أحمد قرني: "حارس النور والظلام" رواية تقدم أسئلة الفلسفة لليافعين
"حارس النور والظلام"، أحدث إبداعات الكاتب دكتور أحمد قرني، والصادرة حديثا عن دار بيت الحكمة للثقافة، للناشئة واليافعين.
وكشف دكتور أحمد قرني لـ “الدستور” ملامح عمله السردي الجديد لليافعين، موضحا: “أتناول في رواية حارس النور والظلام، الرحلة، الرحلة المكانية والرحلة الذهنية نحو الالكتشاف والمعرفة من خلال رحلة (عمر) عبر المدق الترابي بعد أن أغلق طريقه المعتاد للوصول إلى صديقه هشام”.
استدرك قرني: "لكن هناك في المدق الترابي ستنشأ المغامرة ورحلة الأسئلة عندما يقابل العجوز ويكمل رحلته معه رحلة الأفكار والاكتشاف والمعرفة، لم يفكر عمر طويلا، بدأ القلق يتسرب إلى نفسه عن أية كارثة ستحل به إن كان هو الفتى المقصود من كلام العجوز، لابد أن يعرف ليتجنب الكارثة التي يتحدث عنها العجوز قبل أن تحل، ولكن كيف وماذا يستطيع أن يفعل؟ بدا الأمر غامضا، من يستطيع فهم ما يجري الآن على هذا المدق الترابي المهجور والأسئلة تولد أسئلة أخرى؟، لا توجد إجابات كلها رهن التكهنات، متى تنكشف له حقيقة ما سيحدث له هنا إن كان كلام العجوز حقيقة، لا بد أن هناك سرا ويجب أن يعرفه أولا".
عالم موازي لقصة حي بن يقظان
تابع: "تطرح الرواية عالما موازيا لقصة “حي بن يقظان في محاولة لتفكيك تلك الحكاية وإعادة طرح أفكارا جديدا تشغل رؤوس اليافعين والشباب، والرواية أحداثها مشوقة متسارعةن تحاول أن تغوص في عقول الشباب طارحة الأسئلة الصعبة عن الحياة والوجود والمعرفة بشكل بسيط ومن خلال مغامرات متتالية بطلها الفتى والعجوز، ويخرج عمر في نهاية الرحلة والمغامرة بأفكار جديدة عن معنى الحياة والاختيار والوجود، سيمتلك حقيقة أخرى وقد تطورت أفكاره ونضجت”.
يستطرد: ""وسط دهشة الفتى حاول العجوز أن يشرح له العجوز أن الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على السفر عبر الزمن سواء بالارتداد للماضي أو للعبور إلى المستقبل لتوقع ما سيحدث وتخيله وليس بمقدور باقي الكائنات الحية القيام بمثل هذه السباحة الذهنية في نهر الزمن على طريقة الإنسان".
منحي فلسفي وبعد فكري
لفت أحمد قرني إلى أن الرواية لها منحى فلسفي وبعد فكري تأخذ الشباب ليس في اتجاه المغامرة والأحداث المتلاحقة المشوقة دراميا والتي تجعل القاريء شغوفا وهو يتابع أحداث الرواية لكنها تثير الأسئلة وتجعل العقل طوال الوقت يقظا ورواية "حارس النور والظلام" تحقق غايتها وهو شحذ عقول الشباب وإثراء أفئدتهم بسؤال المعرفة الذي يغيب دائما عن العقل العربي الغارق دائما في الحكايات فقط، بل هنا الحكاية تولد سؤالا معرفيا عن الإنسان والعلم والقدرة على الفعل والتأثير، ومثل هذه الروايات التي تقدم للشباب يجب أن نحتفي بها لأنها تثير الأسئلة وتحث أولادنا على فهم ما يجري وتحصنهم من وافد الأفكار التي لا تلائم ثقافتنا ولا تراثنا المعرفي، بل يمكن أن نقول إنها تحاول أن تقدم التراث بفهم جديد بإعادة تفكيكه وتقديمه مرة أخرى لشبابنا وهو ما نجحت فيه الرواية من إعادة تفكيك حكاية حي بن يقظان وتركيبها ببناء معرفي جديد، وهو ما يجيب على السؤال الصعب؛ هل يمكن تقديم التراث العربي للشباب مرة أخرى والرواية؟، أجبت عن هذا السؤال إجابة يقينية بأنه يمكن ذلك، حتى لا تحدث القطيعة ما بين التراث وما بين الشباب.
الكاتب أحمد قرني، وصلت روايته الأخيرة “الفتى الذي يشبه السندباد” للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد وحصلت قصته “لماذا لا يطير التمساح” على جائزة ساويرس الثقافية، وروايته “رسائل جدي” على جائزة الشيخ خليفة التربوية وحصل العام الماضي على جائزة أفضل رواية لليافعين في مهرجان الشارقة القرائي عن رواية جدتي الرقمية.