رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أرابيسك" و"كتيبة الإعدام".. عمر ناجي يكشف أبطال حقيقيين في قصص أسامة أنور عكاشة

عمر ناجي
عمر ناجي

أسامة أنور عكاشة، أحد أيقونات الكتابة الدرامية، والذي يمكن وصفه بحالة خاصة جدًا، صاحب أبلغ وامتع الحوارات، مازالت شخصيات أعماله  تعيش بيننا، نشهدها  في الشارع والبيت وعلى المقهى، وصفه النقاد بصاحب الرواية التليفزيونية، وصاحب أجرأ حوار وأفكار محرضة على  التفكير والاشتباك.

ويقول الكاتب عمر ناجي: “لا شك أبدا أن أول مصادر الالهام بالنسبة للكاتب هو الشارع ونبض الناس فى لحظات بتتحول عينه لكاميرا ترصد وبيتحول عقله لذاكرة ضخمه بتسجل وتحفظ كل شيء يرصده، ولأن  وعشان أسامة أنور عكاشة لا يختلف على عبقريته اتنين، نجده يجسد الواقع ونستمتع بكل أعماله، أبطاله من لحم ودم والشوارع معجونة بشجن الناس والمواقف الحياتية حقيقية جدا، وهذا راجع لأنه كان دايما ملتحم بالشارع والقهاوى والحارات والحانات والبيوت”.

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، قال ناجي علي: "مسلسل أرابيسكأعظم أعمال أسامة أنور عكاشة، والذي استطاع أن يجمع الناس على حب بطله حسن النعماني الذي قام بدوره الفنان صلاح السعدني، واستلهم عكاشة  قصته عبر مروره بخان الخليلي ومنه على وكالة القطن فشاهد محل علي حمامة للأرابيسك، وهو شخص فنان توارث مهنته أبا عن جد، واستمر في مهنة الأرابيسك وحافظت عائلة حمامة على الصنعة وطورتها.

“علي حمامة” البطل الحقيقي لـ أرابيسك 

أشار ناجي إلى أن أسامة أنور عكاشة كان يذهب إلى المقهى ليلتقي "على حمامة" ويحكي له عن سيرته وتفاصيل رحلته والحياة وعن عائلته، وجدوده وصولا إلى جده "حسن خليل"، والذي عمل معلما في في مدرسة الإلهامية، وهذه مدارس كانت تحت عين الحاكم العثماني، والذي أخذ كل صنايعية مصر ليعملوا في تركيا، وكان (حسن خليل) جد على حمامه متخصص فى فن الأرابيسك.

أضاف ناجي، كان "حسن خليل" يعمل شواهد قبور السلاطين من الأرابيسك وأبواب وشبابيك القصور وفضلت المهنة بتنقل من أيد لأيد حتى أن عمه قام بعمل باب قصر الدوبارة، وباب قصر العروبة.

أكد صاحب كتاب “الحكاية الحقيقية”: “على حمامة لم يكن مجرد صنايعي عادي، فقد كان يطلب للعمل بالخارج لأعمال  أماكن شهيرة، منها مدخل برج إيفل في باريس، إلى جانب سفره للعمل في قصور حكام وأمراء الخليج، وخرج أسامة أنور عكاشة من كل هذا الكم من الحكايات ليكتب أرابيسك”.

 خالد عبد الناصر البطل الحقيقي لكتيبة إعدام 

يروي عمر ناجي، أن أسامة أنور عكاشة قدم للسينما فيلم "كتيبة الإعدام" والذي مثل بطولته الفنان نور الشريف، ويدور عن شخصية "حسن عز الرجال" التي وجدت  نفسها موصومة بالخيانة ليدخل السجن ويخرج في رحلة بحث عن ابنه وزوجته وقبلهم كرامته التي أهينت.

تابع: “يبدو أن الفيلم عن الحرب ولكن تغيب فيه صورة للمعركة، وتتصدر صورة للمطحونين تحت راحة الحرب والمسلوب حقهم في التكريم لحساب تجار حروب وخونة سرقوا الانتصار واستبدلوا الأبطال الحقيقيين”.

أشار إلى أن حكاية فيلم “كتيبة إعدام” لم تكن صدفة، ولكن جاءت القصة عندما ذهب عكاشة في زيارة لصديقه الفنان سيد عبد الكريم في كلية زراعة مشتهر، وهناك جمعه لقاء مع عدد من الفلاحين، وكان هذا بعد نجاح الجزء الأول من ليالي الحلمية، وبعد ندوة طويلة، ذهب عكاشة مع سيد عبد الكريم في جلسة ليروى له تفاصيل تنظيم ثورة مصر الذي كان يقوده خالد عبد الناصر، والذي وجه له اتهام بالخيانة، وصولا لشائعات هروبه إلى يوغسلافيا.

استطرد ناجي: “غير أن في هذا التوقيت كان هناك حادث يبدو غريبا، وهو قيام شاب يدعى (سعد حلاوة) ليلة افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة باحتلال الوحدة المحلية لقريته، وانتهى الأمر بمقتله، هنا الدكتور سيد عبد الكريم قال لأنور عكاشة (موضوع كله دراما يا أستاذ)، وهنا فكر عكاشة في الكتابة عن كتيبة الإعدام التي تتكون من كل عناصر الشعب”.