دواعي السفر| أمير عيد: عانيت كثيرًا فى طفولتى.. وأذهب إلى طبيب نفسى
وصف الفنان والمطرب أمير عيد شخصية «على» التى يجسدها ضمن أحداث مسلسله الجديد «دواعى السفر»، الذى عرضت الحلقتان الأولى والثانية منه على منصة «Watch It»، بأنها تحدٍ كبير ونقطة فارقة فى مشواره التمثيلى.
وأوضح «عيد»، فى حواره التالى مع «الدستور»، أن الشخصية مركبة ومعقدة للغاية، لذا بذل مجهودًا كبيرًا فى التحضير لها، ثم فى تصويرها بعد ذلك، خاصة أنها تعانى الاكتئاب بعد وفاة والدها.
■ كيف كانت ردود الأفعال على الحلقتين الأولى والثانية من مسلسل «دواعى السفر»؟
- الحمد لله سعيد جدًا بردود الأفعال حول المسلسل، فكلها انطباعات إيجابية للغاية، وحظيت الحلقتان بإعجاب الجمهور، وهو ما رصدته من خلال متابعة ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى والشارع.
دائمًا ما أقيس نجاحى بحديث الناس وتعليقاتهم على أعمالى، لكن النجاح بالنسبة لى لعبة جماعية لا تعتمد على فرد بعينه، لذا فإن نجاح المسلسل يرجع إلى السيناريو والأبطال المشاركين وكل العناصر الأخرى، فالنجاح وراءه منظومة أكثر من فكرة النجم الأوحد.
■ هل كانت لك تحضيرات خاصة لتقديم شخصية «على»؟
- أجسد خلال أحداث المسلسل شخصية «على»، وهو شخص يمر بأزمة كبيرة فى حياته، وتتكون لديه عدة أسئلة وجودية، ويفقد الإيمان بالحياة، حتى تجمعه الصدفة مع أشخاص آخرين يجعلونه يغير رأيه ومعتقداته.
الأمر كان صعبًا للغاية بالنسبة لى، لأن الشخصية التى أقدمها مركبة ومعقدة وغامضة، وبها العديد من التفاصيل المختلفة، وتحتاج إلى تركيز عال ومجهود كبير فى التمثيل؛ لكى تظهر على الشاشة كما كتبت على الورق.
هى شخصية تعتمد فى الأساس على المشاعر والحالة النفسية، لذا حرصت على أن أكون داخل «اللوكيشن» قبل التصوير بفترة كافية، حتى يمكننى دخول أجواء التصوير وأحداث المسلسل، إلى جانب تنفيذ «بروفات» مكثفة لكل مشهد، لكى يخرج فى أفضل صورة ممكنة، لذا فإن شخصية «على» كانت تحديًا كبيرًا ونقطة فارقة فى مشوارى التمثيلى.
■ هل استعنت بأى خبراء لتقديم الأبعاد النفسية لشخصية مُركبة كهذه؟
- «على» من أصعب الشخصيات التى قدمتها على الشاشة، لذا درستها بشكل جيد للغاية، إلى جانب دراسة الاكتئاب من جميع الجوانب، لأن «على» يعانى هذا المرض نتيجة وفاة والده، ما دفعنى لقراءة عدد من الموضوعات عن هذا المرض؛ كى أتعمق فى الشخصية التى تستعين بطبيب نفسى للخروج من هذه الحالة.
■ على ذكر الطبيب النفسى.. هل تستعين به فى حياتك العادية؟
- نعم، أذهب إلى طبيب نفسى فى بعض الأحيان، وهذا ليس عيبًا، لأن النفس تحتاج أحيانًا إلى المعالجة، وجميعنا نمر بأزمات ومحطات مختلفة فى حياتنا، ونعانى ضغوطًا كثيرة.
أنا عانيت كثيرًا فى طفولتى، وتعرضت للعديد من الصدمات، من بينها انفصال والدىّ، لذا فإن دور الطبيب النفسى فى حياتى مهم جدًا، وأرى أن النظرة له فى مجتمعنا أصبحت مختلفة، بعد أن كان مرتبطًا بـ«الجنون».
■ إلى أى مدى تشبه شخصية «على» أمير عيد فى الحقيقة؟
- شخصية «على» تشبهنى فى بعض الأمور، لكننا لسنا متطابقين بشكل تام، فهو لا يشبهنى تمامًا.
