رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفى هنرى يستعيد ذكرياته مع الإذاعة المصرية وبابا شارو

الإذاعة المصرية
الإذاعة المصرية

قبل تسعين عامًا، انطلق لأول مرة بث الإذاعة المصرية، تحديدًا في مثل هذا اليوم من العام 1934، حيث صدح الإذاعي "أحمد سالم" بجملته الشهيرة "هنا القاهرة"، معلنًا عن ميلاد الإذاعة المصرية.

ذكريات لا تنسى مع الإذاعة المصرية

منذ أن انطلق بثها للمرة الأولي في مثل هذا اليوم من العام 1934، والإذاعة المصرية تمثل جزءًا كبيرًا في الوعي الجمعي المصري، وعلى مدار الأجيال المتعاقبة لكل منا ذكرياته مع صوت أثير الإذاعة المصرية.

وعن ذكرياته مع الإذاعة المصرية وبرامجها التي لم ينسها حتى اليوم، قال الكاتب وصفي هنري: من الأشياء التى حرص والدى أن يأخذها معه حين انتقلنا من مغاغة للقاهرة عام 1955 كان راديو فيليبس موديل 1949، وكان والدى حريصًا على حمل الراديو حين يعطل فى نفس اليوم إلى أخصائي للأجهزة الكهربائية فى المنيل لتغيير إحدى لمباته، كنت مدمنًا للاستماع للإذاعة من طفولتي.

ويتابع وصفي حديث ذكرياته مع الإذاعة المصرية، متابعًا: بدأت أستمع لنشرات الأخبار مقلدًا والدى الذى كان يعلق على كل خبر ويحكيه لى، من أهم الأخبار التى ما زلت أتذكرها وتركت أثرًا فى نفسى هى العدوان الثلاثى على مصر 1956 وكنت أتابع تطوراتها يومًا بيوم وكيف لا وقد خرجنا فى مظاهرة وأنا فى الصف الأول الابتدائي أمام مدرسة المعهد العلمى الخاصة بقيادة أبلة سعاد مدرسة الموسيقى ونحن نحمل نعشًا عبارة عن قفص فاكهة مغطى بقطعة قماش، وكنا نهتف بسقوط وموت بنجوريون وچى مولييه وإيدن وكانت أبلة فكتوريا قد شرحت لنا قبلها من هم هؤلاء الثلاثة.

استطرد: "وكان اغتيال جون أف كينيدى فى 22 نوفمبر عام 1963 من الأخبار الصادمة والتى تركت أثرًا كبيرًا فى نفسى، حيث إننى عندما سمعت الخبر فى الراديو عدوت لا شعوريًا مسرعًا من الملك الصالح إلى مكان عمل خالٍ فى مجمع التحرير لأنبئه بخبر موت كينيدي".

حرصت على مشاركة والدي الاستماع إلى ربات البيوت

ويمضي وصفي في حديث ذكريات الإذاعة المصرية: كنت أستمع دائمًا فى الصيف مع والدتى إلى برنامج "إلى ربات البيوت" الذى كانت تقدمه صفية المهندس وأدمنت أمثال أم على "جمالات زايد" فى المسلسل اليومى عيلة مرزوق أفندى فى نفس البرنامج. حبى للأمثال الشعبية دفعنى لأن أشتري عندما كبرت كتاب الأمثال الشعبية لـ أحمد تيمور باشا.

يقول: من أهم البرامج التى كنت أحرص على الاستماع إليها من برامج الإذاعة المصرية، بالطبع بابا شارو الذى كان يقدمه الإذاعى الأسطورة محمد محمود شعبان، وكانت أمى قبل موعد البرنامج بدقيقتين تناديني أينما كنت: "صافى، بابا شارووووو" وكنت أسرع حتى لا تفوتنى المقدمة المميزة للبرنامج، وكانت أجمل أغنية أحبها وما زلت أحفظها عن ظهر قلب وكان يغنيها طفل "ألدغ" النهاردة الصبحية.. أكل رز عليه شعرية.. أصل أنا باكل رز كتير.. علشان أسمن وأبقى كبير.

كذلك الأغنية الشهيرة التى أصبحت أيقونة أعياد الميلاد "يللا حالا بالا بالا هنوا أبو الفصاد". وكان خيالى يتصور كيف كان البلبل والكروان والهدهد والبغبغان والسمان تعزف بأصواتها مقلدة الآلات الموسيقية المختلفة وتغني احتفالًا بأبو الفصاد وهي تنشد: عصفور الجنينة الجنينة، لولا أنت ما جينا ما جينا.

واختتم وصفي حديثه عن ذكرياته مع برامج الإذاعة المصرية: كم كانت صدمتى كبيرة حين نادتنى أمى لسماع برنامجى المفضل، فأخبرتني أن اليوم هى آخر حلقة لبابا شارو.. كنت حينئذ فى العاشرة واستغرقت وقتًا طويلًا حتى تعودت على أبلة فضيلة ومقدمتها الأشهر: يا ولاد يا ولاااااد.. توت توت.. تعالوا معانا.. توت توت.. علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكي لنا حكاية جميلة، ولا أخفي عليكم أننى كنت أستمع إليها حتى هاجرت إلى النمسا سنة 1979.