سياسى فلسطينى يكشف لـ"الدستور": مصير خطة بايدن وسط خلافات قادة الاحتلال
منذ إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن خطته الأخيرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتصريحاته بأنها إسرائيلية، إلا أن خطة بايدن أصبحت قاب قوسين، خاصة وسط تباين الآراء والموافقة على تلك الخطة في الداخل الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن جو بايدن روج لخطته على أنه مقترح قدمته الحكومة الإسرائيلية، مطالبًا بضرورة موافقة الفصائل الفلسطينية عليه؛ نظرًا من وجهة نظره أنها سوف توقف الحرب، وتنهي معاناة شعبنا الفلسطيني وترسم ملامح حراك سياسي، فضلًا عن إعادة إعمار قطاع غزة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور": لكن سرعان ما تكشفت أول كذبة لبايدن حينما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إنهم ينتظرون رد إسرائيل ويتوقعون موافقتها، كيف يكون الاقتراح إسرائيلي حسب كلام بايدن، وبينما تنتظرون موافقة إسرائيل عليه، هذا كلام غير منطقي، إضافة إلى ذلك فإن نتنياهو كشف كذب بايدن وقال حرفيًا إن هناك تفاصيل في الاتفاق لم يتم إطلاعه عليها وأنها لن توقف الحرب، إذًا محاولة بايدن تجميل وجه الحكومة الإسرائيلية المجرمة، وكأنها ترغب بالسلام ووقف الحرب لم ينجح.
وأضاف أبولحية أن موقف الفصائل الفلسطينية هو الذي بات الجميع ينتظره، ويطالب بالضغط على الفصائل لتوافق عليه، وذلك بالرغم من صدور عدة بيانات من الفصائل بترحيبها ونظرتها الإيجابية إزاء ما أعلنه البيت الأبيض، ولكنني أرى أن ما يؤخر الرد الرسمي للفصائل هو الرغبة في التعرف على تفاصيل الاتفاق، وذلك لأن الشياطين كلها تكمن فيها وتحديدًا، حينما يكون في الاتفاق الجانب الإسرائيلي المشهود له بنقض العهود والاتفاقات، ومع هذا أتوقع أن يصل للفصائل الفلسطينية تأكيدات دولية وإقليمية من أجل المضي قدمًا باتجاه الاتفاق والموافقة عليه بشكل رسمي.
أبولحية: بايدن استخدم حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني كورقة انتخابية لرفع فرصة بالانتخابات
وتابع: "من وجهة نظري أرى أن بايدن استخدم حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني كورقة انتخابية لرفع فرصه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، حيث دعم إسرائيل وشارك معها في حرب الإبادة، وذلك ليكسب رضا اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي يملك مفاتيح البيت الأبيض، واليوم يطل علينا بتقديمه لمقترح الاتفاق، وذلك حتى يكسب رضا الشباب والشارع الأمريكي الذي ينتفض في شوارع وجامعات الولايات المتحدة الأمريكية الرافضين لحرب الإبادة الجماعية، والذين يتهمون بايدن بالمشاركة بحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي يستخدم الحرب مرة أخرى كورقة انتخابية".
وقال أبولحية: "أجزم أن نتنياهو لا يريد الوصول إلى اتفاق وقف الحرب بشكل كامل ومعه اليمين المتطرف كاملًا، ولذلك سوف يمضي باتجاه المرحلة الأولى من الاتفاق ومن ثم سوف يختلق ألف سبب وعذر من أجل أن يفسخ الاتفاق، ويستمر في حرب الإبادة الجماعية، وذلك لأنه يرى أن الدماء التي تتم استباحتها في غزة هي غذاؤه الذي لا يريد أن ينقطع عنه".
وحول موقف الكونجرس الأمريكي ورفض بعض نوابه لخطاب نتنياهو المقبل، أكد أبولحية موقف الكونجرس هو الذي دعم بايدن في استمراره بتقديم كل الدعم لإسرائيل؛ لتستمر في حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، ولكن هناك عددا من أعضاء الكونجرس كان مواقفهم مشرفة وانتصروا للإنسانية ودعموا الحق والقانون الدولي، وهذا الموقف مقدر من شعبنا الفلسطيني، وبالتالي من الطبيعي أن يقاطع خطاب نتنياهو المجرم كل من يحترم القانون الدولي، حيث يعتبر نتنياهو في نظر القانون هو مجرم حرب متهم بجريمة الإبادة الجماعية.