الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القديسين الشهيدين بروكلوس وإيلاريوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين الشهيدَين بروكلوس وإيلاريوس اللذان استشهدا في عهد الإمبراطور ترايانوس (98-117).
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الألم أيضًا، شأنه شأنَ العملِ، هو جزءٌ من حياةِ الإنسان. من جهةٍ هو يتأتّى من محدوديّتنا، ومن جهةٍ أخرى من مجموعةِ الخطايا التي تكدَّسَتْ خلالَ التاريخ وما زالت تتكدَّسُ في الوقت الحاضر دون توقُّف.
وتابعت: “علينا بالطبع أن نعمل كل ما نستطيع كي نخفِّف من وطأةِ الألم: أن نمنعَ، على قدر ما نستطيع، آلامَ الأبرياءِ؛ أن نهدئ الأوجاع؛ أن نساعدَ الناسَ في اجتياز الآلام النفسية. هذه كلها واجباتٌ يُمليانها علينا العدلُ والمحبةُ كمَطلبانِ أساسيانِ من متطلّباتِ الحياة المسيحية وكل حياة تحملُ حقاً صفةَ الإنسانية. لقد تمكّنا من تحقيقِ تطورٍ كبير في صراعِنا ضدَّ الألمِ الجسديّ؛ بينما ازدادت في السنوات الأخيرة آلامُ الأبرياء والآلامُ النفسية”.
وأضافت: "نعم، علينا أن نعمل كل ما في وسعنا لتجاوزِ الألم، لكنه ليس في مقدورنا أن نزيله نهائيًا من على وجهِ الأرض – وهذا ببساطة لأننا لا نستطيعُ أن نلقيَ عنّا محدوديَّتنا ولأنه لا أحدَ منّا قادرٌ على إزالةِ قوّةِ الشرِّ والخطيئة التي كما نرى لا تزالُ مصدرًا للألم. وحدهُ الله قادرٌ على فعلِ هذا: وحده الإلهُ الذي دخلَ التاريخَ شخصيًّا وتأنَّس وتألم فيه. نحن نعرف أن هذا الإله موجودٌ ولهذا فإن القوَّةَ التي "ترفع خطيئةَ العالم" حاضرةٌ في العالم. بفضلِ الإيمان بوجودِ هذه القوّةِ، قد برزَ في التاريخِ الرجاءُ بشفاءِ هذا العالم. لكنهُ رجاءٌ وليس إتمامٌ بعدُ؛ رجاءٌ يمنحُنا الشجاعةَ لنكونَ مع الخيرِ حتى عندما يبدو وكأنه ليس مِن رجاء، ونحنُ نعي أن حضورَ قوةِ الخطيئةِ يبقى ظاهراً في أحداثِ التاريخِ حتى في المستقبلِ حضورًا رهيبًا".