"حكايات الموتى فوق الموتى".. رحلة البحث عن الثراء تنتهي بخنق تحت الرمال
عدد كبير من الشباب يلقون حتفهم خنقآ من أجل تحقيق حلم الثراء السريع وغير المشروع عقب اختمار فكرة التنقيب عن الآثار أسفل منازل الأحياء القديمة بحثا عن كنوز أثرية طامحين في نقل حياتهم من الفقر إلى الثراء الفاحش، وفي ذلك الملف ترصد الدستور حقيقة الخدعة الكبرى التي تراوض عدد كبير من الرجال وتنتهي بقصة "موتى فوق الموتي".
كثير من البلاغات
وكشف مصدر أمني أن هناك عدد كبير من بلاغات التغيب التي يتقدم بها الأهالي بحثا عن ذويهم والتي تقود رجال الآمن لكشف قضايا التنقيب عن الآثار عقب العثور على جثث الضحايا مدفونين داخل حفر يتراوح عمقها من 3 إلى 20 متر.
وبإجراء التحريات في وفاة الضحايا يتبين أنهم كانوا مشتركين مع آخرين في التنقيب عن الآثار أسفل منازل خاصة المنازل الموجودة في الأحياء القديمة وبعرضهم على خبراء الطب الشرعي عقب استخراج جثثهم يتبين أنهم توفوا خنقآ نتيجة سقوط كمية من الرمال والصخور عليهم أثناء عملية الحفر ولم يتمكنوا من الخروج.
وكثيرا ما يقوم شركائهم في الجريمة من الردم عليهم أملا في عدم فضح أمرهم وتجنب المساءلة القانونية لكن بلاغات تغيبهم هي التي تكشف سر التنقيب.
الاستعانه بالدجالين
وأكد المصدر أن عدد كبير من تلك المنازل التي يتم التنقيب فيها عن الآثار تكون خالية من الآثار لكن طمع الثراء وأكاذيب الدجالين تورط عدد كبير من الأهالي في التنقيب أسفل منازلهم عقب الاستعانه "بمشايخ" ليأكدون لهم وجود كنز أثري أسفل المنزل ويقومون بتحديد عدد من الأمتار السفلى لهم زاعمين تسخيرهم للجن مقابل الحصول علي مبالغ مالية من المنقبين.
الأدوات المستخدمة في التنقيب عن الآثار
وأوضح المصدر أن المنقبين عن الآثار يستخدمون معدات حفر يدوية ويبتعدون عن المعدات الحديثة لتجنب افتضاح أمرهم ومن الأدوات البدائية التي يستخدمونها "حبل بكاره" لرفع الرمل وكوريك حفرو جردل وفأس وأجنه و"الأزمة" لتكسير الصخور.
عملية سوهاج
و تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 3 أشخاص لقيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل منزل أحدهم بدائرة قسم شرطة ثان سوهاج ووفاة (عامل) كان برفقتهم إثر تعرضه لحالة اختناق نتيجة انهيار كمية من الأتربة عليه أثناء الحفر.
كما عثر بحوزتهم على (الأدوات المستخدمة فى الحفر والتنقيب )، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة بقصد التنقيب عن الآثار، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
خوفنا نبلغ نتسجن
“خوفنا نبلغ نتسجن ومكناش عارفين نعمل إيه في الجثة لحد ما اكتشف أمرنا من رائحتها الكريهة وبلاغ أمه”، بهذه الكلمات أدلت ربة منزل باعترافات تفصيلية أمام نيابة منشأة ناصر الجزئية تؤكد وفاة عامل أثناء حفره معهم للتنقيب عن الآثار.
وقالت السيدة إنه لديهم معلومات قديمة ومورثة أن المنطقة التي يسكنون فيها في منشأة ناصر آثرية وأن بيتهم من البيوت التي لديها حظ وأسفلها كنز عظيم مدفون في الأسفل، ولهذا قررت الحفر مع ابنها الذي أحضر عامل صديقه أملًا في الحصول على الكنز المدفون.
وعقب 10 أيام من الحفر من الحفر تمكنوا من عمل حفرة عمقها 10 أمتار، وفي اليوم التالي لذلك حضر العامل لاستكمال عمله وخلال نزول العامل فيها لاستكمال الحفر أصيب بالاختناق من التراب وعدم وجود تهوية وأصيب بحالة إغماء وبمحاولة إيفاقته تبين أنه توفي، فلم يجدوا حيلة لإبلاغ أهله خوفًا من المسائلة القانونية، ولكن بلاغ أمه بتغيبه عن المنزل وبتتبع خطواته تم رصدهم وضبطهم وتحفظوا على الجثة في البيت.
في السلام
ومن جانبه شهدت مدينة السلام بالقاهرة، واقعة غريبة بعد أن قاد بلاغ تغيب زوج عن منزله إلى اكتشاف واقعة تنقيب عن الآثار ووفاة شخص تحت الأنقاض والقبض على باقى المتهمين.
كانت البداية عندما ورد بلاغ من زوجة بقلقها على إثر تغيب زوجها لمدة طويلة عن المنزل دون أى سبب، الأمر الذى دفع الشرطة للتحقيق فى الأمر.
وبإجراء التحريات تبين قيام الزوج بالخروج مع آخرين للتنقيب عن الآثار داخل شقة ملك أحدهم بدائرة قسم السلام.
وعلى الفور تمكن رجال المباحث من القبض على المتهمين بعد مداهمة الشقة محل الواقعة، لكن الزوج لم يكن موجودًا مع باقى المتهمين، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بأن الزوج المتغيب كان معهم بالفعل، لكن أثناء الحفر انهارت عليه الحفرة على عمق 4 أمتار ما أدى لوفاته، فقاموا بردم الحفرة كما كانت دون أن يعلم أحد، ولكن بلاغ الزوجة بتغيب زوجها كشف الواقعة وقاد الشرطة لكشف ملابسات الحادث.
عقوبة التنقيب عن الآثار
عقوبة التنقيب عن الآثار بقانون العقوبات بموجب المادة 41 من القانون، تتضمن ان كل من حاول التنقيب عن الآثار أسفل منزله يعاقب بالسجن من سنة الـ3 سنوات بالإضافة إلى غرامة 50 ألف جنيه.
والعقوبة قد تصل إلى السجن المؤبد حال نجاح المتهم من خلال النبش والتنقيب فى استخراج قطع أثرية ففى هذه الحالة تقترن جريمة التنقيب بجريمة أخرى وهى الاتجار فى الآثار.