رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة تلوح فى الأفق.. غزة على وشك توقف المستشفيات خلال 48 ساعة

قصف المستشفيات
قصف المستشفيات

في قلب قطاع غزة، حيث تتشابك الحياة مع الموت في كل زاوية، تتجلى بشاعة الحرب الإسرائيلية بأبشع صورها، فالاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بالقصف العشوائي للمنازل والمدارس، بل جعل من المستشفيات والمرافق الصحية أهدافًا عسكرية مباشرة.

في كل مرة تسقط فيها قذيفة أو صاروخ، تتعالى صرخات الألم من داخل المستشفيات التي كانت ملاذًا آمنًا للمرضى والمصابين.

استهداف المستشفيات: جريمة حرب

منذ اللحظات الأولى للعدوان، كان واضحًا أن المنظومة الصحية في غزة جزء أصيل من استراتيجية الحرب الإسرائيلية، فالمستشفيات، التي يجب أن تكون محمية بموجب القوانين الدولية، أصبحت أهدافًا للقصف المتعمد، كما حدث داخل مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في القطاع، الذي تعرض للقصف والحصار بالدبابات، مما أدى إلى توقف الخدمات الطبية الأساسية وتعريض حياة آلاف المرضى للخطر.

أدى القصف المستمر إلى خروج معظم المستشفيات في شمالي قطاع غزة عن الخدمة خلال أقل من شهر من العدوان الإسرائيلي، كما أن الأطباء والممرضين يعملون في ظروف قاسية، حيث نفدت الأدوية والمعدات الأساسية، واضطر الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير واستخدام الخل كمطهر.

نداء استغاثة

في ظل هذه الظروف المأساوية، أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية تحذيرًا شديد اللهجة، اليوم الأحد، من أن المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأكسجين المتبقية ستتوقف عن العمل تمامًا خلال 48 ساعة، نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

أوضحت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن الإجراءات القاسية والتقشفية التي اتخذتها للحفاظ على ما تبقى من كميات الوقود لم تعد كافية، في ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل، مؤكدة أن الوضع أصبح حرجًا للغاية، حيث إن توقف المستشفيات يعني توقف الخدمات الطبية الأساسية، ما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر.

وناشدت الوزارة جميع المؤسسات المعنية، سواء كانت أممية أو إنسانية، بضرورة وسرعة التدخل لإدخال الوقود اللازم، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة، موضحة أن هذا التدخل العاجل هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.

إذ توقفت المستشفيات عن العمل، فإن ذلك سيؤدي إلى توقف العمليات الجراحية الطارئة، وتعطل وحدات العناية المركزة، وتوقف أجهزة التنفس الصناعي، ما سيزيد من عدد الوفيات بشكل كبير، كما أن توقف محطات الأكسجين سيؤدي إلى نقص حاد في الأكسجين الطبي، وهو أمر حيوي للمرضى الذين يعانون من أمراض تنفسية حادة.

في النهاية، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة ليست مجرد نزاع عسكري، بل جريمة ضد الإنسانية تستهدف تدمير البنية التحتية الصحية وتعريض حياة المدنيين للخطر، ومن الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقديم الدعم اللازم لسكان غزة في هذه الأوقات العصيبة.