رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطط نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونجرس تثير "عاصفة جدل كبيرة"

الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي

قالت وسائل الإعلام الأمريكية، اليوم الخميس، إن خطط دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لـلكونجرس الأمريكي، تواجه عاصفة جدل ومعارضة شديدة من الديمقراطيين، وصلت إلى حد الإعلان عن مقاطعة هذه الجلسة.

وكان رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أعلن الأربعاء عن خطط لإرسال دعوة لنتنياهو ليلقي كلمة في الكونجرس، والتعبير عن "تضامن واشنطن مع إسرائيل"، لكن هذه المبادرة تستلزم توقيع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر الذي لم يعط موافقته بعد.

ماذا يقول الديمقراطيون بشأن هذا الإعلان؟

وفقًا لما أورده موقع "أكسيوس" وكذلك صحيفة "ذا هيل" وغيرها، فإن بعض كبار الديمقراطيين  في مجلس النواب يرفضون هذه الدعوة، ووصل بعضهم إلى حد القول بأنه لا ينبغي على شومر التوقيع على الدعوة.

وقال عضو لجنة المخابرات بمجلس النواب جيم هايمز، إن على نتنياهو "التركيز على تحرير الرهائن، وليس على المشرعين الساحرين".

وقال النائب دان كيلدي وهو عضو في القيادة الديمقراطية: "لا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب، دعونا لا نعقد الوضع المعقد بالفعل"، بينما اكتفت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بقول: "لا".

وقال النائب دين فيليبس، وهو أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الفرعية للشئون الخارجية في مجلس النواب المعنية بالشرق الأوسط، إن نتنياهو "يقسم هذا البلد.. بنفس الطريقة التي يقسم بها إسرائيل، وأعتقد أن هذا أمر خطير للغاية"، مضيفًا: "لا أستطيع إلا أن أتخيل الصراع الشخصي والسياسي الذي يواجه الزعيم شومر".

وقال النائب الديمقراطي سكوت بيترز: "أعتقد أن هذا وقت غريب لدعوة نتنياهو، إنها خطوة مثيرة للانقسام حقًا"، في إشارة إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي للحصول على مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقال ديمقراطي آخر في مجلس النواب، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إن إحدى "القضايا الكبيرة" بالنسبة للديمقراطيين هي القلق من أن الخطاب سيضفي الشرعية على نتنياهو ويقوض المعارضة في إسرائيل.

وقال عضو ديمقراطي ثانٍ في مجلس النواب: "إنها ممارسة شائكة للغاية من الناحية السياسية".

ووصف النائب جان شاكوفسكي الليبرالي اليهودي الدعوة بأنها "تهديد وضرر" ولن يحضرها.

وقال النائب هانك جونسون: "يبدو أن نتنياهو عازم على القضاء على سكان غزة، لا أرى ما قد يستلزم خطابًا مشتركًا أمام الكونجرس من قِبل رجل متهم دوليًا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

وأضاف جونسون: "أعتقد أنه سيكون من غير المناسب بالنسبة لي أن آتي وأدير ظهري لرئيس الوزراء، لذلك ربما أقرر عدم الحضور، حتى لا أكون مزعجًا وغير محترم بشكل غير مبرر".

وقال النائب مارك بوكان وهو الرئيس السابق للتجمع التقدمي في الكونجرس وأحد أشد منتقدي نتنياهو: "إن اتهامات المحكمة الجنائية الدولية استنزفت نتنياهو من أي مصداقية، سواء أكان خطابًا مشتركًا أمام الكونجرس أم لا، أنا أعتبره مجرم حرب في هذه المرحلة".

وأشار "أكسيوس" إلى أن العديد من المشرعين التقدميين، الغاضبين من سلوك الحكومة الإسرائيلية في غزة، أكدوا أنهم "سيقاطعون خطاب نتنياهو"، لافتًا إلى أنه حتى بالنسبة لبعض الديمقراطيين في مجلس النواب، قد يكون الحضور "سامًا جدًا".

أما صحيفة "ذا هيل" فقالت، إن عاصفة الجدل المصاحبة لدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونجرس، ستزيد من الانقسام الحزبي داخل "الكابيتول هيل".

تجدر الإشارة إلى أن جونسون طرح الفكرة لأول مرة في شهر مارس كوسيلة للرد على خطاب شومر الذي انتقد فيه نتنياهو بشدة بسبب تعامله مع الحرب في غزة، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، في ذلك الوقت، أشار شومر إلى أنه لن يقف في طريق خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة ولكن بعد أشهر، لم يوقع بعد.

يذكر أن العشرات من الديمقراطيين قاطعوا خطاب نتنياهو أمام الكونجرس عام 2015، والذي انتقد فيه جهود الرئيس أوباما آنذاك للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.