القول المفيد في مسألة عادل ومحمود وسعيد.. تفكيك أكذوبة عادل إمام السيئ فى رواية أحدهم
حضر صيف ١٩٨٨ حارًا لافحًا لا يرحم.. وكانت وحدها الإسكندرية الملجأ الأول لأبناء القاهرة الفارين بجلودهم من طقسها القاسى.. ومعهم كانت تهاجر الفرق المسرحية لتقدم عروضها فى مسارح الثغر الجميل الرطب بعيدًا عن نار الله الموقدة فى العاصمة.. وعلى رأس هؤلاء كان نجم الثمانينيات الأول عادل إمام بمسرحيته التى كانت تعرض حينها منذ ٣ سنوات بنجاح منقطع النظير كما كان يكتب على الأفيش.. وهى مسرحية «الواد سيد الشغال»، وفى هذا العام كان رفيق السلاح سعيد صالح يعرض مسرحية بعنوان «نحن نشكر الظروف»، كما كان نجم ٨٨ التليفزيونى محمود عبدالعزيز يعرض مسرحيته «خشب الورد».
القدر فى تلك اللحظة ألقى حجرًا لتحريك المياه الساكنة الجامدة بين نجمين بقيمة عادل إمام ومحمود عبدالعزيز.. كان هذا الحجر هو عيد ميلاد سعيد صالح، المناسبة التى اتخذها مرسى الزناتى ذريعة للجمع بين الغريمين.
أصل القصة أن ثمة ضغينة قد تكونت فى قلب عادل ومحمود منذ منتصف الثمانينيات بعد حوار تليفزيونى لمفيد فوزى يحتفى بالأول انقلب لبداية فتور لم ينته بين الاثنين زادته مرارة كواليس مسلسل «رأفت الهجان» بعدها بسنتين.. كل ذلك خلق حالة من التربص الصحفى لكل تصرف يصدر عن أحدهما وصارت خصومة عادل ومحمود حقيقة واقعة حتى مع نفى كليهما وجودها من الأساس.
وحده سعيد صالح أراد بما يملكه من جينات شيخ العرب أن يقضى على الفتنة من جذورها فى هذا الصيف بالجمع بين الاثنين فى «قعدة» واحدة بعد أن دعا كل الفرق المسرحية التى تعرض فى الموسم الصيفى لحضور حفل عيد ميلاده فور انتهاء العرض، على أن يجتمع الجميع فى كواليس مسرح الليسيه الذى كان يعرض فيه سعيد.
توقع المحيطون بسعيد أن تفشل محاولته النبيلة فى الجمع بين الخصمين وقال أحدهم متحديًا: «لا عادل هيحضر الحفل ولا محمود هيرضى ييجى.. وهفكرك»، طبقًا لما ذكرته جريدة مايو التى انفردت بتغطية الحدث الفريد فى الإسكندرية، وكسب سعيد صالح الرهان وصار «عادل إمام ومحمود عبدالعزيز.. وجهًا لوجه» وهو نص عنوان الجريدة، مع نشر مجموعة صور لعادل ومحمود وهما يتعاتبان أو يتصافيان كما تنضح تعبيراتهما.
وبدا حينها أن سعيد صالح وأد الفتنة وانتهت الحرب الباردة بين عادل ومحمود، وكان طبيعيًا ألا يكون هناك أى إضافات مستقبلية تزيد الحكاية التهابًا وجاذبية، لكن هذا لم يحدث وظلت العلاقة بين الاثنين مثار جدل ينام ويصحو كلما تجدد الحديث حتى مرت عشرون عامًا ليأتى رفض الساحر التمثيل أمام الزعيم فى فيلم «حسن ومرقص» ويعيد سخونة النميمة فى الخلاف القديم كما لو كان حدث أمس.
والمفارقة أن سعيد صالح الذى أراد أن يكون حمامة السلام ويقطع دابر المتربصين وينهى أسطورة شيطنة عادل المغرور الذى يخطف الأدوار من زملائه.. كان هو نفسه بطلًا لأسطورة تؤكد نفس المعنى المجحف لعادل والمتربص له، والأسطورة تقول إن عادل هو السبب فى خفوت نجم سعيد، لأنه يعرف أنه أكثر منه موهبة، كما أنه لم يسأل عنه فى مرضه الأخير، وكل تلك الحكايات المليئة بالبهارات الجذابة لتصب فى مصلحة محبى اللت والعجن فى سيرة الناجحين.
