رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الأرثوذكس تنشر تصريحات مترجمة حول أهمية القداس والكهنوت

الكنيسة
الكنيسة

نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، تصريحات مترجمة للمتروبوليت أثناسيوس ليماسول عن القداس الإلهي، والتي قال خلالها: "علينا الذهاب إلى القداس الإلهي، حتى ولو وقفنا هناك مثل قروم الأشجار"

وأضاف: يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنه في عصره كان بعض الناس يكرمون الكهنة الصالحين. نحن نفعل ذلك أيضاً، تماماً بهذه الطريقة، بطريقة بشرية، أي نقول: "لقد جاء كاهن كذا وكذا! إنه رجلٌ قديس!" ويهرع الجميع لتقبيل يده. ثم يأتي كاهن آخر، للأسف ليس بقديسٍ، أو لم نعتبره قديساً. يقولون له فقط: "بارك يا أب"، هذا إن قالوا ذلك حتى. من الجيد أن نأخذ بركته، ولكن ماذا يعني ذلك؟ ليس الكهنوت مسألة قداسة شخصية. سواء كان قديساً أو خاطئاً فهذا شأنه. 

وتابع: عندما تكرمُ كاهناً قديساً فإنك لا تكرم الكهنوت بل القداسة، وحين تكرم أيَّ كاهنٍ فإنك، في شخص الكاهن، تكرّم الكهنوت، وبتكريم الكهنوت تكرم المسيح  مصدر الكهنوت ورئيس الكهنة الأعظم للكنيسة.. لذلك تقول إحدى صلوات القداس الإلهي: “لأنك أنت هو المقرِّب والمقرَّب، القابل والموزَّع، أيها المسيح إلهنا". إن المسيح هو من يخدم القداس ، وليس الكاهن. هو من يقرّب التقدمات ويقرّب ذاته؛ هو التقدمة ومعطي التقدمة، هو يتمم كل شيء في الجميع.

وأردف: إننا نكرم الكهنوت؛ نكرم نعمة الروح القدس الفاعلة عبر الكاهن. لذلك ويلٌ لنا إن كانت الكنيسة قائمة على القداسة الشخصية؛ أي إذا كان الكاهن قديساً فالليتورجيا صحيحة، وإذا كان خاطئاً فالليتورجيا باطلة. ليس الأمر كذلك. لذا فحين يحتفل الكاهن بسرٍ مقدس، تنتقل كل بركة الله ونعمته عبر الكهنوت إلى البشر.. ستقولون لي: "لماذا تمتلك بركة بعض الكهنة قوة فيما بركة كهنةٍ آخرين فلا تمتلك هذه القوة؟" لا يتوقف الأمر على الكاهن، بل لأننا لا نقبل البركة بإيمان، لأننا بشر ولنا ضعفاتنا البشرية. لنا إيمان أكبر حين نتلقى بركة كاهنٍ قديس لأننا نُعِدّ أنفسنا مسبقاً بإيماننا قائلين: "إنه قديس، رجل صالح"، وهلمّ جر. لذلك فإننا، وبإيماننا نهيئ أنفسنا له.

واستطرد: علينا أن نشترك في القداس الإلهي، حتى ولو وقفنا هناك كقروم الأشجار. سيقول البعض: "لست كما ينبغي أن أكون. لا أفهم شيئاً منه (أي القداس). لا يمكن لعقلي التركيز هناك". ولكن اذهبوا، مهما يكن. قال أحد الشيوخ: "حين تتوقف عند متجر عطور، فإن ثيابك تفوح برائحة زكية بعد أن تغادر، حتى ولو لم تشترِ شيئاً". هذا ما يحدث، كما يقول، حين تذهب إلى القداس.

واختتم: ربما لن تستطيع القيام بأي شيء روحي، ولكنْ كونك ذهبت، حتى ولو وقفت هناك كقرم شجرة، هذا شيءٌ ما بالفعل. لذلك قل لنفسك: "سأذهب كما أنا؛ كقطعة حطب غير مقطوعة. في نهاية الأمر، يعرف الله كيف يشحذ قطعة حطب غير مقطوعة". إذا لم تذهب متعذراً بالقول: "لا أستطيع. لا يمكنني التركيز"، حينها سيزداد كل شيء سوءاً، ولن تتحسن أبداً.. هذه البركة والنعمة التي نتلقاها ونقبلها تُعطى لأولئك الذين يحضرون إلى القداس الإلهي، "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله الآب، وشركة الروح القدس". لذلك نقول فلتذهبوا إلى القداس الإلهي وتشتركوا فيه.