الحل العسكرى.. هل تواجه حماس وإسرائيل استراتيجية خاطئة لإنهاء الحرب فى غزة؟
يراهن كل من حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي على الفوز بالحرب في غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، حيث بات الطرفان يراهنان في الوقت الحالي على فاعلية الحل العسكري كسبيل وحيد لتحقيق المكتسبات؛ إذ تراهن الحكومة الإسرائيلية على أن استمرار العمليات العسكرية هو السبيل لتحرير المحتجزين الذين اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 فيما تراهن حركة حماس على أن استمرار العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ أو احتجاز المزيد من الجنود الإسرائيلين سيمثل ضغطًا إضافيًا على إسرائيل سيدفعها إلى وقف الحرب.
وغني عن القول إن كلا الطرفين يستندان إلى الحقائق الميدانية والسياسية الحالية والتي تؤكد جميعها أن تحرير المحتجزين الإسرائيليين والتوصل إلى وقف إطلاق النار وعودة النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم لن يتحقق سوى بالمفاوضات التي يقدم فيها كل الطرفين تنازلات تفضي إلى التوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف.
استراتيجية خاطئة من الطرفين
تصطدم استراتيجية الحكومة اليمنية في إسرائيل مع رؤى وتصورات المعارضة وجزء من
الداخل الإسرائيلي، وحتى تصطدم بالرؤى والقناعات الأخيرة للجانب الأمريكي، من أن إسرائيل التي عجزت خلال 9 أشهر من هذه الحرب على تحرير الأسرى والمحتجزين "120 أسيرًا حتى الآن، ولم تنجح في القضاء على حماس بشكل كامل، لن تستطيع تحقيق هذه الأهداف وتحديات تحرير الأسرى سوى بالمفاوضات وقبول الطرح المقدم لصفقة تبادل الأسرى وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
كما أن استراتيجية حماس التي تتلخص الآن في إظهار القدرة على البقاء والمقاومة
الأشهر المقبلة، تصطدم برغبات أكثر من 2 مليون فلسطيني يأملون بالفعل في وقف حرب
الإبادة الإسرائيلية وعودة حياتهم لطبيعتها وأن تهيئ الأجواء لإعادة إعمار القطاع الذي دمر
بالكامل، وتحولت كل مناطقه إلى مناطق خيام ونزوح.
كما تصطدم استراتيجية حماس مع رغبات معظم مكونات الشعب الفلسطيني ممن يأملون أن تنهي هذه الحرب الانقسام الفلسطيني، وأن يتم توحيد الضفة الغربية وغزة تحت قيادة فلسطينية.