خمس وزارات.. الأعمال والآمال
جرى التغيير الوزاري الواسع، والناس بين التفاؤل والتشاؤم، لا يعرفون إن كان الوزراء الجدد قادرين على تحقيق طموحاتهم أم لا، الأداء السابق كان متخبطًا ومرتبكًا، إلا أن الأمل عادة ما يتجدد مع بزوغ شمس سوى تلك التي عجزت عن نشر النور في الآفاق وإيصال الدفء إلى النفوس.
من الوزارات التي يترقب الناس أداءها، متطلعين إلى الملفات الموجودة على طاولتها، والتحديات التي تواجهها، وما لدى قياداتها البادئة من الإمكانيات لعلاج المشاكل وتخطي العقبات، بسرعة، وبطرق علمية وعملية، وليس بالطريقة العشوائية التي اعتاد عليها الحكوميون بطول المسارات للأسف: وزارة التضامن (الوزيرة مايا مرسي)، وزارة الشئون النيابية والاتصال السياسي (الوزير محمود فوزي)، وزارة العدل (الوزير عدنان فنجري)، وزارة الإسكان (الوزير شريف شربيني)، وزارة الخارجية (الوزير بدر عبدالعاطي).
تختص وزارة التضامن بالأسرة المصرية اختصاصًا مباشرًا؛ تشمل سياساتها الحماية والرعاية والتنمية، يعتمد عليها قطاع مجتمعي كبير: الأسر الفقيرة، والمسنون، وذوو الإعاقات، والأيتام، والعاطلون عن العمل، ومن هنا يتضاعف حجم المسئولية الملقاة على عاتقها.
أما وزارة الشئون النيابية والاتصال السياسي، فإنها، وإن بدت أعمالها وثيقة الارتباط بمجلسي النواب والشيوخ ومجلس الدولة، بجانب تمثيل الدولة في مجلسي النواب والشيوخ ولجانهما، إلا أن المهمة العميقة هي النفاذ إلى تطلعات المواطنين من خلال هذه المجالس، والعمل على تقريب وجهات النظر في ما بينها وبين الشارع.
وزارة العدل هي "المظلة الإدارية للهيئات والجهات القضائية"، يقال دائمًا إن الناس في المحاكم ليل نهار، يحتاجون إلى الفصل العاجل في قضاياهم المعلقة أو توثيق أوراقهم، لتكتسب الصفة الرسيمة، والمجتمع كله في الحقيقة يحتاج إلى تنظيم شئون العدالة وتطويرها، ومسمى العدالة حميم بلا ريب، يسعى المجتمع إلى إقراره في كل الأحوال بشكل سرمدي.
توفير السكن الملائم للإنسان المصري أولى مهام وزارة الإسكان، ونحن أمة لديها أزمات قديمة في ذلك المجال الحيوي، ثم تأتي مهام أخرى لا تقل أهمية مثل مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، ومشروعات الطرق والكباري، ونقل المحافظات إلى أطوار إنشائية ومعمارية متقدمة.
من أبرز أعمال وزارة الخارجية "حماية مصالح الدولة المصرية بالخارج ومصالح المواطنين المصريين، وجذب الاستثمارات الأجنبية ونشر الوعي بالثقافة المصرية".. تعبر الدولة عن نفسها من خلال هذه الوزارة التي تصل الوطن بالعالم الخارجي، ويستند عليها المصريون العاملون بالخارج في كل شئونهم.
هذا استعراض سريع لأعمال مجموعة من الوزارات التي عليها تعويل كبير في المرحلة المقبلة، وأسماء وزرائها الحاليين، في ما بعد التغيير الوزاري الشامل الذي جرى، وما أود قوله بالإجمال، وما يجدي كل الجدوى في جعل الأمور تسير سيرها الدقيق المشكور:
- التخلص من ظلال الروتين.
- استخدام الأجهزة الحديثة التي تيسر الإحصاء ومن ثم إنهاء الإجراءات بإحكام.
- التبسط مع الجماهير، عند الاحتكاك المباشر بهم، ومعاملتهم معاملة كريمة والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تخصهم على وجه العموم.
ما لم تكن الحكاية هكذا فإننا ندور في دائرة مفرغة للأسف، وما حدث من قبل مرشح للحدوث هذه المرة، والأمل ألا يحدث إلا الشيء الذي يدعو إلى الرضا والفخر، ويقيم علاقة متينة طيبة نرجوها بين شعبنا وحكومته.