منتخب حسام كسب الرهان رغم العراقيل ودلع النجوم
المنتخب الوطني حقق مكاسب كبيرة بعد الفوز الغالي على بوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم.
وفي نفس الوقت سقط المنتخب في بعض الأخطاء والسلبيات، ولكن الفوز بثلاث نقاط أهم المكاسب خاصة أن بوركينا فاسو أحد أقوى فرق المجموعة وتعتبر الثلاث نقاط مهمة للغاية، وحافظت للمنتخب الوطني على صدارة المجموعة بجدارة وتقدم بخطي ثابتة نحو التأهل إلى كأس العالم 2026 في امريكا والمكسيك وكندا.
ومن أهم مكاسب المباراة هو نجاح حسام حسن المدير الفني للمنتخب في أول تجربة رسمية مع الفريق وهي انطلاقة معنوية كبيرة للجهاز الفني في بداية مشواره خاصة أن هناك بعض الكتائب الإلكترونية التي تتصيد الأخطاء لحسام حسن وجهازه الفني منذ تولي المسئولية، وينشرون أخبارا مفبركة تعمل على خلق مشاكل وهمية بين حسام وبين النجوم الكبار بهدف عرقلة مسيرة حسام في مهمته، ولكنهم تناسوا أن عرقلة حسام تهدد مسيرة المنتخب الوطني وتحبط أحلام المصريين في التأهل للمونديال.
أعجبني الحضور الجماهيري الكبير في المدرجات والالتفاف حول المنتخب وجهازه ودعمهم الكبير للفريق مما أعطى اللاعبين دفعة معنوية كبيرة وبالفعل تم إحراز هدفين في أول 7 دقائق من المباراة.
وضحت لمسات حسام حسن من أول مباراة حيث ظهر الفريق بشكل جديد وشخصية كروية تعتمد على الروح والإصرار والعزيمة والتي استمدها اللاعبون من شخصية حسام حسن.
ووضحت لمسات الجهاز الفني في طريقة الأداء التي تعتمد على زيادة القوة الهجومية للفريق والزيادة العددية في وسط الملعب للسيطرة على مجريات المباراة من الدقيقة الأولى وهذا ما تحقق بنجاح وقدم المنتخب شوطًا أول قوي وأحرز هدفين مبكرين.
ولا ننكر أن هناك بعض السلبيات ظهرت على أداء المنتخب ولابد أن يعالجها حسام حسن قبل المباراة القادمة أمام غينيا بيساو يوم الاثنين المقبل في غينيا حتي نواصل الانتصارات ونحافظ علي الصدارة بجدارة.
وتعتبر هبوط اللياقة البدنية لمعظم لاعبي المنتخب في الشوط الثاني من أهم السلبيات والتي يجب أن يتم علاجها سريعا.
ولم تكن تراجع اللياقة أبرز السلبيات ولكن هناك عددا كبيرا من لاعبي المنتخب يؤدون بطريقة فردية استعراضية وثقة زائدة عن اللازم خاصة محمد صلاح وإمام عاشور ومحمد عبدالمنعم وأحمد سيد زيزو مما تسبب في تراجع أداء المنتخب وتفكك خطوطه.
ويحسب ضد حسن حسام أنه دفع بكل النجوم الكبار في المباراة رغم أن أغلبهم يلعبون في مركز واحد مثل زيزو ومحمد صلاح في الجناح اليمين وإمام عاشور ومروان عطية وحمدي فتحي في وسط الملعب مما أثر سلبيا على أداء معظم هؤلاء اللاعبين خاصة أنهم جميعا يلعبون في مركز واحد في خط الوسط.
وتألق محمود تريزيجيه لأنه اللاعب الوحيد الذي لعب في مركزه الأصلي في الجناح الأيسر، ونلتمس العذر لحسام حسن لأنه دفع بهؤلاء النجوم مرة واحدة من أجل إرضاء الجماهير، وخوفا من الانتقادات المتكررة من السوشيال ميديا في أول مباراة، ووضح ذلك في اختيار محمد الشناوي لحراسة المرمى رغم غيابه لشهور طويلة عن الملاعب، وتمت مشاركته على حساب مصطفى شوبير الأفضل والأجهز، ولكن أعتقد أن حسام بعد تخطي أول مباراة بنجاح لن يلتفت لإرضاء الجماهير وسيعدل من طريقة اختيارات اللاعبين للجاهزين والأفضل وفقا للمراكز الذين يتألقون فيها خلال المباريات القادمة خاصة أنه اكتسب ثقة الجماهير والجميع بالفوز في أول مباراة رسمية على بوركينا وتقدم خطوة جيدة نحو التأهل للمونديال.
وهناك انتقادات كبيرة لطريقة اللعب بثلاثة مدافعين فقط، وهذه الطريقة تهدد بإصابة مرمى المنتخب في أي وقت، ولابد أن يعيد حسام حسن حساباته في مباراة العودة أمام غينيا بيساو، لأن اللعب بثلاثة مدافعين خارج ملعبنا ستكون مغامرة ومقامرة وخطأ كبير يهدد المنتخب بهزيمة ثقيلة قد تعطل مسيرة المنتخب في تصفيات المونديال.
يجب العودة للعب بظهيري الجنب من البداية والاعتماد علي اللاعب عمر كمال عبد الواحد في الظهير الأيسر في ظل أزمة غيابات فتوح ومحمد حمدي أصحاب القدم اليسرى.
وفي النهاية يجب علي الجميع دعم المنتخب وجهازه بعد التجربة الرسمية القوية الناجحة أمام بوركينافاسو، ويجب علي حسام حسن معالجة الأخطاء والسلبيات، ويجب علي اللاعبين الكبار عدم الاستعراض والثقة الزائدة من أجل استكمال مسيرة المنتخب بنجاح في تصفيات المونديال وتحقيق حلم الملايين من الجماهير بالتأهل إلى كأس العالم.