حماس.. ومسار القضية الفلسطينية
الساعات القادمة ستكون من أخطر الساعات في مسار القضية الفلسطينية، ومن أخطر ما سيكون في تهديد حياه ١٫٥ مليون فلسطيني، هم حاليًا مهددون بمجزرة دموية وحشية من الجيش الإسرائيلي في المواجهة التي تصاعدت في الساعات القليلة الماضية بين إسرائيل وحماس.
فبينما كانت هناك المفاوضات جارية بقيادة مصرية لوقف إطلاق النار فإن حماس ضربت بالصواريخ معبر كرم أبوسالم في مدينة رفح الذي يستخدم لتوصيل المساعدات الإنسانية إلي الفلسطينيين، ما تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة وإجهاض الجهود المصرية.. ولا بد أن نؤكد في هذا الصدد أن المفاوضات الجارية بقيادة مصرية كانت علي وشك أن تصل إلي اتفاق لإرساء الهدنة في فلسطين.
كان الوصول لصفقة للهدنة قد لاح ممكنًا في الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين الأبرياء والذين غالبيتهم من النساء والأطفال، ما سهل لنتنياهو النازي أن يقوم بتنفيذ نيته المبيتة في شن وتصعيد العمليات العسكريه عليهم، فأصدر أوامره بإخلاء رفح، وبدأت عائلات فلسطينية بالفعل في مغادرة أطراف رفح إذعانًا لأوامر إسرائيلية بالإخلاء، ما ينذر بمجزرة مروعة للفلسطينيين.
كان الرئيس السيسي قد أكد الموقف المصري منذ اندلاع طوفان الأقصي في ٧ أكتوبر الماضي ٢٠٢٣.. وهو يبذل جهودًا حثيثة منذ اندلاع الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين الأبرياء من سكان قطاع غزة لوقف القتال والتوصل لاتفاق عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية لأهل فلسطين، ورفض أي مساس بالسيادة المصرية علي أرض سيناء، ورفض المجزرة الدموية التي تشنها إسرائيل علي أهل فلسطين في قطاع غزة.. إلا أن الموقف الأمريكي الداعم والمساند تمامًا للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد أهل فلسطين قد ساعد في استمرار نتنياهو في تنفيذ أطماعه وجرائمه ضد الفلسطينيين.
والله وبعد مرور ٧ أشهر كاملة علي اندلاع طوفان الأقصي وبعد تصاعد المظاهرات في شوارع العواصم الكبري وفي المدن الكبري في العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة وضد العدوان الإسرائيلي الوحشي علي الفلسطينيين، ورغم تصاعد المظاهرات الشبابية للطلبة في كبري الجامعات الأوروبية والأمريكية لوقف القتال ووقف الجرائم الإسرائيلية ودعمًا لحقوق الشعب الفلسطيني، ورغم اقتراب الوصول لهدنة بين حماس وإسرائيل بجهود مصرية مضنية وحثيثة فإن ضرب حماس معبر كرم أبوسالم في رفح قد أعطي لنتنياهو وجيشه الوحشي ذريعة لشن هجوم جديد دموي علي الفلسطينيين العزل وتصعيد العمليات العسكرية.
وتصعيد خطير للحرب ينذر بعواقب وخيمة وكارثية علي الأبرياء من الشعب الفلسطينى الذي في تقديري سيشهد أيامًا عصيبة.. ولا بد من تحرك سريع وعاجل من المجتمع الدولي وإلا فإن النتائج ستكون كارثية في الساعات القادمة.