وظلت علاقتا عادل إمام بالثنائى محمود عبدالعزيز من ناحية، وسعيد صالح من ناحية أخرى هما العلاقتان الأكثر حساسية فى دائرة أصدقاء الزعيم.. بنى فيهما صيادو الحكايات آلاف القصص والسرديات التى صبت فى كثير منها فى سلة تصوير عادل إمام أنه «واكل ناسه».. وهى الصورة التى لم يهتم عادل أن ينفيها يومًا ما واعتبرها ضريبة واجبة الدفع نظير نجاحه «منقطع النظير» مثل كل مسرحياته.
أما مسألته مع محمود وسعيد فلنحاول أن نقلب فى كلام نرجو أن يكون مفيدًا.
محمود عبدالعزيز.. مفيد فوزى غرس الخنجر الأول فى علاقة الزعيم بالساحر.. وكواليس الهجان زادت التوابل
برنامج تليفزيونى احتفائى بنجم عام ٨٥ الأول عادل إمام كان لا بد أن يكون برنامجًا مختلفًا وثريًا ومليئًا بالحوارات المغذية لفكرة البرنامج.. وتلك هى لعبة الصنايعى الأهم فى عالم الصحافة التليفزيونية وهو مفيد فوزى، الرجل الذى تحولت برامجه الحوارية الثرية فى الثمانينيات والتسعينيات إلى مرجع مهم لما كانت عليه تلك الأيام التى حملت أهم ذكريات هذا الجيل.. ومن يُرد تدليلًا فليبحث عن برامج مفيد الموثقة على قناة مخرج ومنتج المنوعات التليفزيونية الأول جميل المغازى على «يوتيوب».
المهم أن مفيد أجرى حوارات مع أصدقاء عادل البطل الأول المنفرد بالقمة السينمائية والمسرحية حينها ليتحدثوا عن عادل الإنسان والفنان، والحق كانت مداخلات زملاء عادل جميلة وتصب فى هدف الحلقة الاحتفائى من جانب صلاح السعدنى ومديحة كامل ويونس شلبى ومعالى زايد.. وجاء دور محمود عبدالعزيز ليتلقى أسئلة مفيد الذكية حول عادل، ولكن على ما يبدو أن محمود لم يبتلع فكرة اختزال نجاح عادل فى أنه الأعلى إيرادات، وبالتالى الأعلى أجرًا فعلق رافضًا ذلك، وقال إن الإيرادات ليست كل شىء.
أذيع البرنامج بمناسبة رأس السنة منتصف الثمانينيات وشاهدته مصر كلها حرفيًا بالطبع وجاء تصريح محمود بمثابة كرسى فى كلوب فرح عادل.. لكن على عهدة محمود سعد الصحفى اللامع حينها وصديق الاثنين كانت له شهادته المهمة والتى تقول إن كلام محمود اقتُطع من سياقه، وتم حذف باقى تصريحه فى المونتاج، وهو الأمر الذى أصاب محمود بالغضب وجعله حريصًا على البحث فى هذه الليلة عن عادل إمام ليشرح له ما قاله، وبالفعل وجده أخيرًا فى الرابعة فجرًا فى بيت سمير خفاجى صاحب فرقة الفنانين المتحدين، وطبقًا لقول سعد أيضًا فإن عادل أبدى تفهمًا، ولم يغضب.
