إلى وزراء مصر «تعلموا من حكمدار العاصمة»
«من حكمدار العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل».. عبارة من 22 كلمة يحفظها المصريون عن ظهر قلب لرائعة كمال الشيخ «حياة أو موت» (إنتاج 1954) لعماد حمدي ومديحة يسري.
نداء لإنقاذ حياة مواطن واحد، استدعى تعاون الجميع لدرء الخطر، بداية من الصيدلي الذي اكتشف أن تركيبة الدواء الذي أعطاه للفتاة قد تقتله فسارع إلى إبلاغ الشرطة التي استخدمت كل الوسائل الإعلامية المتاحة لتحذير «المواطن» من الخطر الذي يحيق به، فكان للجميع ما أراد ونجا «أحمد إبراهيم» من موت محقق.
مشهد سينمائي تاريخي لم يعرف السلبية. تعاون الجميع لإنقاذ حياة مواطن واحد، وهو ما يغيب حاليًا عن كثير من مؤسساتنا الحكومية، التي «تسد آذانها» عن نداءات أكثر خطورة وتتعامل بسلبية مع حاجات عشرات الملايين لمعرفة معلومة «تريح البال» وتسد باب الشائعات والقيل والقال.
لماذا ينقطع التيار الكهربائي لمدة ساعتين وليس ساعة واحدة؟. ما حجم التكلفة الحقيقية لدعم وزارة التموين لرغيف الخبز؟. بماذا تعود علينا كمواطنين مشروعات التنمية الزراعية الضخمة التي تدشنها الدولة يومًا بعد الآخر؟ هل يخشى أهل التجمع إذا ما ساروا في الشوارع من سفّاح جديد؟. وغيرها من الأسئلة التي لا تجد إجابة سريعة من الجهات الحكومية المعنية والتي «على الورق» تزخر بمراكز إعلامية تضم عشرات الموظفين الذين يتقاضون رواتب بلا عمل حقيقي مفيد للمواطن الذي يبحث عن إجابة.
الإجراء الطبيعي في مثل هذه الحالات والتي تكون إجاباتها مهمة لقطاع كبير من المواطنين هو عقد مؤتمر صحفي لوزير ما أو حتى المتحدث الإعلامي باسمه أو باسم جهته للحديث إلى الناس والاستماع إلى أسئلة الصحافة والإعلام والرد عليها، لكن ذلك لا يحدث إلا فيما ندر. دائمًا ما ينتظر الناس الإجابة من الرئيس، الذي بعث برسالة واضحة اليوم: «الناس لو فهمت هتيجي معاك».
هذه دعوة إلى الوزراء والمسئولين «الناس لو فهمت هتيجي معاك». على الجهات الحكومية أن تعقد المؤتمرات الصحفية في كل كبيرة وصغيرة تهم الناس. عليها تفعيل صناديق البريد وحساباتها «الميتة» على وسائل التواصل الاجتماعي وأرقام الهواتف التي لا يعرفها غالبية الجمهور.
شاهدوا مرة أخرى فيلم «حياة أو موت» وتعلموا من «حكمدار العاصمة»، الذي شغل مصر كلها لإيصال رسالة سريعة لا تحتمل التأخير لإنقاذ حياة مواطن واحد.