رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المحامين العرب" يدعو لائتلاف عربى دولى لمناهضة الأبرتهايد والاستعمار الاستيطانى الإسرائيلى

المحامين العرب
المحامين العرب

دعا الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب المكاوي بنعيسى، إلى ائتلاف عربي دولي لمناهضة الأبرتهايد والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، ونبذ الصهيونية العالمية التي هي شكل من أشكال التمييز العنصري؛ مناشدًا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اتخاذ قرارات حاسمة لاجتثاث جذور الصهيونية من أساسها وفرض عقوبات صارمة على الكيان الإسرائيلي لردعه عن ممارساته الدموية ضد الشعب الفلسطيني. 

جاء ذلك في كلمة لبنعيسى خلال الملتقى العربي لمناهضة الفصل العنصري والإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الذي أقيم اليوم الإثنين بمقر اتحاد المحامين العرب بالقاهرة بشراكة وتعاون بين الاتحاد ودائرة مناهضة الفصل العنصري "الأبرتهايد" بمنظمة التحرير الفلسطينية والذي شارك فيه عدد من الأمناء العامين للاتحادات القومية العربية ونخبة من رجالات الفكر والقانون بمن فيهم خبراء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وممثلون من مختلف القطاعات العربية.

 

وأوضح أن الملتقى يهدف إلى تسليط الضوء على سياسة الفصل العنصري للاحتلال الإسرائيلي وما يجري في الأراضي الفلسطينية وبصفة خاصة على قطاع غزة من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري من طرف الاحتلال الصهيوني في ظل صمت عالمي حيال هذه الانتهاكات والمجازر الوحشية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ. 

وقال الأمين العام إن المخطط الصهيوني العالمي مبني على زرع الكراهية بين بني البشر فهي حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود وتعتبر شكلًا من أشكال التمييز  العنصري كما أقرت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها الصادر سنة 1975 الذي كان صفعة موجعة لإسرائيل بإدانتها لسياستها العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن إسرائيل ما زالت جاثمة على الأراضي الفلسطينية تمارس عدوانها الوحشي ضد الشعب الفلسطيني بتهويد أراضيه بالقوة بأسلوب قائم على العنصرية البغيضة دون اكتراث بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن ذات الصلة، وتلك الصادرة عن المنظمات الحقوقية العالمية التي تدين همجية الاحتلال الإسرائيلي في اكتساحها للأراضي الفلسطينية ومصادرة حق الشعب الفسطيني في الحرية للدفاع عن حقوقه تحت غطاء جهنمي ممنهج باسم العنصرية وبدعم من النظام الأمريكي الذي يساند إسرائيل في مخططها السياسي. 

وأشار بنعيسى إلى أن من أبرز أهداف الصهيونية التي باتت لا تخفى على أحد؛ محاولة تهويد فلسطين بتشجيع هجرة اليهود إليها من جميع أنحاء العالم؛ ومحاولة تبخيس مكانة الأديان لإعلاء اليهودية التلمودية؛ وإثارة الروح القتالية، والعصبية الدينية والقومية لدى اليهود.

ولفت إلى أن الصهيونية تهدف إلى تدويل الكيان الإسرائيلي عالميًّا، وذلك بانتزاع اعتراف أكثر دول العالم بوجود دولة إسرائيل في فلسطين؛ ومتابعة وتنفيذ المخططات اليهودية العالمية السياسية، والاقتصادية خطوة بخطوة، ووضع الوسائل الكفيلة بالتنفيذ السريع والدقيق لهذه المخططات، ثم التهيئة لها إعلاميًّا، وتمويلها اقتصاديًّا، ودعمها سياسيًّا.

وتابع الأمين العام لاتحاد المحامين العرب أنه بالأمس القريب وبالتحديد يوم ١٨ يونيو الجاري حل اليوم العالمي لخطاب الكراهية ليشهد على أن الاحتلال الإسرائيلي سائر في مخططه الذي رسمه، ولا يمكن له أن يعيش دون كراهية الآخرين وإراقة دمائهم؛ مؤكدًا أن العالم لن ينسى وصف وزير الحرب الصهيوني للشعب الفلسطيني بأنهم حيوانات بشرية ودعوته الصهيونية لقطع المياه ومنع وصول الغذاء والوقود لقطاع غزة المنكوب. 

وأكد أن الفصل العنصري يعد انتهاكًا للقانون الدولي وخرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني وجريمةً ضد الإنسانية؛ لافتًا إلى أن من أبرز مظاهر الابرتهايد بناء الجدار العازل العنصري على أراضي الضفة الغربية بداية من 16 يونيو 2002 والذي يبلغ طوله حوالي 770 كيلو مترًا، بينها نحو 142 كيلومترًا في الجزء المحيط بالقدس، والمسمى بغلاف القدس.

