النحات ناثان دوس يروى لـ"الدستور" حكاية تمثال "أبويا" (فيديو)
بدأ الفنان التشكيلي المصري المعاصر “ناثان دوس” رحلته الفنية قبل أن يعي، فوالدته كانت نحاتة، إذكانت تنحت عرائس وألعابا لأطفالها ليلعبوا بها، ولكنها أيضا عبر هذا علمت الطفل “دوس” أن يحب الفن، قبل أن تأخذه تلك المحبة من المنيا إلى القاهرة حيث تعلم النحت “على أصوله”.
النحات “ناثان دوس” لا يخفي أصوله، بل يصر على إظاهرها في كل معرض وكل عمل حتى وإن كان هذا تضمينا وليس قولا صريحا، ولكن في آخر منحوتاته والتي لم تعرض بعد “بورتريه أبويا” ظهر هذا جليا واضحا للبيان، فأبوه الذي كان رجل دين مسيحي وفلاحا مصريا أصيلا صنعه وشكره “دوس” قائلا: “شكرا لأنك لم تجعلني عيل طري بل عصب"، على حد تعبيره.
اختار دوس الجرانيت لتلك المنحوته لأنه أكثر صلابة من غيره، ويذكره بالأب الذي عمل في الحقل واختار تصوير والده في وضعيه صلاة خاشعة كما تخيله، رغم أنه اختار لتمثال “بورتريه أمي" حجرا أقل صلابة وأكثر رقة وليونه في التشكيل.
يكتمل “الكونسبت” الخاص بالعمل بالفأس الذي يعرض مع التمثال في نفس الفراغ، ولرأس الفأس تلك حكاية، فوالد الفنان كان يصنع كلما ذهب إلى المدينة فأسا لكل من أبنائه ويغير الفأس بمقاس أكبر مع مرور الأعوام وكبر الطفل الذي صنع له.
توفى والد الفنان منذ فترة ليست بالبعيدة ونحت “دوس” هذا العمل بعد رحيله ولهذا فالتمثال الحديث لم يعرض بعد في أي من قاعات العرض.
يذكر أن ناثان دوس أمين فنان تشكيلي مصري ولد في إحدى قرى المنيا عام 1971 وتخرج في كلية الفنون والتربية سنة 1993 وهو عضو نقابة الفنانين التشكيليين، واختار العمل في مصر منذ تخرجه وإلى يومنا هذا، واختار النحت وسيلته في التعبير عن واقعه وتاريخه، وهو متزوج من الفنانة التشكيلية نيفين دوس التي تعد شريكة رحلته الفنية، وله من المعارض العشرات على مدار الأعوام ومؤخرا أثير الجدل حوله بسبب عمله الشهير “مسلة مجدي يعقوب” والتي لها “كونسيبت” خاص جدا، وصور فيه السير مجدي يعقوب في رأس المسلة وبباطنها نموذج لقلب بشري وأعجب الكثيرين بهذا العمل.