رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مثقفون يشيدون بعرض "مش روميو وجولييت": يناقش بجرأة قضية مهمة بشكل غنائى

مش روميو وجولييت
مش روميو وجولييت

أشاد كتاب ومثقفون بالعرض المسرحي "مش روميو وجولييت"، الذي يقدمه المسرح القومي من إخراج عصام السيد، في إشارة لعودة قوية للمسرح المصري.

بداية قال الناقد الدكتور هيثم الحاج علي: حضرت العرض المسرحي الغنائي مش روميو وجولييت، عرض يناقش بجرأة قضية مهمة في شكل غنائي استعراضي ممتع وعناصر مسرحية تركز على كيفية مواجهة الظلام والكره بالمحبة والفن.

حضور بديع لعلي الحجار ورانيا فريد شوقي واكتشاف موهبة تمثيلية وحضور قوي للمطربة الشابة أميرة أحمد - انتظروها - وميدو عادل، استعراضات حية ورائعة لشيرين حجازي، صياغة شعرية بديعة للشاعر أمين حداد، والأكثر جمالا مجموعة من الشباب الذين صنعوا حياة مختلفة لهذا العرض وسياق كامل من المتعة يصنعه المخرج الكبير عصام السيد.

وبدوره قال الشاعر الناشر إسلام عبدالمعطي: المجد للشعر.. بفكرة بسيطة عن قبول الآخر وعن الحب كطوق نجاة من المحن يأتي عرض “مش روميو وجولييت” مليئًا بالبهجة وبكل عناصر النجاح لعرض مسرحي، لكن تبقى النقطة المحورية في هذا العرض وهو تحويله لعرض غنائي استعراضي. قالت لي ابنتي الصغيرة حينما اصطحبتها في مشاهدتي الثانية للعرض: "لو ما كانش العرض ده اتعمل بشكل غنائي يمكن ما كانش هيبقى حلو لأن الموضوع مش جديد" رأيها بسيط ومعبر عن المجهود الذي بذله الشاعر الكبير أمين حداد لتحويل مشاهد بسيطة وربما غير جديدة لنسيج مبهج يجعلك مشدودا طوال الوقت بحواسك وعقلك دونما الوقوع في كليشيهات معتادة تتبادر إلى الذهن حينما تتناول ثنائية مسلم/ مسيحي. أمر ليس من السهولة معالجته شعريا، وللإنصاف فقد نجح فيه أمين حداد بامتياز، إضافة إلى قدرته على إدارة الحوار بين شخصيات مختلفة جعلها تتحدث بلسانها لا بلسانه وما أصعب ذلك شعريا. طبعا هناك مجهود واضح في الموسيقى والاستعراض والديكور والتمثيل والملابس والمكساج تحت قيادة مخرج متمرس يعرف كيف يصنع من العادي والمعتاد عملا متميزا ومبهجا. فخور بما صنعه أمين حداد وأتمنى أن يكرر التجربة.

من جانبه قال الشاعر الناقد وليد الخشاب: شفت مسرحية "مش روميو وجولييت" أشعار أمين حداد وإخراج عصام السيد وبطولة علي الحجار ورانيا فريد شوقي، مع حفظ الألقاب. كان شيئًا مؤثرًا إن الواحد يرجع تاني يحضر مسرحية على مسرح الأزبكية اللي عمره مائة سنة ومن إنتاج المسرح القومي. حسيت إن المسرحية مؤثرة من كم الحنين اللي بتتكلم عنه، مثلا الحنين لمصر الخمسينيات، لزمن ما كانش فيه تمايز كبير بين المسلمين والمسيحيين. الحنين اللي أنا حسيته كان لزمن بديع خيري وآخرين كانوا بيكتبوا فيه أوبرات وأوبريتات بالعامية المصرية من مائة سنة برده، وكان بيلحنها سيد درويش مثلا. نفس الرشاقة في الأغاني ونفس الروح اللي فيها خفة وانطلاق وحيوية وشقاوة، نفس مبدأ الجمل الحوارية القصيرة المقفاة، بس بلغة القرن الحالي وبروح أمين حداد. كان مثير إن المسرحية فيها تحيات لقرن كامل من الثقافة المصرية الدارجة: تحية مسرحية روميو وجولييت اللي هي جزء من ثقافتنا الحديثة زي ما هي جزء من ثقافة الغرب، تحويل تيمة الحب المستحيل بين شاب وشابة من عائلتين بينهما خلافات قديمة عند شكسبير لحب بين شاب مسيحي وشابة مسلمة عند أمين حداد كان مؤثر، وفيه تحية ثانية لمسرحية قصة الحي الغربي الموسيقية، لأن المواجهات بين شلة المسلمين في المدرسة وشلة المسيحيين كانت أشبه بالمواجهات بين عصابة البورتوريك وعصابة البيض في الفيلم والمسرحية الموسيقية الأمريكيين.

شفت كمان تحية لصلاح جاهين في رسم شخصية المتطرف المسلم اللي فكرتني بنفس الشخصية اللي عملها محيي إسماعيل في فيلم خلي بالك من زوزو. وشفت تحية لبديع خيري والريحاني في مشهد الطلبة اللي مش عارفين يقروا عربي صح، ده غير التحية الصريحة لداليدا وأيام حياتها في شبرا. لكن الحنين في مسرحية "مش روميو وجولييت" مش مجرد ترحم على الماضي، ده تحذير من مآلات مستقبلية لو استمر المجتمع في تغدية الانقسامات. المسرحية تنتهي بحريق المدرسة وتعاون الكل كبير وصغير، مسيحي ومسلم، لإطفاء الحريق وإنقاذ الكل.

يأتي هذا العرض المسرحي المذهل بكل معنى الكلمة، تأليفا وتمثيلا وإخراجا وتفردا في شكله وطرحه كنموذج للأوبرا الغنائية بروح مصرية بديعة. في مش روميو وجولييت الذي يعرض على خشبة المسرح القومي أنت على موعد مع عرض لا يصنعه إلا مخرج من سلالة الأكابر عزيز عيد وزكي طليمات بامكانيات مسرح الدولة الهزيلة يقدم عصام السيد هذه التحفة المسرحية التي يعيد فيها اكتشاف علي الحجار ممثلا مسرحيا ويوظف امكانياته الصوتية ببراعة. وتمتد الدهشة إلى رانيا فريد شوقي وكل نجوم العرض الكبار، يعيد عصام السيد اكتشافهم كما يكتشف جيلا جديدا ويعلن عن ميلاد مواهب سيكون لها شأن. وتحية خاصة لكاتب هذا النص البديع الشاعر أمين حداد، وملحنه الموهوب أحمد شعتوت.

Screen Shot 2024-07-11 at 9.04.17 PM
Screen Shot 2024-07-11 at 9.04.17 PM
Screen Shot 2024-07-12 at 6.42.00 PM
Screen Shot 2024-07-12 at 6.42.00 PM