٢٧ بورسعيد!
أن تضيء شمعة صغيرة، خير من أن تنفق عمرك في لعن الظلام... النجاح الذي حققته مبادرة مقاطعة الأسماك، فتح الباب أمامنا على إمكانية تغيير أساليبنا في التعامل مع الغلاء! الطريقة في حد ذاتها لم تكن جديدة، كانت معروفة، ومُجربة في بلدان عديدة، سبق وأن تحدثنا عنها في مقالات سابقة، كتجربة شعب الأرجنتين ومقاطعتهم شراء البيض! ما جرى أمس في بورسعيد، أمر يسترعي الانتباه، شجاعتهم في تطبيق وتنفيذ القرار، يستوجب الوقوف عنده، وتسليط الضوء عليه بهدف تقييم التجربة، وإمكانية تكرارها في محافظات أخرى، بل وتعميمها إذا لزم الأمر على سائر القُطر.
ما فعله أهل بورسعيد، كان له بالغ الأثر في انخفاض أسعار الأسماك، "ليس فقط هناك"، بل في محافظات أخرى امتنع الناس فيها عن شراء الأسماك، فظلت طريحة طاولات بائعيها، وخيوط شباك صائديها، لم تبرح أماكنها حتى انتصفت أثمانها، فهل من متعظ؟! لقد استطاع أهل بورسعيد الشجعان، أن يثبتوا للجميع أن المقاطعة سلاح، ناجح وناجع واستخدامه مباح! لماذا لا يحذو الجميع حذو أبناء بورسعيد التي لم يستغل أصحاب مطاعم الأسماك فيها الفرصة ويسارعوا إلى الشراء.. يا إخواننا قاطعوا اللحوم، قاطعوا الفراخ، قاطعوا البيض "مش هتموتوا" إلى أن تنضبط الأسعار.
فعلها أهل بورسعيد، ونحن ننتظر المزيد!
مطلوب يكون عندنا ٢٧ بورسعيد.
في حديث سابق له مع الشعب..
قال السيد الرئيس "عايزين تسيطروا على الأسعار؟ الحاجة اللي تغلي ماتشتروهاش".
حفظ الله بلدنا، وأعانكم وأعاننا.