كيف تستفيد منصات "السوشيال ميديا" من تحليل مشاعر المستخدمين؟
هل تعلم عزيزى القارىء أن مشاعرنا التى تتسرب من بيد أيدينا فى صورة "إيموشن" نستخدمها أثناء التفاعلنا علي مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمية، تعُد سلعة ثمينة لتلك المواقع ومن يديرونها؛ نظرًا لكونها تترجم لدي تلك المواقع بإعتبارها سيل من البيانات الضخمة التي يتم تحليلها لمعرفة اتجاهات المستخدمين والمتفاعلين معها ومن ثم ترجمتها فى صورة تقارير قد تُباع لشركات المنتجات المختلفة.
هذا هو ما كشفه كتاب "التنقيب عن المشاعر في عالم البيانات الضخمة" للدكتور طاهر أمين؛ والذى يعد من الإصدارات الحديثة المتخصصة فى مجال تحليل البيانات الضخمة وتحليل المشاعر في مجال دراسات الإعلام.
الكتاب فى فصله الأول "البيانات الضخمة في دراسات الإعلام.. مقدمة عن البيانات الضخمة"، يتعمق في مفهوم البيانات الضخمة، وخلفية تاريخية عن نشأتها، وأهميتها، وخصائصها.
كما يستكشف مصادر مختلفة للبيانات الضخمة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الاستشعار والبيانات التبادلية.
ويسلط الكتاب الضوء على أهمية البيانات الضخمة وفوائدها العديدة في قطاعات مختلفة مثل الحكومة والتعليم والأعمال والرعاية الصحية. ويؤكد على دورها في صنع القرار، وتحسين الكفاءة، وتحديد الفرص الجديدة.
وفيما يتعلق بتطبيقات البيانات الضخمة في الإعلام، يركز المؤلف على كيفية استفادة المؤسسات الإعلامية من البيانات الضخمة للحصول على رؤى الجمهور، وتخصيص المحتوى، والتحليل التنبئي، وتحسين استراتيجيات التسويق.
ويسلط الفصل الثاني من الكتاب الضوء على "تحليل المشاعر وتنقيب الآراء: استكشاف اللغات الطبيعية"؛ ويقدم هذا الفصل نظرة عامة شاملة عن تقنيات تحليل المشاعر وتنقيب الآراء.
ويشرح كيفية استخدام هذه الأساليب لاستخراج المعلومات الذاتية من البيانات النصية، وتصنيف الآراء، وتفسير المشاعر.
ويؤكد مؤلف الكتاب أهمية تحليل المشاعر وقيمتها في فهم الرأي العام، والتنبؤ بالأحداث المستقبلية، وتحسين استراتيجيات الاتصال.
ويناقش الكتاب ايضًا تحليل النصوص العربية؛ حيث يبرز المؤلف التحديات والفرص المتعلقة بتحليل المشاعر للنصوص العربية، مع مراعاة تعقيدات اللغة. ويستكشف حلولًا مثل بناء معاجم متخصصة للمشاعر العربية وتوظيف تقنيات التعلم الآلي المتقدمة.
ويستعرض الفصل الثالث "التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل الاجتماعي: دراسة حول التفاعلية والبيانات الضخمة"؛ حيث يبحث هذا الفصل في تطور الإنترنت وصعود منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب. ويتعمق في خصائص وسائل التواصل الاجتماعي، مع التركيز على التفاعلية والمشاركة والانفتاح.
ويستكشف الكتاب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على العلاقات والثقافة وأنماط الاتصال. ويسلط الضوء على قوة هذه المنصات في تشكيل الآراء وتوجيه الاهتمام وإنشاء أشكال جديدة من المجتمعات الرقمية.
أما فيما يتعلق بالبيانات الضخمة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ يناقش المؤلف إمكانات تحليل البيانات الضخمة في فهم تفاعل الجمهور مع منصات التواصل الاجتماعي. ويتضمن ذلك تحليل المحتوى الذي ينشئه المستخدم، وتتبع انتشار المعلومات، ودراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية.
ويستعرض الفصل الرابع من الكتاب؛ وهو بعنوان " أدوات تحليل التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة"؛
أدوات جمع البيانات وتحليلها: يقدم هذا الفصل أدوات مختلفة لجمع البيانات وتحليلها من منصات التواصل الاجتماعي، وتتضمن الأمثلة Ad Share و Social Bakers، مع إبراز إمكانياتها وقيودها، وفيما يتعلق بتقنيات تحليل المشاعر يستكشف الكتاب مناهج مختلفة لتحليل المشاعر، بما في ذلك الأساليب القائمة على المعجم وخوارزميات التعلم الآلي وتقنيات التعلم العميق، أما تحليل الاتجاهات والرأي العام يوضح المؤلف كيفية استخدام هذه الأدوات والتقنيات لتحليل اتجاهات تفاعل الجمهور مع أحداث محددة على صفحات التواصل الاجتماعي للصحف المصرية.
ويختتم الكتاب بالتأكيد على الأهمية المتزايدة لتحليل البيانات الضخمة وتحليل المشاعر في فهم الرأي العام، وتشكيل استراتيجيات الاتصال، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. يقترح المؤلف دمج هذه التقنيات في المناهج الأكاديمية وتشكيل فرق متخصصة داخل المؤسسات الحكومية لتسخير قوة البيانات الضخمة لتحسين المجتمع.
بشكل عام، يقدم كتاب "التنقيب عن المشاعر يف عامل البيانات الضخمة" موردًا قيمًا للباحثين والإعلاميين وصناع السياسات المهتمين بفهم إمكانات البيانات الضخمة وتحليل المشاعر في مجال دراسات الإعلام والاتصال.