رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داليا عبدالرحيم تكشف تفاصيل ظاهرة الذئاب المنفردة وتأثيراتها على الدول

الإعلامية داليا عبدالرحيم
الإعلامية داليا عبدالرحيم

عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، تقريرًا حول تاريخ استخدام جماعات الإرهاب لتكتيكات الذئاب المنفردة، مؤكدة أن ظاهرة “الذئاب المنفردة” تعد أحدث أشكال الإرهاب وأخطره، وخطورة هذه الظاهرة تكمن في تأثيرها السياسي الهائل في تعميق الإسلاموفوبيا، والمزيد من عزل المجتمعات الإسلامية، وتمكين اليمين المتطرف في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لإمكانية هذه الذئاب تنفيذ هجماتها الإرهابية في أي وقت، وفي أي مكان.

وقالت “عبد الرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن كانت إحصائيات السنوات الأخيرة قد أظهرت انخفاضا في عمليات الذئاب المنفردة بشكل كبير في الولايات المتحدة وأوروبا، ومع ذلك تعتبر وبكل المقاييس قنابل موقوتة تهدد العالم أجمع، وقد شجعت المنظمات الإرهابية ظاهرة الذئاب المنفردة كثيرا.

وأكملت: "فعلى سبيل المثال، فإن العنصري الأبيض لويس بيم دعا إلى ما يعرف عام 1983 "بمقاومة بلا قيادة" للحكومة الاتحادية، حيث إن الجماعات الإرهابية التقليدية أصبحت فريسة سهلة للاختراق الحكومى من وجهة نظره، لذا شجع الجماعات الصغيرة والأفراد على العمل بشكل مستقل، كما شجع أحد منظري تنظيم القاعدة أبو مصعب السوري منذ أكثر من عشرين عاما على هجمات الذئاب المنفردة لنفس السبب الذي أثاره بيم، وذلك بسبب الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعات الإرهابية عقب 11 سبتمبر، والحرب في أفغانستان والعراق نتيجة المواجهة المباشرة للقوات الأمريكية، وحسب عالم الاجتماع رامون سبايج أنه من 1970 إلى 2010، زاد عدد هجمات الذئاب المنفردة فى العقد الواحد بنسبة 45% في الولايات المتحدة، وأكثر من 400% في 14 دولة أخرى متقدمة، كما زادت الهجمات في الدول الغربية بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي، حيث وصلت إلى الضعف في الولايات المتحدة وأوروبا، خلال عامي 2015 و2016 وفي السنوات الخمس الأخيرة، تشهد القارة العجوز ارتفاعا ملحوظا في حوادث الطعن، بعضها إرهابية دامية، راح ضحيتها الكثيرون، فيما أصيب آخرون في حوادث وصفت بـ"الفردية".

وأوضحت أن خطورة تكتيك الذئاب المنفردة تتمثل في أنه كسر مركزية الإرهاب، بمعنى أن تواجده كتنظيم في منطقة جغرافية محددة يُسهل نسبيًا من رصده وتعقبه ومواجهته؛ لذلك ومع انحسار دولة داعش والهزائم التي لحقت بها لجأ التنظيم لتكتيك الذئاب المنفردة،منوهة بأنه قد يكون الخطاب الذي تطلقة منصات ومواقع جماعات الإرهاب لكسب الأنصار خاصة من الشباب ودفعهم للتحول لذئاب مسئولا عن جذب البعض؛ لكن لا يجب إغفال الظروف المعيشية التي يعيشها الكثير من هؤلاء الأفراد في الضواحي ومدن الصفيح على هوامش العواصم والمدن الأوروبية والشعور بالاغتراب وعدم التحقق وعدم توفر فرص عمل ملائمة وأحيانا ما يواجهون من تربص وسلوك عدائي وعنصري من مواطنين أوروبيين بات للأسف يشجعه ويغذيه ويدعو له جماعات وأحزاب وقوى سياسية ودينية في أوروبا، وهنا يجب التأكيد على مسؤليات الحكومات الأوربية ومنظماتها المدنية والدينية في التصدي لمنابع الخلل والقصور في السياسات والممارسات التي توفر مناخا يسهل وقوع بعض الشباب فريسة لخطابات العنف والكراهية ليتحولوا في النهاية الي ذئاب مفترسة.