من "مفاوضات مع الموتى" إلى "غوايات القراءة".. كتب تجيب سؤال لماذا نقرأ؟
من"مفاوضات مع الموتى" مارجريت أتودد إلى "غوايات القراءة" لعلى حسين، رحلة طويلة مع القراءة لأسماء بارزة في المشهد الثقافي العالمي، غرضها التطواف المعرفي والثقافي تباين أهمية وضروة فعل ممارسة القراءة ومن ثم احترافها، ليس بالضرورة ان تكون كاتبا، لكن من الضرورة ان تحمي نفسك بالقراءة، لذا جاءت العديد الكتب محرضة ودافعة على القراءة، في التقرير التالي تعرف على أبرز تلك الكتب.
مفاوضات مع الموتى.. مارجريت اتودد
قدمت الكاتبة الكندية مارجريت أتوود، والتي تعد واحدة من أبرز الكتاب الكنديين، مارست كل أشكال الكتابة، فهي شاعرة وقاصة وروائية، عبر كتابها "مفاوضات مع الموتي " قراءة واعية في البحث عن سؤال لماذا نكتب، كشفت عبر كتابها العديد من اجابات الكتاب القدامي والمجايلين لها، وجاء الكتاب بمثابة تطوا ف معرفي وثقافي بين الكتب الأبرز والأهم التي شكلت وعي مارجريت أتودد ودفعتها للكتابة والإبداع.
تذهب مارجريت اتودد عبر الصفحات الأولى من كتابها "مفاوضات مع الموتى "إلى رصد قائمة لإجابات حية وبمثابة قوالب جاهزة لدوافع وأسباب الكتابة والتي منها "أن نكتب الماضي قبل أن يذهب جميعه طي النسيان، أن ننقب عن الماضي لأنه قد غمره النسيان، أن أشبع رغبتي في الانتقام، لأنني أعلم أنه لابد أن أواصل الكتابة ألا أموت لأن الكتابة تعني المغامرة، وبالمغامرة وحدها نعرف أننا على قيد الحياة، كي نضفي النظام على الفوضى، كي أبهج وأعلم" وهو ما لم يعد غالبا بعد بداية الفرن العشرين، أو ربما يحدث ولكن ليس بهذا الشكل"، "كي أكسب نقودا لأشتري بها أحذية لأولادي"، وهذا تحديدا ما أدلى به الكاتب النوبلي نجيب محفوظ حينما سألوه عن دوافعه لكتابة السيناريو.
تؤكد اتوود على ضرورة تواصل الكُتاب والقراء مع التراث والأدب القديم بمختلف أنواعه، وتقدم العديد من النصائح اهمها وابرزها متعلق بالمرونة في الكتابة لذا، لا تتوقف عن الكتابة.
"يوميات القراءة" البرتو ما نغويل
قال الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل: “قد تبدأ الحكمة بجمع الكتب التي في مقدورنا جمع الحكمة منها، ولقد فهم ذلك الخليفة المأمون عندما أسَّس (بيت الحكمة)، في بغداد (بأمرٍ من طيف أرسطو الذي زاره في منامه، كما يقول المأمون)، لا بد من توفّر النصوص قبل قرأتها، ولا ضير من تجميع الكتب بدافع الافتتان بها: الكتب صابرة صبرًا مذهلًا، وستنتظرنا حتى نصبح جاهزين".
ألبرتو ما نغويل واحد من أهم وأبرز الكتاب العالميين الذين اشتغلوا على تقديم أعمال مهتمة بترشيحات الكتب الأبرز عالميا، وذلك عبر تطواف معرفي وثقافي، يقدم فيه رؤيته حول تلك الأعمال، ومن أشهر وابرز تلك الكتب له كتابه المعنون "يوميات القراءة".