■ هل هناك اختلاف بين «دواعى السفر» ومسلسلك السابق «ريفو»؟
- فارق كبير بين شخصيتى «على» فى دواعى السفر و«شادى» فى «ريفو»، فـ«على» دفعنى إلى التمثيل بجد وبذل مجهود أكبر، ودراسة حياته بمختلف أبعادها. أما «شادى» فشخصية تشبه عالمى الحقيقى، من حيث الأجواء و«المزيكا» والغناء، فهو مثلى تمامًا يمتلك رؤية موسيقية وفنية، ويطمح فى تقديم أغانٍ تعبر عما بداخلنا، إلى جانب البحث عن الذات.
■ كيف كانت كواليس تصوير «دواعى السفر»؟
- كواليس فى غاية الروعة، وسط محبة خالصة بين كل طاقم العمل، بداية من النجم كامل الباشا والنجمة نادين، اللذين تعلمت كثيرًا من أسلوبهما فى التمثيل. فوجئت بكمية الحب التى جمعت الطاقم كله، رغم كل الصعوبات التى وجهناها.
التصوير كان يستغرق وقتًا طويلًا يصل إلى أكثر من ١٢ ساعة يوميًا، لكننا كنا نشعر بأننا عائلة واحدة، نأكل ونشرب معًا، والأجواء كلها مميزة للغاية، وجعلتنى أستمتع بكل دقيقة عمل فى المسلسل، الذى كان جميع المشاركين به يعملون بروح الفريق الواحد، كما أننى كنت فى بعض الأحيان أدبر «مقالب» فى الممثلين، من أجل التسلية والترفيه عن أنفسنا فى فترات الراحة.
■ وماذا عن التعاون مع محمد ناير فى أولى تجاربه الإخراجية؟
- بصراحة فوجئت كثيرًا بأسلوب «ناير» فى الإخراج، فهو يمتلك إمكانات وأساليب المخرجين الكبار، وله طابع خاص فى التعامل مع الممثلين، وبحكم أنه كاتب فى الأصل، فهو يهتم بأدق التفاصيل، فبجانب اهتمامه بالصورة، يهتم بخروج الحوار فى أفضل حال، وأتمنى له مزيدًا من النجاح فى أعماله المقبلة، سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج.
ومحمد ناير على المستوى الشخصى صديق مقرب منى، ولى أكثر من تجربة معه فى مجال الكتابة، لكن فى مسلسل «دواعى السفر» كان الأمر مختلفًا، لكونه عمله الإخراجى الأول، ما جعله يمثل تحديًا خاصًا، وهو ما شعرت به أثناء التصوير، من خلال تفانيه الشديد لتقديم العمل فى أفضل صورة.
■ وبالنسبة لتعاونك الثانى مع منصة «Watch It» بعد مسلسل «ريفو»؟
- «Watch It» أصبحت من أهم المنصات المصرية والعربية فى وقتنا الحالى، ولها جمهور كبير ينتظر أعمالها بشغف، وتعاونى معها شىء مميز للغاية، لأن المسئولين عنها لديهم رؤية وفكر مختلفان، ودائمًا ما يفكرون خارج الصندوق.
ويعمل القائمون على المنصة بشكل جيد لوضع مساحة للمبدعين، سواء على مستوى الكتابة أو التمثيل أو الإخراج، ويُحسب لهم منح فرص عديدة للنجوم الشباب والموهوبين، وتصعيدهم إلى أدوار البطولة بأعمال مميزة ومختلفة عما يُقدم على المنصات الأخرى.
«Watch It» تغرد منفردة ولها ملعبها الخاص، واستطاعت الاستحواذ على ثقة المشاهدين ولفت انتباهم، ولهذا كله أنا سعيد للغاية بهذا التعاون المثمر، وأتمنى للمسئولين عن المنصة النجاح فى جميع التجارب.
■ ماذا تعنى لك كلمة «سفر»؟
- عندما تُذكر كلمة «سفر» أمامى أتذكر إحساس أول مرة سافرت فيها، أول مرة أرى البحر، أول مرة أشاهد بلدًا آخر، أول مرة أركب طائرة. أنا أحب السفر جدًا وبشكل مستمر، لاكتشاف كل ما هو جديد وتجربة أشياء لم أجربها من قبل.
