رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نازحو غزة فى أزمة.. نقص نصيب الفرد من المياه.. ماذا يفعلون؟

جريدة الدستور

تتفاقم أزمة المياه في غزة كل يوم، ويتناقص نصيب الفرد داخل القطاع من المياه الصالحة للشرب، في ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي الذي فرضته قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن على الأهالي.

وتتعنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، لا سيما الغذائية، ما أدى إلى تناقص عدد الشاحنات التي تدخل مقارنة بما قبل الحرب، وأثر ذلك على توافر المياه النقية الصالحة للشرب لهم.

أقل من لترين فى اليوم

واتساقًا مع ذلك، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، إن الأوضاع الصحية والمعيشية داخل قطاع غزة فى تدهور مستمر، في ظل فشل المجتمع الدولي فى الضغط على الاحتلال الإسرائيلى لوقف العدوان وإدخال حتى المساعدات بأشكالها المختلفة.

وأضاف أن هناك أزمة في عملية ضخ المياه من الآبار إلى مختلف المناطق التي نزح إليها السكان، كالمنطقة الوسطى والنواصي وغيرها من المناطق، ما يهدد حياة أكثر من 2 مليون شخص، بالإضافة إلى تعطل محطات تحلية المياه.

وأكد أن حصة الفرد من مياه الشرب أصبحت أقل من لترين في اليوم، وهو أمر خطير للغاية ويمس الوضع الصحي، بالإضافة إلى نفاد كثير من أصناف الأدوية، وتعطل كثير من الأجهزة الطبية بسبب عدم توافر قطع الغيار.

زهراء: "نذهب لملء المياه ونعود فارغين"

تحمل زهراء، فلسطينية في مخيم النصيرات، كل يوم خلال الصباح الباكر جالونات فارغة لديها، وتذهب إلى خزانات المياه الصالحة للشرب الموجودة في نقاط معروفة بالقطاع أغلبها تبعد عن المخيمات من أجل ملئها.

ترى حشودا من النازحين، رجالا ونساء وأطفالا، يقفون في طابور طويل في انتظار المياه، تظل تلك الحشود ساعات طويلة ربما تملأ جالونا أو نصف جالون، وفي أحيان أكثر تعود فارغة لعدم كفاية الماء لسد كل تلك الاحتياجات داخل المخيم من المياه.

وتوضح أن الحلول الثانية غير سليمة، منها شرب المياه غير الصالحة للتناول، مثل المياه المخلوطة بالصرف، وفي بعض الأحيان تبخير مياه البحر من أجل تناولها دون أملاح: «المياه المعبأة الجاهزة التي تدخل مع المساعدات قليلة وغير كافية، ولا يُسمح بأخذ أكثر من زجاجة، وبالتأكيد لا تكفي مع ارتفاع درجة الحرارة».

وفق الأمم المتحدة، تراجعت حصة الفرد في قطاع غزة من المياه بنسبة 97% إثر الحرب الإسرائيلية على القطاع، وسط دمار كبير حل ببنية المياه التحتية وأثر على الإمدادات، كما انخفضت حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3-15 لترا يوميًا مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لتر للفرد يوميًا خلال العام 2022.

 

مريم: "نقص المياه أصاب الأطفال بالأمراض"

نفس المعاناة تعيشها "مريم" بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب في القطاع بأكمله، وتحتشد مع النازحين أمام نقاط التعبئة العشوائية من أجل الحصول على الماء لأطفالها: «أحيانًا كثيرة لا تكفي المياه كل تلك الحشود».

في تلك الحالة تعود مريم أدراجها بلا مياه، وتظل أياما طويلة تعتمد على زجاجة أو اثنتين وتكون حصلت عليها من المساعدات: «المساعدات لا تدخل بانتظام، وإذا دخلت لا تكفي حجم المأساة في غزة، لا سيما الغذائية من طعام وشراب وغيرهما».

وتضيف: «درجات الحرارة ترتفع شدة، وأصبح هناك احتياج شديد ويومي للمياه، إلى جانب عدم نظافة المخيمات، ما أصاب الأطفال بالأمراض الجلدية، لذلك القطاع أصبح في حاجة شديدة للمياه بشكل يومي».

فيما يقدر إجمالي المياه المتوافرة حاليًا في قطاع غزة بنحو 10% إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوافر الوقود، في ظل تدمير نحو 40% من شبكات المياه، ما ترك السكان غير قادرين على الحصول على المياه النظيفة.