بضغوط دولية.. هل يرضخ الاحتلال الإسرائيلى لشروط حماس؟
في مشهد يتكرر بشكل مأساوي، تستيقظ غزة على وقع الانفجارات ودوي المدافع، الدبابات الإسرائيلية تتوغل في أحياء المدينة، تاركة خلفها دمارًا وفرارًا جماعيًا للمدنيين، هذا المشهد القاتم يأتي عشية جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، حيث تتعلق آمال ضئيلة بإمكانية التوصل إلى هدنة.
وسط هذا الجحيم، تتعالى أصوات المنظمات الدولية منددة بما وصفته الأمم المتحدة بـ"الأوامر المروعة" للإخلاء، حيث آلاف الفلسطينيين يجدون أنفسهم مجبرين على النزوح مجددًا، هائمين في أرض لم تعد تعرف السلام.
وفي تطور صادم، يتهم حقوقيون أمميون دولة الاحتلال إسرائيلى بشن "حملة تجويع متعمدة" أودت بحياة الآلاف من الأطفال، وهذه الاتهامات الخطيرة تضيف بعدًا جديدًا لمأساة غزة المستمرة منذ أشهر.
وبينما تستمر المعاناة على الأرض، تتجه الأنظار إلى قطر، حيث من المتوقع بدء جولة جديدة من المفاوضات، اليوم الأربعاء، وستجمع هذه المحادثات كبار المسؤولين الاستخباراتيين من الولايات المتحدة وإسرائيل مع الوسطاء القطريين، في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وتأتي تلك المفاوضات بالتزامن مع تظاهرات حاشدة لشعب دولة الاحتلال ضد "نيتياهو" للموافقة على صفقة "حماس"، لاستعادة الأسرى ووقف إطلاق النار، مطالبين أيضًا برحيل رئيس الوزراء.
فهل ستنجح الجهود الدبلوماسية في إحلال السلام؟ أم أن صوت المدافع سيظل يطغى على صوت العقل؟ غزة تنتظر، والعالم يراقب.
أستاذ علاقات دولية: "نتنياهو" يحاول الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية
قال الدكتور سمير حسن، أستاذ العلاقات الدولية، إن العالم الآن يشهد حاليًا لعبة سياسية معقدة تدور حول مفاوضات تبادل الأسرى، مؤكدًا أن "نتنياهو" يحاول الموازنة بين الضغوط الداخلية والخارجية، مستخدمًا 'الخطوط الحمراء' كأداة تفاوضية.
وأوضح "حسن"، في حديثه، أن هذا النهج قد يكون خطيرًا، إذ يخاطر بتقويض فرص التوصل لاتفاق، لأن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية تعكس تحديات أكبر في صنع السياسات في ظل الأزمة الحالية.
محللة سياسية: المفاوضات الجارية فرص نحاجها ضئيلة
وترى الدكتور ليلى عبدالرحمن، محللة سياسية، أن المفاوضات الجارية تمثل نافذة أمل ضئيلة وسط توتر متصاعد، وذلك بمشاركة الوسطاء الدوليين، خاصة الولايات المتحدة وقطر، وقد تكون حاسمة في دفع المحادثات قدمًا.
وأوضحت "عبدالرحمن"، في حديثها، أن التحدي الأكبر يكمن في التغلب على الانقسامات الداخلية في إسرائيل وتحقيق توازن بين المطالب المتعارضة، والنتيجة ستعتمد على قدرة الأطراف على تقديم تنازلات صعبة من أجل تحقيق اختراق دبلوماسي.
متحدث باسم "حماس": "نتنياهو" يعرقل جهود السلام
في تصريحات تلفزيونية، أتهم وليد كيلاني، المتحدث باسم حركة حماس في لبنان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضع عراقيل متعمدة أمام المفاوضات وتصعيد العدوان على غزة.
وأشار "كيلاني"، في تصريحاته، إلى انقسام داخل إسرائيل، حيث يسعى الجيش لوقف إطلاق النار بسبب الاستنزاف، بينما يصر "نتنياهو" على مواصلة الحرب.
ووفقًا لكيلاني، يهدف "نتنياهو" من وراء هذا التصعيد إلى كسب الوقت وإفشال جهود الوساطة، معتبرًا أن وقف إطلاق النار سيمثل نهاية نتنياهو السياسية.
39 ألف شهيد فى 9 شهور
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر، إلى 38 ألفًا و243 شهيدًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، و88 ألفًا و33 مصابًا.
وقالت الوزارة، في بيان، إن الاحتلال ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 50 شهيدًا، و130 مصابًا.
وأضافت أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.