صلاح هلال: الذكريات المؤلمة كنز للإنسان.. وهكذا يمكننا علاجها
ناقش الدكتور صلاح هلال، المترجم والأستاذ المساعد للأدب الألماني الحديث في كلية التربية جامعة عين شمس، روايته المترجمة عن الألمانية "إنسان يحترق" لنيكول ليوبيتش، في معهد جوته بالقاهرة.
وقال الكاتب والمترجم إن بطل الرواية يحاول أن ينسى الذكريات الأليمة التي تعرض لها وهو بعمر الطفولة من إساءة معاملة والديه له، موضحًا أنه لا يجب التخلص من الذكريات القديمة بل علينا أن نتعامل معها ونعالجها.
صلاح هلال: الذكريات هي كنز الإنسان
وشرح الدكتور صلاح هلال، الذي عكف على دراسة علم النفسي والعلاج النفسي، قائلًا: الذكريات القديمة والمؤلمة يجب أن ننظر إليها على أنها كنز، يحمله الإنسان معه، وهو كنز شخصي، ولو تم النظر على أنها عبء على صاحبها سيعاني بالتأكيد، لكن لو تعامل معها كنوع من المعلومات الهامة سيتمكن من تشخيصها ومعالجتها.
واستنكر هلال الأشخاص الذين يجيدون اجترار الذكريات، واصفًا "أنها ظاهرة مرضية جدًا، وبدلًا من مجرد اجترار الذكريات الأليمة، بطل الرواية في (إنسان يحترق) اضطر إلى الكتابة، وهي التي ساعدته في العلاج".
كيفية التعامل مع الذكريات المؤلمة؟
أكد أن "الفضفضة" أو الحكي فقط عن فترة سيئة في حياة الإنسان بدون علاج أو إرشاد المتخصصين، فإن ذلك يُرجع الشخص لمشاكله ويتذكر ما حدث له من ألم فيقع الشخص في هذه الأحداث المؤلمة من جديد بلا علاج.
والكاتب الألماني نيكول ليوبيتش، هو كاتب وصحفي ألماني من أصل كرواتي، من مواليد 1971 في زغرب/ كرواتيا، نشأ في السويد، واليونان، وروسيا، وألمانيا، ودرس العلوم السياسية في بريمن، وحصل على تدريب في مدرسة هامري نانن للصحافة في هامبورج.
يعمل صحفيًّا مستقلًّا وكاتبًا، حصل على عديد من الجوائز الأدبية من أهمها جائزة "أدلبرت فون – شاميسو" عام 2011 للأدباء الألمان من أصول أجنبية، وجائزة "فيردي للأدب برلين براندنبورج" عام 2010، وغيرها من الجوائز. ترجمت بعض كتبه إلى الإنجليزية، وتُعد هذه الرواية أول ترجمة عربية لأحد أعمال ليوبيتش.
رواية “إنسان يحترق” لـ نيكول ليوبيتش
وتسلط رواية "إنسان يحترق" الضوء على موضوع مناهضة الطاقة النووية، والتضحية بالنفس من أجل إنقاذ العالم، من منظور الطفل هانو كيلستربيرج، البالغ من العمر عشر سنوات، والذي يعيش حياة مستقرة مع والديه، ولا يشغله سوى شغفه الكبير بكرة القدم.
ويأتي للسكن في منزل أسرة الطفل، رَجُل اسمه هارتموت وهب حياته للنضال ضد الطاقة النووية، وفجأة تنقلب حياة تلك الأسرة رأسًا على عقب، فتقع الأم في شِباك ذلك المُناضل المثالي المندفع، وتُصاب بهوس النضال، وتُكرس حياتها تمامًا للنضال ضد الطاقة النووية، حتى أنها تصطحب ابنها الصغير معها إلى المظاهرات وتوزيع المنشورات.