تحذيرات دولية وأممية من التصعيد الإسرائيلى المحتمل فى منطقة رفح الفلسطينية
تتزايد التحذيرات الدولية والأممية من التصعيد العسكري الإسرائيلي المحتمل في مدينة رفح، جنوب غزة، إذ تصاعدت هذه التحذيرات عبر عدة جهات، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة، حيث أعربت عن قلقها البالغ ورفضها القاطع لأي عملية عسكرية قد تحدث في المنطقة.
وسلطت هذه التصريحات الضوء على الخطورة الكبيرة التي تنطوي عليها تلك الإجراءات وتأثيرها السلبي المحتمل على السكان المدنيين والاستقرار الإقليمي بشكل عام.. "الدستور" يرصد هذه التصريحات على جميع المستويات الدولية والعربية والإقليمية والأممية.
الولايات المتحدة الأمريكية
في عدة مناسبات، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من خطورة العملية العسكرية المحتملة في رفح. أحدث هذه التحذيرات جاء خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في المنتدى الاقتصادي في الرياض، وكذلك خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل.
خلال هذه الزيارة، أكد بلينكن رفض الولايات المتحدة أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق في رفح، داعيًا إلى التوصل لاتفاق يشمل صفقة لتبادل الأسرى وتحقيق هدنة ووقف لإطلاق النار. وفي منتدى سيدونا، أعلن بلينكن عن عدم قدرة الولايات المتحدة على دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح في غياب خطة لحماية المدنيين.
مسؤولو الإدارة الأمريكية الآخرين، مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أكدوا أيضًا رفض إدارة بايدن لأي عملية عسكرية في رفح.
وأوضحوا أن الخطط الإسرائيلية للهجوم لم تقدم ضمانات كافية لمنع سقوط ضحايا من المدنيين. وأكد ماتيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، موقف الولايات المتحدة بوضوح بشأن رفح، مع التأكيد على معارضته للهجوم نظرًا للمخاوف المتعلقة بسلامة المدنيين.
رفض وتنديد أممي لاجتياح رفح
وفي السياق، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريش، تحذيرات من التصعيد الخطير في رفح، مشددًا على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف أي عملية عسكرية محتملة.
وقد أعرب جوتيريش عن استنكاره للتصعيد المحتمل، مؤكدًا أن جميع أعضاء مجلس الأمن وعدد من الدول الأخرى قد عبروا بوضوح عن معارضتهم لهذه العملية.
من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي أن أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى تصاعد المعاناة للمدنيين هناك، داعيًا إلى حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
كما أكد الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2728 لتبادل الأسرى وتقديم المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس بوينو، وضوح الموقف الأوروبي، مشددا على عدم تأييد أي عملية عسكرية في رفح ودعوته للحكومة الإسرائيلية لعدم تنفيذ هذه العملية، مضيفًا أن حماية المدنيين في غزة هي مسؤولية إسرائيل ولا ينبغي على سكان غزة تحمل أية عواقب.
من جانبها، قامت بلجيكا بمناقشات حول فرض عقوبات تجارية على إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة. وفي سياق مماثل، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين للمرة الأولى بسبب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
رئيس الوزراء الأيرلندي، سيمون هاريس، أعاد التأكيد اليوم الاثنين على مطالبته لإسرائيل بعدم تنفيذ أي عملية عسكرية في مدينة رفح بقطاع غزة الفلسطيني. ووفقًا لبيان صادر عن مكتبه، أجرى هاريس محادثة هاتفية مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، تناولوا خلالها قضايا مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتطورات في غزة.
في سياق متصل، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس خلال محادثات سابقة في الأردن من خطورة أي عملية عسكرية في رفح، مشيرًا إلى أن اقتحام إسرائيل للمدينة في قطاع غزة سيعقد من تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير.
الهيئات الإغاثية والمنظمات الدولية
فيما أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تحذيرًا بشأن تداعيات إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بتهجير النازحين الفلسطينيين في رفح الفلسطينية، معتبرًا ذلك بمثابة إعدام جماعي لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني، ووصفه بأنه تصعيد للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأوضح المرصد أن هذه الأوامر جاءت في سياق تحذيرات من خطورة المنطقة على الأمن والسلام، مع منع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم.
من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، من حدوث "حمام دم" في حال نفاذ إسرائيل هجومًا عسكريًا على مدينة رفح الفلسطينية.
وأعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال غزة وانتشار المجاعة نحو الجنوب، معربة عن أملها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وأشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى أن تعليمات الجيش الإسرائيلي بشأن اقتحام رفح ستزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون العواقب وخيمة على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني محاصرين في المنطقة.
تحذيرات عربية وشرق أوسطية
فيما حذرت مصر- في بيان صادر عن وزارة الخارجية- من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة "رفح" الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوى عليه هذا العمل التصعيدى من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
وطالبت مصر إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية فى مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقنًا لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وأكدت مصر أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كل الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقاءاته على هامش مؤتمر القمة الإسلامي في جامبيا، رفض بلاده القاطع لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، وذلك في إطار مساعيه لضمان استقرار المنطقة.
وناقش وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات الحالية في قطاع غزة، معبّرين عن قلقهما العميق تجاه التصعيد العسكري في المنطقة.
كذلك أدان نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي، من خلال تغريدته، التحذيرات الإسرائيلية من مغادرة رفح بسبب التهديد بالهجوم، داعيًا إلى التحرك الفوري لمنع حدوث أي عمليات عسكرية غير مبررة.
وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة من تمهيد إسرائيل لعملية عسكرية في رفح، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية تحفيزها للعنف والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
وعبر الملك الأردني عبد الله الثاني عن قلقه من تداعيات أي هجوم على رفح، مؤكدًا أنه قد يؤدي إلى توسع الصراع وتدهور الأمن في المنطقة.
كما شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على رفض أي عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح، مشيرًا إلى ضرورة حماية حقوق الفلسطينيين ومنع التهجير القسري.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الإماراتية عن قلقها من تداعيات أي هجوم إسرائيلي في رفح، محذرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وحذر مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة من خطورة أي هجوم بري إسرائيلي على رفح، داعيًا إلى التحرك الدولي لمنع تفاقم الأوضاع.
فيما أكدت جامعة الدول العربية على ضرورة التصدي لأي محاولات لاجتياح رفح، محذرة من تداعياتها المدمرة على الأمن الإقليمي.
كما وجه البرلمان العربي نداءً للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لمنع أي عمليات عسكرية غير مبررة في رفح، معتبرًا أنها ستؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة.