إسرائيل لم تتجاوز الخط الأحمر.. الإدارة الأمريكية تكشف نوايا الاحتلال فى رفح
اعتبر المسئولون الأمريكيون أن احتلال إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني لم يتجاوز الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس الأمريكي جو بايدن من قبل فيما يتعلق بالعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، والتي قد تؤدي إلى تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه حرب غزة.
لماذا سيطرت إسرائيل على معبر رفح البري وأوقفت العملية العسكرية؟
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن إدارة "بايدن" كررت مرارًا شكوكها وقلقها من أي غزو بري إسرائيلي لرفح، التي تقع أقصى جنوب قطاع غزة، ويأوى بها أكثر من مليون نازح فلسطيني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي: إن "عملية كبيرة" في رفح ستضر بالعلاقات الأمريكية- الإسرائيلية.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، السبت الماضي، إن إدارة بايدن أوضحت لإسرائيل أن الطريقة التي تنفذ بها عملية في رفح ستؤثر على السياسة الأمريكية تجاه حرب غزة.
وقال مسئولون أمريكيون إن إدارة بايدن تدرس تعليق شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو فرض شروط على استخدام أنظمة أسلحة أمريكية محددة إذا قامت بعملية كبيرة في رفح.
كما ذكر الموقع الأمريكي لأول مرة أن إدارة بايدن أوقفت الأسبوع الماضي شحنة ذخيرة أمريكية الصنع إلى إسرائيل، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، التي توقف فيها الولايات المتحدة شحنة أسلحة كانت متجهة إلى الجيش الإسرائيلي، واعتبر المسئولون الإسرائيليون ذلك بمثابة إشارة تحذير من البيت الأبيض.
وبدأ الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، عملية محدودة في شرق رفح واستولى على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وغزة، وقبيل العملية، بدأ الجيش الإسرائيلي بإجلاء المدنيين الفلسطينيين من أربعة أحياء في شرق رفح قريبة من المعبر.
وقال مسئولون إسرائيليون وأمريكيون إن العملية عند معبر رفح جاءت بعد مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو مساء يوم الإثنين.
وقال مسئول إسرائيلي كبير: "بايدن لم يعبر عن غضبه أو رفضه الاستيلاء الإسرائيلي على معبر رفح خلال المكالمة".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إن رسالة بايدن لنتنياهو خلال المكالمة ركزت على معارضته عملية برية كبيرة في رفح، من شأنها أن تعرض حياة العديد من المدنيين للخطر.
وأضاف أن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأن العملية في معبر رفح محدودة النطاق والوقت، وتهدف إلى السيطرة الأمنية على القطاع"، لافتًا إلى أن بايدن ونتنياهو لم يصفا الاستيلاء على المعبر بالغزو البري.
وأشار إلى أن بايدن أكد، في اتصاله مع نتنياهو، أن الولايات المتحدة ستتابع العملية للتأكد من أن هذا هو الحال.
وأفاد "كيربي" بأن التركيز الرئيسي للإدارة ينصب على إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبوسالم بين إسرائيل وغزة ومعبر رفح في أقرب وقت ممكن، حتى تتمكن المساعدات التي تشتد الحاجة إليها من التدفق إلى غزة.
وقال مسئولان أمريكيان كبيران إن الإسرائيليين أوضحوا أيضًا أنهم يريدون الاستيلاء على معبر رفح، من أجل الضغط على زعيم حماس يحيى السنوار في محادثات المحتجزين.
وتقول إسرائيل إن معبر رفح موقع استراتيجي لحماس، لأنه يستطيع السيطرة على شاحنات المساعدات القادمة من مصر وجمع الضرائب والإشارة إلى أن الحركة لا تزال حاكمة غزة.
بينما قال المسئولان الأمريكيان إن بايدن لا يرى العملية الإسرائيلية الحالية على أنها "نقطة تحول" في العلاقات مع إسرائيل، لكنهما حذرا من أنه إذا اتسع نطاق الأمر أو خرج عن نطاق السيطرة ودخلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة رفح نفسها، فسيكون ذلك بمثابة نقطة الانهيار.
وقال أحد المسئولين الأمريكيين إن بايدن يتعامل مع هذا الأمر بنفس الطريقة التي تعامل بها مع الرد الإسرائيلي ضد الهجوم الإيراني، أي الضغط على إسرائيل حتى لا تفعل ذلك، ثم قبول شيء محدود.
وقال المسئول: "إذا كان هذا هو كل ما سيفعلونه فيمكننا استيعاب ذلك، لكن هناك الكثير من التوتر بشأن الخطوة التالية".