وأشار إلى أن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر قد راح ضحيتها قرابة ٣٨ ألف شهيد و٨٦ ألفًا من المصابين معظمهم من النساء والأطفال وفشل مجلس الأمن والأمم المتحدة في إيقاف آلة القتل الصهيونية مما يستلزم  بذل جهد عربي ودولي أكبر لمساندة الشعب الفلسطيني. 

وأضاف أن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب تدعو المنظمات الحقوقية العالمية للوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في التخلص من جبروت الصهيونية؛ والتضامن مع كل القوى الحية التي تناضل من أجل رفع الحيف المسلط على الشعب الفلسطيني.

واختتم الأمين العام لاتحاد المحامين العرب كلمته؛ قائلًا "إننا نؤمن بأن يوم تحرير فلسطين من براثن غطرسة الصهيونية العالمية قد اقترب، ليعود الفلسطينيون إلى أرضهم، ويرفرف علم فلسطين في سمائها التي رويت بدماء أبنائها الذين ضحوا بالغالي والنفيس، واستشهدوا فداء لوطنهم  فلسطين.. فالمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.. فلتحيا فلسطين حرة مستقلة بعاصمتها القدس الشريف".

ومن جانبه؛ قال رمزي رباح رئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري في منظمة التحرير الفلسطينية إن الملتقى فرصة لمشاركة الخبرات العربية في بناء استراتيجية عمل عربية لمواجهة وتفكيك الفصل العنصري الإسرائيلي وإيقاف الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

وأكد رباح أن الملتقى جزء لمؤتمر دولي لمواجهة الفصل العنصري الإسرائيلي وشن حملات لمقاطعة إسرائيل وملاحقتها حتى إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير المصير.

وأوضح أن الملتقى يعد محطة مهمة لتشكيل ائتلاف لمواجهة الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي على رأسه وزارة العدل الفلسطينية واتحادات وهيئات عربية وأكثر من ١٤٠ منظمة فلسطينية تشارك في معركة التحرر الوطني الفلسطيني، وذلك للتأثير على الرأي العام والحركات الشعبية التي أصبح لها تأثير قوي.

وفي بداية؛ كلمته أشاد السفير حيدر الجبوري مدير إدارة شئون فلسطين بجامعة الدول العربية بالدور القانوني لاتحاد المحامين العرب الذي يعد بيت العرب القانوني لانتصاره للقضية الفلسطينية التي تعد قضيته المركزية.

وقال السفير الجبوري إن الاحتلال الإسرائيلي مارس سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين باستئصال الأراضي الفلسطينية من شعبها لإقامة دولة يهودية هي الوحيدة في العالم القائمة على أساس ديني عرقي؛ مؤكدًا أن الاحتلال مصيره الزوال.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس العنصرية باستمرار مع الشعب الفلسطيني بطريقة يصعب حصرها ومثال على ذلك وصف قادة الاحتلال الإسرائيلى للفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية ومجرمون ويجب معاقبهم بالقتل وهذه قمة العنصرية.

وأشار السفير الجبوري إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سحب أكثر من ١٤ ألف إقامة من أهالي القدس وأحال دون إصدار الفلسطينيين تراخيص البناء حتى من أجل صيانة منازلهم في الوقت الذي تمنح فيه التراخيص للمستوطنين الإسرائيليين على أرض ليست أرضهم؛ مؤكدًا أهمية الملتقى والعمل على توسيعه دوليًا لمواجهة التمييز العنصري الإسرائيلي.

وشمل الملتقى ثلاث جلسات، حيث تناولت الأولى؛ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي أمام محكمة العدل والجنائية الدولية (المسار والمقترحات)، ومناهضة المشروع الصهيوني الاستعماري لتقويض استقرار دول المنطقة.

وناقشت الجلسة الثانية؛ الرواية الفلسطينية في مواجهة زيف السردية الصهيونية (دور الإعلام العربي في مواجهة انحياز الإعلام الأمريكي والغربي)، وكذلك الفن والثقافة والتراث والحفاظ على الهوية الحضارية والوطنية في مواجهة الأبارتهايد من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان.

وبحثت الجلسة الثالثة؛ استراتيجية العمل السياسي والشعبي للأحزاب والحركة الشعبية العربية في التصدي للمشروع الصهيوني والفصل العنصري، وكذلك الحراك العالمي نحو عزل ومقاطعة دولة الاحتلال وتجميد عضويتها في النقابات والاتحادات الدولية.