الموقف السابق تجمد على وضعه لمدة سنتين وجرت مياه كثيرة فى نهر الحكايات الفنية المرتبطة بعادل أو محمود ونُسى الأمر تقريبًا، لكن حدث استدعاء طبيعى له بعد أن بدأ التحضير لمسلسل «رأفت الهجان» واحد من أهم ما أنتج التليفزيون المصرى دراميًا، وكان محمود عبدالعزيز هو المرشح للدور، وبدأ بالفعل التحضير على أعلى مستوى، لكن فجأة عرف بالصدفة أن الدور ذهب إلى عادل إمام لاعتبارات إنتاجية على أساس أنه الأكثر نجومية، وبالتالى ضمان أكبر لنجاح هذا العمل الملحمى، هنا تجددت القصة القديمة وتصريحات برنامج مفيد، وبدا لمحمود أن عادل ينتقم من محمود بالقفز على دوره الأهم فى أيقونة «الهجان»، ويبدو أن ذلك التصور قد صار الشرارة التى أنبتت بذور الخلاف القديم لتتلقف أبواب النميمة فى الصحافة طرف الخيط وتبدأ النفخ فى نار الخلافات، حتى بعد أن رجع الدور لمحمود بعد اعتراض عادل على بداية المسلسل الحارقة للأحداث.. ولم يتوقف الغمز واللمز أيضًا بعد عرض المسلسل فى رمضان ١٩٨٨ ليحقق نجاحًا خرافيًا، وتتحول شوارع مصر إلى أطلال أثناء عرضه، لأن الكل مغروس أمام القناة الأولى للتليفزيون المصرى متشوق لرؤية ماذا سوف يفعله ليفى كوهين أو رأفت الهجان اليوم.
بعد عرض المسلسل صار حديث الوطن العربى كله، وانتشى محمود بحالة الاحتفاء القومى، لكن فجأة اتجهت الأنظار التى كانت مصوبة ناحية محمود حينها إلى عادل إمام بعد أن أعلن، عبر حوار صحفى مع الأستاذة عائشة صالح فى مجلة «المصور»، عن أنه ذاهب بمسرحيته «شاهد مشافش حاجة» للعرض فى أسيوط، معقل الإرهاب، متحديًا جبروته، وذلك ردًا على ما فعلوه بفرقة مسرحية صغيرة فى جامعة أسيوط نتج عنها حينها استشهاد أحد أفرادها.. فكان موقف عادل بمثابة قنبلة انفجرت فى كل الأوساط الصحفية، واتصل مكرم محمد أحمد، رئيس تحرير «المصور»، بعادل يتأكد من صدق قراره وتحسبًا من توريطه بالنشر، وقد يكون الأمر مجرد «طق حنك» استدرجته له عائشة صالح بمهارتها الفائقة فى إجراء الحوار الصحفى، لكن مكرم فوجئ بتمسك عادل بقراره وتسرب الخبر إلى باقى الصحفيين فى كل الجرائد والمجلات، وأصر مثلًا لويس جريس على أن يبعث مع عادل وفرقته فى رحلتهم إلى أسيوط فريقًا كاملًا من صحفيى «صباح الخير» ليغطوا كل شاردة وواردة فى رحلة عادل الخطرة.. كان على رأسهم محمود سعد.
للأسف موقف عادل النبيل الموضوع حاليًا فى سجل شرف الزعيم، لم يؤخذ حينها عند البعض بحسن نية أو كما أراده هو، بل لاكت بعض الألسنة أكذوبة أخرى لشيطنة عادل وهى أن سفرية أسيوط لم تكن لله والوطن، بل كانت لسرقة الأضواء من بطل «رأفت الهجان» الذى صار نجم ١٩٨٨ الأول.. ولكى لا يكون الكلام من فراغ فسأحيلك إلى نص خبر قصير نشر فى صحيفة معارضة بعنوان «عادل إمام وعقدة رأفت الهجان».. الخبر فى مجمله لم يكن سليم النية أبدًا، حيث قال محرر الخبر بالنص:
«أخبار ممنوعة سُمعت فى كواليس أهل الفن أن عادل اختار هذا الوقت بالذات للسفر إلى أسيوط وادعاء البطولة هناك، لسحب البساط من تحت أقدام رأفت الهجان، أو محمود عبدالعزيز، بعد النجاح الساحق الذى حققه.. لأن عادل لديه عقدة من هذا المسلسل بعد اعتذاره عنه وتوقع له الفشل».
بالطبع رائحة الخبر تزكم الأنوف من فرط ما فيه من سوء نية، والقصد فيه هو اجترار الخلافات القديمة وجر النجمين إلى ساحة معركة وتلاسن هما أكبر منها كثيرًا.. لكن المفارقة أن مثل تلك الأخبار المشبعة بالنميمة وجدت ما يثبتها بشكل غير مباشر، حيث زاحمت قنبلة عادل إمام المدوية كل التغطيات الصحفية لنجاح الهجان الساحق.. فتجد مثلًا مجلة «الموعد» لصاحبها محمد بديع سربيه صدرت بانفراد فريد فى عدد ١٨ يونيو ١٩٨٨ كان هو موضوع الغلاف و٩ صفحات داخلية، وهو بعنوان «محمود عبدالعزيز بين زوجتى رأفت الهجان»، حيث استطاع سربيه أن يجمع الثلاثى محمود مع زوجته فى المسلسل يسرا وزوجة رفعت الجمال الحقيقية، والتى كانت حينها زوجة إيهاب نافع الذى حضر الجلسة المطولة.. والحق أن الحوار كان ممتعًا كعادة حوارات سربيه التى تميزت بطابع ودى خاص انفرد به صاحب «الموعد»، لكن ستجد أن خبطة عادل إمام بزيارته أسيوط قد أفردت لها المجلة صفحتين بعنوان ضخم مع صور لعادل واستقبال أهل أسيوط له استقبال الأبطال.. وفتحت مجلة «المصور»، التى أعلن عادل من خلالها الخبر، صفحاتها للزيارة التاريخية، كما كان عدد «صباح الخير» أشبه بالعدد الخاص ليستوعب تغطيات الكتيبة التى أرسلها لويس جريس إلى أسيوط مع عادل.
وعلى هذا المنوال استمرت قصص الحرب الباردة بين عادل ومحمود خلال الأسابيع التالية لم يكن عادل يأتى من قريب أو بعيد على سيرة الأمر، وترك الأمر لاجتهادات الصحفيين وفضفضة محمود التى حملت فى أحيان كثيرة تلميحات بأن فى النفوس شيئًا ما، حتى جاءت دعوة سعيد صالح فى الموسم المسرحى الصيفى، والذى انفردت به جريدة مايو فى عدد ٨ أغسطس ١٩٨٨، وكانت الصورة الكبيرة المرفقة للموضوع لمحمود وهو يضع يده على صدره وكأنه يراضى عادل وعليها تعليق «زعلان منى لسه؟».
ومرت السنوات على محمود وعادل كل فى طريقه يصنع تاريخه الخاص دون أن يلتقيا، خاصة بعد فشل المحاولة الوحيدة لجمعهما فى فيلم «حسن ومرقص» عام ٢٠٠٨، إلى أن غادر الساحر إلى الشط الآخر يوم ١٢ نوفمبر ٢٠١٦ لتسجل كاميرات التليفزيون تصريحًا ينضح بالصدق لعادل إمام فى عزائه وهو يتحدث لأول مرة عنه بشكل مباشر، لكن هذه المرة ليعلن وهو يغالب دموعه عن افتقاده فنانًا عظيمًا اسمه محمود عبدالعزيز.
سعيد صالح.. هل خان عادل صديق العمر الأكثر موهبة؟
دون إرادة من أحد تم الربط بين عادل إمام وسعيد صالح أو بمعنى أصح بين كبيرى المشاغبين بهجت الأباصيرى وساعده اليمنى مرسى ابن المعلم الزناتى، بالطبع كان عادل وسعيد على المستوى الإنسانى رفيقى سلاح، كما كان عادل يحلو له أن يسميه هو وصلاح السعدنى، لكن المستوى الشعبى أراد لهذا الرباط أن يكون أبديًا فنيًا، لكن طبيعة الحياة لا تستقيم بهذا الشكل فلم يكن ممكنًا أن يظل عادل وسعيد ثنائيًا فنيًا طول العمر طالما نجحا فى «المشاغبين».. خاصة أن تلك المسرحية مثلت بوابة ضخمة لكل منهما تؤدى لطريق ممهد إلى القمة.
انتبه صاحب شركة الفنانين المتحدين سمير خفاجى إلى تلك المعادلة التى بالتأكيد تصب فى صالح فرقته، فقرر أن يجعل عادل وسعيد قاطرتين للفرقة، وأنتج مسرحيتين بعد «المشاغبين» الأولى لعادل إمام وهى مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»، والثانية لسعيد صالح ومعه باقى المشاغبين فى مسرحية «العيال كبرت».
