فجر عيد الأضحى.. آخر كلمات صدام حسين قبل إعدامه
![الرئيس العراقي الراحل](images/no.jpg)
يتذكر العراقيون كل عيد أضحى لحظة إعدام الزعيم الراحل صدام حسين، شنقًا فجر أول أيام عيد الأضحى في 30 ديسمبر 2006، بينما كان المسلمون يستعدون لتقديم الأضحية احتفالًا بنهاية موسم الحج.
لقد كانت لحظة بها الكثير من المشاعر المتضاربة، فقد ساد الاستنكار والغضب الشديد من المسلمون الذين حزنوا بالمئات في المنطقة المحيطة بمسقط رأس الزعيم الراحل تكريت، ومعقل مؤيديه في سامراء.
وقال المسؤولون الذين شهدوا عملية الإعدام حينها، إن الرجل القوي السابق البالغ من العمر 69 عامًا ظل متحديًا حتى النهاية، وهاجم أعداءه الإيرانيين والأمريكيين وكانت آخر كلماته "الله أكبر.. فلسطين عربية".
وبثت قناة تلفزيونية خاصة حينها مقطع فيديو غير واضح يظهر جثته ملفوفة بكفن أبيض بعد أن بثت الشبكة الحكومية مقطعا لجلادين ملثمين يضعون حبل المشنقة حول رقبته قبل إعدامه مباشرة.
ويذكر في الفيديو، بدا الرئيس الراحل ذو اللحية الرمادية نحيفًا داخل معطف داكن فوق قميص أبيض مضغوط ولكن بدون ربطة عنق، وكان هادئا وهو يتبادل الكلمات مع منفذوا الحكم الأقوياء الذين يرتدون سترات جلدية وأقنعة سوداء، حيث لفوا رقبته أولا بقطعة قماش سوداء ثم بحبل سميك، وقادوه إلى المنصة.
وقال القاضي منير حداد، عضو هيئة قضاة محكمة الاستئناف الذي أكد إدانة صدام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والذي حضر عملية الإعدام قبل الفجر آنذاك، إن صدام "قال إنه لا يخاف من أحد".
وأضاف حداد لوكالة “فرانس برس”: "لم أكن أتوقع أن يكون صدام هكذا، لقد كان مشهدًا مرعبًا في السيطرة على نفسه".
وسأله أحد الحاضرين: "هل أنت خائف؟، فقال: لم أخاف قط ما حييت، لقد عشت كمجاهد وأتوقع الموت في أي لحظة"، وقال القاضي: "سمعنا شقوق رقبته، لقد كان مشهدًا مروعًا".
تفاصيل تسليم صدام إلى السلطات العراقية وإعدامه
وقال مسؤولون إن إعدام مساعدي صدام تم تأجيله إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى.
أطيح بصدام في غزو قادته الولايات المتحدة على العراق، ثم تمت محاكمته من قبل حكومة جديدة يقودها الشيعة. وفي 5 نوفمبر 2006 حكمت محكمة عراقية على صدام واثنين من مساعديه، وهما أخوه غير الشقيق ورئيس المخابرات برزان حسن التكريتي وقاضي المحكمة الثورية عوض أحمد البندر، بالإعدام.
وقد أكدت لجنة من قضاة محكمة الاستئناف أحكام الإعدام الصادرة بحق الثلاثة في 26 ديسمبر من نفس العام.
ثم أصبحت عمليات الإعدام لا مفر منها، مع تصميم حكومة نوري المالكي آنذاك على الانتقام من حكم صدام الذي وصف من قبل أعدائه بـ"الوحشي" والذي دام 24 عامًا وتوجيه ضربة لما وصف "بالتمرد السني العنيف الذي لا يزال يكرم اسمه".
وفي تفاصيل لاحقة، قال سامي العسكري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي، لوكالة أسوشيتد برس: "إن صدام قاوم في البداية عندما أخذه الحراس العراقيون لكنه تماسك في لحظاته الأخيرة، وقبل وقت قصير من تنفيذ حكم الإعدام، سئل صدام عما إذا كان يريد أن يقول شيئا".
ونقل العسكري، الذي كان حاضرا في عملية الإعدام، عن صدام قوله: "لا، لا أريد"، وكرر صدام الصلاة بعد رجل دين سني كان حاضرا.
وقال العسكري: "تم نقل صدام فيما بعد إلى المشنقة ورفض تغطية رأسه بغطاء للرأس، وقبل أن يلف الحبل حول رقبته صرخ صدام قائلًا (الله أكبر ستنتصر الأمة وفلسطين عربية9".
وقال: “إنه بعد الإعدام، نقلت سيارة إسعاف الجثة إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث مقر الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية”.
وجرت عملية الإعدام في مقر قديم للاستخبارات العسكرية يعود إلى عهد صدام في منطقة الكاظمية شمال بغداد، حسب العسكري، الذي أشار إلى أن الموقع كان له رمزية وكانت ذات قيمة لأنها كانت "مركزًا للتعذيب والإعدام في عهد صدام".
وفي كلمته بهذه المناسبة، حث نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء العراقي بين عامي 2006 و2014، العراقيين على عدم النظر إلى الإعدام على أنه هجوم على طائفة أو أخرى، وأضاف: "ما زال الباب مفتوحا لكل من لم تتلطخ أيديه بدماء الأبرياء للمشاركة في بناء العراق، وأن العراق الجديد لن يحكمه حزب أو طائفة واحدة".
بينما قال الشيخ يحيى العطاوي، وهو رجل دين في جامع صدام الكبير: "الرئيس القائد صدام حسين شهيد وسيضعه الله مع غيره من الشهداء، لا تحزنوا ولا تشتكوا لأنه مات موتًا مقدسًا".