■ كيف تختار أدوارك؟
- أنا شخصية «ملولة» بطبعى، لذا أحرص دائمًا فى أى عمل لى، سواء فى الغناء أو التمثيل، على اختيار الأعمال المختلفة والقوية الهادفة، التى توجد بها عناصر جذب للجمهور، مع عدم تكرار أى شخصية أقدمها، لأن ذلك يُنقص من رصيدى الفنى لدى الجمهور، الذى كوّن عن أمير عيد فكرة مختلفة.
■ هل تضع خططًا مستقبلية لنفسك؟
- لا، لا يوجد لدىّ مفهوم التخطيط بمعناه الحرفى، لكننى أسير مستندًا إلى الخطط الإلهية التى لا أعرفها، فأنا مؤمن كثيرًا بتدابير ربنا، وأنه ليس هناك أفضل منها، فمن الممكن أن أضع لنفسى خططًا مستقبلية، ويأتى القدر يغيرها فى لحظة.
■ كيف تتعامل مع النقد السلبى؟
- بالطبع أتأثر برأى الجمهور والنقاد فى أى عمل أقدمه، خاصة أن النقاد يرون أشياءً من الممكن ألا أراها، وما دام لديهم رأى مبنى على أسس سليمة، وآراء تنتقد العمل الفنى دون الهجوم الشخصى علىّ، أحترم ذلك جدًا، وأحاول أن آخذ كلامهم بعين الاعتبار، والاعتماد على ذلك فى التطوير من نفسى وأدائى التمثيلى.
من جهة أخرى، لا أركز مع الآراء الهجومية وأتفاداها، ولا أعطيها فرصة للتأثير علىّ وعلى عملى، حتى لا أفقد تركيزى، وفى كل الأحوال هناك فئة من الجمهور لا يعجبها ما أقدمه، وهذا أمر طبيعى، وفى النهاية لا يوجد إنسان أو فنان يجتمع عليه كل الناس.
■ البعض لا يعتبرك مطربًا بل مؤديًا لنوع غنائى معين.. كيف ترى ذلك؟
- أنا أحب ما أقدمه من أغانٍ، وأستمتع جدًا أثناء إعدادها، وهى أغانٍ أعبر من خلالها عن نفسى وعن ناس يشبهوننى، وكل الاحترام لأى شخص لا يعجبه هذا اللون، لكننى سأظل أقدم هذه النوعية، لأننى أحبها وأجد نفسى فيها.
المطربون يمكن أن يعتبرونى لست مغنيًا أو مطربًا، والملحنون يعتبروننى ملحنًا عاديًا، وهكذا فى التمثيل والتأليف، لكننى أحاول الاستمتاع بوقتى وتجربة أشياء جديدة تمنحنى دافعًا للحياة.
■ لكنك نجحت فى تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة خاصة بين الشباب.. ما رأيك؟
- الحمد لله على هذا الحب، وأنا دائمًا أفاجأ بحب الناس، لأننى شخص غير اجتماعى ومنغلق على نفسى ودائرتى محدودة، ولا أحب الاختلاط بشكل كبير، وأعتبر ذلك ميزة وعيبًا فى الوقت نفسه.
وفى بعض الأحيان تضطرنى الظروف للظهور فى مكان ما، وأفاجأ بكم هائل من الحب، وأشعر أحيانًا بأنه أكثر مما أستحق، وفى نفس الوقت «بتخض» منه، لأنه يحملنى مسئولية كبيرة.
الجمهور يعطينى طاقة للاستمرار، وأشعر بالسعادة من حبهم لى، وأنا أيضًا أحبهم جدًا، لذا أشعر بأننى ملزم بالتعبير عنهم بصدق، وهذا ما أحاول أن أفعله بصفة مستمرة، وأوقات أنجح فى ذلك وأخرى لا أنجح.
■ ماذا عن جديدك فى الفترة المقبلة؟
- أعمل حاليًا على الانتهاء من تسجيل جميع أغانى ألبوم فريق «كايروكى» الجديد، المقرر طرحه فى سبتمبر المقبل، ويشمل مجموعة مختلفة من الأغانى.
كما أستعد للتعاون مع زاب ثروت فى أغنية جديدة، بعد نجاح أغنية «فى السما»، التى لاقت إعجابًا كبيرًا من الجمهور، ما دفعهم للمطالبة باستمرار هذا التعاون.
أما على مستوى التمثيل، فهناك أعمال فنية أخرى سأعلن عنها فى وقتها، وهى ما زالت فى مرحلة الدراسة.