رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل الرئيس ترد الاعتبار للصحافة والإعلام

كان هذا اليوم نقطة تحول جذرية فى علاقة الدولة بالصحافة والإعلام، وهى نقطة تحول ترد الاعتبار للإعلام والصحافة وبداية نهج جديد يصب فى مصلحة الشعب، حيث سيكون للجمهورية الجديد شكل جديد يتضمن الشفافية والمصارحة، فقد تضمن هذا الاجتماع المهم عدة رسائل مهمة من الرئيس للدولة وللمسئولين.

إن اجتماع الرئيس فى هذا اليوم مع المسئولين ورجال الدولة، فى تقديرى، تضمن تكليفًا رئاسيًا واضحًا ومباشرًا للحكومة بضرورة الشفافية والمصارحة للرأى العام من خلال الإعلام والصحافة، وشرح التحديات التى تواجة الدولة بشكل معلوماتى حقيقى للناس.

وهذا يعنى رد الاعتبار للإعلام والصحافة الوطنية، ويعكس إدراك الرئيس أن المواطن المصرى حريص على مساندة دولته على شرط أن نقول له الحقيقة، وألا نخفى عنه المعلومة الحقيقية، ما يعنى فى تقديرى أن معرفة المواطن المصرى الحقيقة تعنى منعه من أن يصبح نهبًا للشائعات المغرضة والأكاذيب المسمومة، وتعنى أيضًا أن هناك مطالبة للمسئولين بأهمية التواصل وأهمية تقديم المعلومة للمواطن المصرى، فيما يتعلق بما تم من إنجاز أو فيما تواجهه الدولة من تحديات، والرسالة الثانية: هى أن الرئيس يضع الإعلام أمام المسئولية لتوصيل المعلومات الصحيحة، ولكشف الحقائق أمام علامات استفهام الناس.

إن هذا الاجتماع لافتتاح والاطلاع على مشروعات قومية كبرى جديدة لم يكن اجتماعًا برئاسة سيادته لعرض الإنجازات المتتالية للدولة المصرية فقط، ولم تكن متابعة سيادته المشروعات الكبرى فى توشكى مجرد متابعة متأنية لما تم إنجازه فى هذه المشروعات، وإنما كانت نقطة تحول فى مسار الإعلام والصحافة فى علاقتهما مع الدولة، وكانت نقطة تحول أيضًا فى العلاقة بين الإعلام والصحافة والشعب، حيث حرص الرئيس على أن يوجه رسائل للحكومة وللشعب وأن يوجه لملامح جديدة فى الفترة المقبلة فى الجمهورية الجديدة، حيث إن ما حدث خلال السنوات الأخيرة، وللأسف، كان رجال الدولة والمسئولون يستعينون بمتحدث رسمى كثيرًا ما يكون مقتضبًا فى البيان الذى يرسله للإعلام والصحافة المسئولة عن تغطية أخباره، وغالبًا ما يكون باب الوزير أو المسئول مغلقًا أمام الإعلامى أو الصحفى بما يمثل نقصًا فى المعلومات التى من الضرورى أن يعرفها المواطن، حتى يكون داعمًا للدولة.. مثلما حدث فى مشكلة الكهرباء، حيث لا يعرف المواطن السبب فى انقطاع الكهرباء أثناء فترة الامتحانات عن بعض الأحياء ما أثار تذمرًا بين المواطنين.

بالإضافة إلى هذا.. هناك تحديات عديدة تواجه الدولة، ولا يعلم عنها المواطن شيئًا، ولا يعلم عنها الإعلامى أو الصحفى شيئًا أيضًا، ما أتاح الفرصة لنشر الشائعات المغرضة التى لها آثار سلبية بالضرورة على تماسك واستقرار المجتمع، ومن ناحية أخرى كانت الأخبار تصل للصحفيين من خلال وسائل التواصل والإنترنت من خلال بيان صحفى فقط دون التواصل بين المسئول والإعلامى أو الصحفى المسئول عن متابعة جهته.

كما بعث الرئيس رسالة ثالثة، حيث إن الرئيس فى مطالبته للمسئولين بالظهور والحديث والمكاشفة وضخ المعلومات للشعب من خلال الإعلام والصحافة- يؤكد إدراكه بأن المواطن المصرى حريص على مساندة دولته بشرط معرفة الحقيقة وعدم إخفائها عنه، وأن الاصطفاف الوطنى مطلوب وواجب، لحماية استقرار الوطن ومواجهة التحديات الخطيرة الراهنة التى تواجهه.

وفى هذا السياق، فإنه ينبغى على المسئول حسن اختيار المتحدث عن الوزارة، وعليه أن يرد على الصحافة والإعلام، وأن يتم اختيار الكلام ببساطة، ومخاطبة الناس بشكل بسيط وسهل، ورأينا جميعًا فى الفترة الأخيرة، بعد بدء حرب غزة، أن الأمن القومى لمصر وأن سيادة مصر على أرضها لا مساس بها، وأن المواطن فى اصطفافه مع القيادة السياسية كان على درجة كبيرة من الإدراك لأهمية حماية الوطن فى هذه الحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل على أهل قطاع غزة ومدينة رفح من الفلسطينيين الذين يواجهون جرائم حرب بربرية.

وكان الاصطفاف الوطنى بين القيادة السياسية والشعب أبلغ دليل على إدراك الشعب أهمية دعم القيادة السياسية فى أوقات الخطر وفى مواجهة المؤامرات الخطيرة التى تستهدف الأمن القومى المصرى، وما زال الاصطفاف الوطنى ضروريًا وأساسيًا فى الدفاع عن البلد وفى حماية الأمن القومى المصرى، لأننا ما زلنا نواجه مؤامرات تستهدف إضعاف مصر وتهديد استقرارها، وفى تقديرى أن الرهان على المواطن هو رهان رابح، على شرط أن تعطيه صورة حقيقية عن الوضع الداخلى أو الخارجى.. فلقد أثبتت التجارب السابقة أن المواطن لن يفرط فى استقرار دولته وحمايتها، إذا ما لاح الخطر، وإذا ما تطلب الأمر ضرورة دعم دولته أو الاصطفاف الوطنى مع القيادة السياسية، وأن إعطاء المعلومة الصحيحة من خلال الإعلام والصحافة سيجعله مدركًا أهمية دوره، ما سيدفعه للمشاركة فى حل الأزمات، وأن يكون مدركًا وداعمًا للدولة.

ومن ناحية أخرى، وجه الرئيس رسالة مهمة للقطاع الخاص للمشاركة فى المشروعات القومية مع الدولة، ما يعنى دخول القطاع الخاص شريكًا أساسيًا للدولة فى التنمية، ويمهد الطريق لنظرة أخرى إيجابية للقطاع الخاص.

ومن هنا، فإن رسائل الرئيس أثناء متابعته المشروعات الجديدة تعنى مرحلة جديدة من إعلام المعلومات وضرورته لمشاركة المواطن فى مسارات وطنه فى الجمهورية الجديدة، نظرًا لمرحلة المؤامرات الكبرى المغرضة التى تستهدف أمن بلادنا، ونظرًا للتحديات الخطيرة التى تواجهنا حاليًا، ويجىء انتصار الرئيس للإعلام والصحافة بمثابة استمرار لتواصله مع المواطنين من خلال مؤتمرات الشباب، وبمثابة نهج جديد يشارك فيه المواطن مع الدولة فى مسارات الوطن، وذلك من خلال رد الاعتبار للإعلام والصحافة، وتولى دورهما المنوط بهما فى مسارات الوطن المقبلة، ودعمًا للاستقرار والأمن القومى لمصرنا الغالية.