فى هذه اللحظة على ما يبدو بدأت تنمو نبرة تتحدث عن أن موهبة سعيد صالح أكبر وأضخم بكثير من موهبة عادل، لكن عادل أذكى، واستطاع أن يستغل كل المعطيات حوله لكى يصنع من نفسه نجمًا أوحد بعكس سعيد الذى ترك نفسه وموهبته لتتآكل بالاختيارات الفنية الخاطئة.. والمشكلة ليست فى كل ما سبق لأنه صحيح، لكن المشكلة الحقيقية هى ربط خفوت نجم سعيد صالح نسبيًا بعادل نفسه.. والإيحاء بأنه حارب رفيق العمر بعد انفصال المشاغبين، لأنه يعرف أن انطلاقته ستكون على حساب عادل نفسه، لأنه يعرف أن سعيد أكثر موهبة منه.
وبدأت تتكون مظلومية لسعيد صالح هذا الفنان الأسطورى أسهمت فيها ظروف سجنه أكثر من مرة لأسباب متفرقة.. كما أسهم فيها أيضًا إسرافه فى أفلام المقاولات التى لا تناسب موهبته المفرطة.
عادل من ناحيته لم يرد مرة من المرات على تلك الأكذوبة التى ظلت تكبر وتتعاظم دون مبرر.. ولم يضبط مرة ينفيها أو يدافع عن موهبته أو علاقته بسعيد.. أما سعيد صالح فقد كان فى سنواته الأخيرة دائم الرد بعنف على هذه النوعية من الأسئلة التى توحى له بأنه أقل من عادل وأن عادل ظلمه وكان يصفه دائمًا بـ«أخويا.. إزاى أنافس نفسى؟ أنا وعادل واحد أصلًا».
لكن هذا لا يمنع أن سعيد صالح الذى كان يتمتع بقلب أبيض ونية حسنة جعلته يقع فى فخ التصريحات الصحفية التى تعزز المظلومية مثل هذا الحوار الصحفى الطويل الذى أدلى به لمجلة «الشبكة» فى عددها الصادر ٩ مارس ١٩٨١، جعلت له المجلة اللبنانية الأشهر عنوانًا ساخنًا «سعيد صالح يفتح النار على عادل إمام».. هاجم فيه سعيد صديقه الصدوق على تخليه عن ملعبه وهو الكوميديا واتجاهه لأفلام تظهره «جان وحبيب» منافسًا لنور الشريف وحسين فهمى ومحمود ياسين «وهذا ما يضيعه»، على حد قوله.
ثم ألمح سعيد إلى أن هناك من يضع العراقيل أمامه فى مسرحيته الجديدة «لعبة اسمها الفلوس» بفرض الممثلة الجديدة يسرا لتكون بطلة العرض.. وعندما سأله صحفى «الشبكة» هل مدير الفرقة سمير خفاجى هو الذى فرضها؟.. أجاب سعيد ملمحًا «لأ.. من أحد المتنفذين بالفرقة».
صحيح أن سعيد لم يذكر اسم عادل صراحة فى هذا الأمر، إلا أن صحفى الشبكة ختم مقاله قائلًا «من المعروف أن بين يسرا وعادل صداقة طيبة جدًا، ومن المعروف أيضًا أن الشخص المتنفذ الوحيد فى فرقة الفنانين المتحدين هو عادل إمام أيضًا».
أغلب الظن أن تلك التصريحات لم تتكرر كثيرًا.. ولم يتورط أى من الصديقين باللعب فى تلك المنطقة الخطرة حتى وفاة سعيد.. وحسمت هند، الابنة الوحيدة لهذا الفنان العظيم، الأمر بالرد على أحاديث الإفك التى أغرقت السوشيال ميديا وروجت لخيانة عادل لصديق عمره فى آخر أيامه وتركه فريسة للتجاهل والمرض، وقالت الابنة إن عادل إمام لم يترك صديق عمره لحظة.. وقالت فى أحد ردودها ما يمكن اعتباره حلًا للمشكلة من جذورها، حيث تساءلت باستنكار عن سر الإصرار على وضع عادل إمام وسعيد صالح وجهًا لوجه واختلاق حالة عراك غير موجودة.. الأسلم والأصدق أنهما كانا مكملين لبعضهما.. والحق أن الكاميرات التى صورت عزاء سعيد صالح أنهت الأسطورة بعد أن رصدت على وجه الزعيم عادل إمام حزنًا يوازى جبالًا على صديق العمر الذى تركه لتوّه.