشكل أكبر، وإذا لم ينجح بايدن في استعادة نفسه، وتقديم نفسه بأنه قادر على القيام بمهام الرئاسة فسوف يكون ترامب هو الرئيس المقبل.