يقدم البروتو مانغويل عبر كتابة قراءة للأعمال الابداعية العالمية التي فتن بها، ففى هذا الكتاب يلخص تجربته مع الحيا والسفر والكتب، ويشير الى ذلك الترابط الذي يربط الحاضر بالماضي، الجغرافيا بالتاريخ. ويؤكد على عدم انفصال واقعنا بالماضي.
يذهب عبر مقدمته للإشارة الى ان القراءة عبارة عن محادثة، تماما مثللما يبتلى المجانين بحوار وهمي يتردد صداه في مكان ما في أذهانهم، فإن القراء يتورطون أيضا بحوار مشابة، يستفزهم بصمت من خلال الكلمات التي على الصفحة.
أما عن أسباب توجهه لكتابة هذه الكتاب فيشير ما نغويل الى بعد بلوغة الثالثة والخمسين قرر إعادة قراءة بعض من كتبه القديمة والمفضلة، وعلى حد تعبيرة “دهشت أن ألاحظ كيف تبدو هذه العوالم المتراكمة والمعقدة من الماضي إعاسا للفوضى السوداوية التي يحياها عالمنا لحاضر”.
مكتباتهم محمد آيت حنا
يأتي كتاب "مكتباتهم" للكاتب القاصوالناقد الشاب محمد آيت حنا بمثابة سياحة فكرية دسمة في فهم علاقة الكتاب بمكتباتهم استعرض فيه حنا آراء وشهادات وانطباعات واحد وثلاثين من كبار المشتغلين في مجالات الفلسفة والآداب والعلوم الإنسانية، منهم الألماني والتر بنيامين والأرجنتيني كورتاثار، الإيطالي أمبرتو إيكو، المغربيين عبد الفتاح كاليطو، وأحمد بوزفور وغيرهم.
يشير محمد آيت حنا عبر مقدمته إلى أنه لم تكن لديه مكتبة بالمعنى المفهوم الآن عن المكتبة، لكن ثمة كتب تعلق بها وجمعها عبر زيارات لأصدقاء وأقارب، يصف ذلك: "عندما كنت أزور أحدهم أبحث عن الكتب التي قد تكون موجودة في بيته، عادة ما تكون الكتب في منطقة ما من البيت حيث تخزن مع غيرها من المتلاشيات.. كأي شيء لا مبرر له، لم يكن أحد يمانع في أن آخذ كتاب، عموما كانوا ينظرون لي كغريب أطوار".
غوايات القراءة.. على حسين
قدم الكاتب الصحفي والناقد العراقي رئيس تحرير المدى العديد من الكتب المتعلقة بالقراءة والمهمومة بالكتب وحياة الكتاب، ويأتي كتاب غوايات القراءة لعلي حسين ليجيب عن سؤال دائما ما يطرح عليه “كم استغرقت في قراءة الكتب؟، لتأتي اجابته في كل مرة: ”لقد استغرقت الكتب حياتي كلها، نعم إن فعل القراءة ربما يحسب بالسنين، لكن رفقة الكتاب هى رفقة عمر كامل، هذا هو حالي مع الكتب، وهو الحال الذي أريد أن أقدمه للقارئ في هذا الكتاب الذي أعده أشبه بخلاصة لتجربتي في الحياة".
يؤمن على حسين بان لاتوجد كتب سيئة على الأطلاق، وهذا يرجع الى قناعته بما ذهب إليه الكاتب الأمريكي هنري ميلر، أن الكتب التي لا تروق لك ربما تصبح فيما بعد مدخلا لكتب أخرى ستحبها وتتعلق بها.
ياتي الكتاب من منطلق اعتقاد راسخ لدى على حسين بانه ليس مهما ان أكون قارئا، بل يجب ان أكون قادرا على بث الشغف بالقراءة عند الآخرين.
الكتب يقدم سياحة فكرية وثقافية لعوالم القراءة لكتاب للعديد من مشاهير كتاب العالم، ويجيب عن أسئلة أهمية وضرورة القراءة في حياتنا اليومية، ويذهب إلى التحريض والدفع لتكون القراءة طقس يومي لكل إنسان.