رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكومة إعادة بناء جمهورية جديدة


«نحتاج إلى تحرك قوى وفاعل فى بناء الشخصية المصرية كى تتطور بما يليق بمتطلبات العصر الحديث».. هكذا تكررت دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يتابع الاستجابات الشعبية الثورية وهى تلبى نداء القائد فى ميادين الشعب المطالب باستعادة الهوية وإعادة بناء الإنسان.. إنسان الجمهورية الجديدة.
ومعلوم أن بناء الإنسان بات يمثل التحدى الأعظم بعد أن عشنا ذلك العام الحالك السواد تحت حكم وطغيان وتخلف جماعة الشياطين، فباتت المطالبة ببناء الإنسان عملية مجتمعية وليست حكومية. 
وكانت قد تفجرت ينابيع الإبداع عل الطريقة المصرية مع الصحوة وتفاعلات الحراك الوطنى مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكان لتقدم الصفوف الكثير من رموز ورواد العمل والإبداع الفكرى والوطنى الفضل فى خروج المجتمع والمواطن المصرى من مكانة إلى مكانة أهم وأعلى، وما ظهر فى تلك الفترة من معالم إبداعية جماعيـة كان مسبوقًا بمقدمات فردية، وتناميًا لحراك بدأ، ومن هذه الإرهاصات الإبداعية: الزعامات السياسية، رواد الاقتصاد الوطنى، رواد العــلم والتعليم، رواد الفكر والتنويــر، رواد الصحـافة والنشــر، ورواد الأدب والثقافــة والفنون.
ولعل من أهم نقاط الانطلاق لوضع محاور استراتيجية بناء الانسان المصرى ما أشار وأكد عليه الرئيس السيسى، أنه سيضع بناء الإنسان على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة يقينًا منه بأن كنز أمتنا الحقيقى هو الإنسان الذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيًا وعقليًا وثقافيًا، بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بها، وقد بدأت خطة الرئيس لبناء الإنسان المصرى بالفعل منذ الولاية الأولى ويتم استكمالها خلال الولاية الثانية.
وعليه، أرى أن أهم محاور التغيير الوزارى كانت فى التأكيد على أن ملفات الاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة تأتى فى مقدمة أهداف التغيير، وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى التى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل هذه المجالات، واستنادًا على نظم علمية لتطوير منظومتى التعليم والصحة لما يمثلانه من أهمية بالغة لبقاء المجتمع المصرى قويًا ومتماسكًا.
ومنذ الإرهاصات الأولى لثورة 30 يونيو بدعم وتأييد قواتنا المسلحة ونخبة من أهل الفكر والثقافة احتشدوا على باب وزير الثقافة المعين من قِبل جماعة التخلف ليخرجوه خارجًا قبل أن يثبت على كرسى الدكتور ثروت عكاشة وفاروق حسنى وجابر عصفور، ومن بعدهم من رموز العمل الثقافى والتنويرى التاريخى.
نعم، وفى فى مرحلة بناء الانسان ما أحوجنا إلى تذكر رموزنا وماضينا العريق، رواد أسهموا فى تنوير وتجديد العقل المصرى، فمصر تذخر بالعديد من الشخصيات العظيمة فى مختلف المجالات التى أثرت الحياة المصرية بالعديد من الإبداعات ولا تزال تتحدث عنها الأجيال، فالثقافة والتنوير والفهم الصحيح لقضايا الوطن هى أسلحة لا تقل أهمية عن السلاح الأمنى، حيث يمكن للثقافة أن تواجه التطرف من خلال بناء الإنسان فمصر كانت، ولا تزال، منارة لكل شعوب المنطقة. 
وبالتأكيد، يقدر شعبنا العظيم دور وإسهامات رموز التنوير، وبدليل أن ما نادى به الإمام محمد عبده قبل قرن ونصف القرن من الزمان لم يكن الإمام الراحل محمد عبده يعلم أن ما نادى به قبل قرن ونصف القرن من الزمن بات يتحقق، وأن ما خشى منه تحقق وتتم مواجهته، فقد كان بفكره الثاقب يرى أن استخدام الدين مطية للسياسة يضر بالدين والسياسة معًا، وأن وصول التيارات التى تستخدم الدين وسيلة للحكم فى بعض الدول يضر بالدين وبالسياسة وبالحياة.
وها نحن نتابع كل الجهود الرائعة من قبل الحكومة فى مجال: 
• بناء الإنسان المصرى وتعزيز رفاهيته: تحسين الرعاية الصحية والتعليمية.
• تمكين الشباب والمرأة
•. توفير الأمن الاجتماعى وتوسيع الرقعة السكانية 
• بناء اقتصاد تنافسى جاذب للاستثمارات
• تحقيق معدلات نمو قوية ومستدامة
• تعزيز البيئة التنافسية والاستثمارية
• مواجهة الأزمات الاقتصادية
• حماية الأمن القومى والسياسة الخارجية: حماية الأمن القومى. تعزيز السياسة الخارجية الفعالة. 
• تأمين الموارد المائية والغذائية والطاقة. 
• تحقيق الاستقرار السياسى والتماسك الوطنى: تعزيز المشاركة السياسية والحكم الرشيد
• بناء ثقة المواطنين بالحكومة
• تحليل المبادئ الحاكمة: المواطنة وسيادة القانون.. الأمن والاستقرار.. الديمقراطية والتشاركية
• التنمية والاستدامة. التكامل مع القطاع الخاص.. الإصلاح المؤسسى والاستباقية فى مواجهة الأزمات.
وفى النهاية لدى مواطنينا فى كل بقاع المحروسة الأمل فى تحقيق آلية تعاون هائلة بين الوزارات المعنية بتحقيق ما طالها به الرئيس السيسى وبالتعاون مع لجان البرلمان ولجان الحوار الوطنى.. ولعل من الفأل الطيب بداية تلك المرحلة مع بداية العام الهجرى المبارك.