رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

500 مليون كل عام.. كيف أصبحت مصر قبلة الطيور المهاجرة؟

هجرة الطيور
هجرة الطيور

تعد مصر واحدة ضمن أهم المحطات العالمية في رحلة هجرة الطيور، التي تحدث مرتين في العام بحثًا عن الطعام والماء والبيئة الآمنة.

وفي السياق، قال الدكتور أسامة الجبالي، مدير مشروع الطيور المهاجرة الحوامة بوزارة البيئة أن مصر لها أهمية كبيرة للغاية في هجرة الطيور نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز وربطها بين قارات العالم.

وأشار الجبالي إلى أن كل عام يمر على مصر حوالي ٥٠٠ مليون طائر في عدة مسارات حسب فصيلة الطيور وتعد مصر منطقة عنق زجاجة ومنطقة مسار حرج لهذا النوع من الطيور.

مصر ضمن أبرز المحطات الآمنة أمام الطيور الحوامة 

الدكتور عاطف محمد كامل، خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، قال أن هجرة الطيور هي حركة موسمية، تأتي من النصف الشمالي للأرض لتسلك مسارات محدّدة بحواجز طبيعية للهجرة من أصقاع أوروبا الباردة وصولًا إلى جنوب إفريقيا عبر مصر.

وأوضح كامل في حديثه لـ “الدستور” أن الطيور لها مسارات تبدأ من القطب الشمالي وتنتهي في الجنوب، فعندما يظهر الجليد والصقيع في أوروبا، تعرف طريقها مباشرة إلى الجو الدافئ، سواء شمال أو جنوب أفريقيا ولاسيما في مصر التي تعد واحدة من أبرز المواقع الآمنة أمام الطيور الحوامة، مؤكدًا أن هجرتهم هي جزء من تكوين الطير نفسه في أوقات الشتاء والصيف.

أما عن هجرة وأنواع الطيور المهاجرة، يشير خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو إلى أن الطيور المهاجرة هي تلك التي تنتقل من مكان الى آخر في أوقات منتظمة وتقطع في معظم الأحيان مسافات طويلة، وللطيور ثلاثة أنواع من الهجرة؛ النوع الأول: هو الانتقال من مكان الى آخر ضمن بيئة مناخية واحدة بهدف التزاوج، أو التفقيس، أو البحث عن الطعام ثم العودة، الطيور التي تعتمدها هي من ذوات الأجنحة الشمعيّة التي لا يمكنها الطيران الى أماكن بعيدة.

ويضيف خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو النوع الثاني هو الهجرة غير المنتظمة، وتكون عندما تضطر الطيور الى ترك مواطنها بسبب فقدان الغذاء، أو بسبب ظروف مستجدة، طبيعية أو غير طبيعية، كالحروب أو الحرائق أو التلوث الضوضائي، وأخيرًا النوع الثالث هو نوع الهجرة الذي يعنينا الآن، حيث يقطع الطائر مسافات بعيدة ثم يعود الى موطنه.

الدكتور عاطف محمد كامل

المشروع الإقليمي لصون الطيور الحوامة

وحفاظًا وحرصًا على هجرة الطيور وضمان محطة آمنة لها في مصر أطلقت مصر المشروع الإقليمي لصون الطيور الحوامة والذي يستهدف دمج إجراءات صون الطيور المحلقة المهاجرة ضمن القطاعات التنموية التي تؤثر بالسلب علي عمليات الهجرة (الصيد– الكهرباء والطاقة– الزراعة– إدارة المخلفات– السياحة) من خلال الدعم الفني والتنظيمي لأنشطة تلك القطاعات التي تهدف إلى الحفاظ علي تلك الطيور.

ومؤخرًا تم اختيار مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة، كنموذج لأفضل الممارسات للمشروعات الممولة من مرفق البيئة العالمية لعام 2022، لما حققه من نتائج ناجحة وتحويلية في تعميم إجراءات صون الطيور الحوامة المهاجرة في القطاعات الخمسة الرئيسية (الصيد والطاقة والسياحة والزراعة وإدارة المخلفات) والتي تؤثر بشكل مباشر على الطيور الحوامة المهاجرة على طول مسار الهجرة بالوادى المتصدع / البحر الأحمر، وذلك بحسب الهيئة العامة للاستعلامات.

ويهدف أيضًا إلى رفع الوعي البيئي داخل القطاعات التنموية ومتخذي القرار من اجل تغيير أنماط السلوك الثقافي والاجتماعي التي تؤثر بالسلب على الطيور الحوامه، ودمج مفاهيم صون الطيور الحوامة المهاجرة داخل القطاعات المستهدفة.