خطة شاملة لرفع كفاءة الأطقم الطبية بجميع أنحاء الجمهورية
تواصل وزارة الصحة والسكان العمل على رفع الكفاءة العلمية والعملية للفرق الطبية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تحسين المنظومة الصحية، وتدريب الفرق الطبية وتأهيلها على كل ما هو جديد فى مجال الرعاية الصحية.
«الدستور» تستعرض، فى السطور التالية، جهود وزارة الصحة والسكان لرفع كفاءة الأطقم الطبية، من خلال البرامج التدريبية والعلمية المستمرة، بجانب جهود الهيئة العامة للرعاية الصحية لتدريب العاملين فى منظومة التأمين الصحى الشامل.
30 مليون جنيه لتدريب 160 ألفًا.. وأولوية لـ«الطوارئ والجراحة»
قالت الدكتورة علا خير الله، رئيس قطاع التدريب والبحوث بوزارة الصحة والسكان، إن القطاع يستهدف رفع كفاءة الأطباء وتأهيل الكوادر الطبية فى جميع التخصصات الطبية بالمنشآت الصحية، من خلال موازنة خصصتها الدولة للتدريب الطبى المستمر، مشيرة إلى أن البرامج التدريبية لا تقتصر على الأطباء فقط، وإنما تشمل جميع الأطقم الطبية، ومنها التمريض والصيادلة والفنيون.
وأضافت أن «الصحة»، خلال العام الحالى، تستهدف تدريب من ١٥٠ ألفًا إلى ١٦٠ ألف عضو من مقدمى الخدمة الطبية، سواء كانوا أطباء أو صيادلة أو أسنان أو تمريض أو فنيين، مشيرة إلى أن الميزانية المرصودة لذلك تتجاوز الـ٣٠ مليون جنيه.
وأفادت بأن الوزارة تضع خطط التدريب السنوية وفقًا لأولويات تقديم الخدمات الصحية، مع إعداد خطط تدريبية منفصلة بكل محافظة على حدة، وفقًا للخدمات الصحية المقدمة والتخصصات الطبية المستهدفة بالتدريب.
وكشفت عن وجود أولوية لتدريب وتأهيل أطباء الاستقبال والطوارئ والجراحات التخصصية الدقيقة بشكل أساسى، إضافة إلى تدريب باقى الكوادر الطبية فى جميع التخصصات الطبية، فضلًا عن التدريبات الروتينية الأساسية المتعلقة بالجودة وسلامة وأمان المريض لجميع الأطقم الطبية.
آلية جديدة لرصد أثر التدريبات على رفع مستوى الخدمات
أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تسعى بشكل مستمر إلى تقييم ومتابعة العملية التدريبية التى يتم تنفيذها، إضافة إلى تقييم مسئولى التدريب على مستوى قطاعات الوزارة، ومختلف مديريات الشئون الصحية بمحافظات الجمهورية.
وأوضح «عبدالغفار» أنه جارٍ تنفيذ آلية جديدة لرصد آثار ونتائج البرامج التدريبية، بعد مرور ٦ أشهر على تنفيذها، وربطها بمدى تحسن مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، من خلال دراسة تنفذها الإدارة المركزية للبحوث بوزارة الصحة.
وأضاف: «تطوير العملية التدريبية يتم من خلال وضع القواعد والضوابط لحوكمة تنفيذ الخطط والبرامج التدريبية، من خلال استحداث منظومة إلكترونية تضم كل البيانات المطلوبة، بما ينعكس على جودة وفاعلية التدريب، وتأثير ذلك على أداء المتدربين، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين».
وأشار إلى تعريف مسئولى التدريب بكيفية عمل المنظومة الإلكترونية، وعرض محتويات المنظومة، وكيفية تسجيل الاحتياجات السنوية من البرامج والدورات التدريبية.
وكشف المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان عن إنجازات الوزارة فى تدريب الأطقم الطبية على مدار العام الماضى، التى استهدفت رفع كفاءة الأطقم الطبية، والارتقاء بمستوى الخدمة الصحية المقدمة للمرضى، لافتًا إلى تدريب ٩٠ ألفًا و٨٦٧ من أعضاء المهن الطبية، من خلال ٣ آلاف و٨٩ دورة تدريبية بمختلف التخصصات، فى الفترة من يناير حتى ديسمبر٢٠٢٣.
وأوضح أنه تم تنفيذ ٧٠٤ برامج تدريبية لـ٣٥ ألفًا و٣١٧ من الكوادر الطبية من خلال قطاع التدريب والبحوث بوزارة الصحة والسكان، وذلك بأكاديمية الأميرة فاطمة للتدريب والتعليم الطبى المستمر. وأضاف أنه جرى تدريب ١٣ ألفًا و٤٧ متدربًا على رأس العمل فى المحافظات، إضافة إلى تدريب ٥٥ ألفًا و٥٥٠ متدربًا من خلال تنفيذ ٢٨٣٥ برنامجًا تدريبيًا لقطاعات الرعاية الأساسية والتمريض والطب العلاجى والطب الوقائى، وفقًا للاحتياجات التدريبية المحددة من كل قطاع.
25 ألف برنامج للقوى البشرية المسئولة عن تنفيذ «التأمين الصحى الشامل»
كشف الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية، المشرف العام على مشروعى «التأمين الصحى الشامل» و«حياة كريمة» بوزارة الصحة والسكان، عن تنفيذ ٢٥ ألف برنامج تدريبى، للقوى البشرية من العاملين فى الهيئة العامة للرعاية الصحية وفروعها ومنشآتها، وذلك بمحافظات المرحلة الأولى لتطبيق المنظومة، منذ انطلاقها فى نوفمبر ٢٠١٩، وحتى الآن.
وقال «السبكى» إنه تم تقديم التدريب للأطقم الطبية والإدارية من العاملين بالهيئة العامة للرعاية الصحية وفروعها ومنشآتها، فى المحافظات الست: بورسعيد، والإسماعيلية، والأقصر، وجنوب سيناء، والسويس، وأسوان، بهدف رفع كفاءة العنصر البشرى لدى الهيئة، وبما يضمن استمرارية جودة تقديم الخدمة الطبية المقدمة، وينعكس على جودة وكفاءة الخدمة الطبية المقدمة لمنتفعى منظومة التأمين الصحى الشامل.
وأوضح أن أبرز الحزم التدريبية التى تم إطلاقها دورات الإنعاش القلبى الرئوى، وبرنامج التهيئة العام لجميع العاملين بالهيئة وفروعها بالمحافظات، وبرنامج التطبيق السليم لمنظومة الحوكمة الإكلينيكية داخل منشآت هيئة الرعاية الصحية، والبرنامج التدريبى المتطور على آليات التسجيل الطبى، والتدريب المتطور على أسس الجودة ومكافحة العدوى، والتحول الرقمى، وإدارة المنشآت الصحية، وإدارة دورة الإيرادات، وغيرها من البرامج التدريبية المتطورة وفق أحدث المعايير العالمية. وأضاف أنه حرصًا من هيئة الرعاية الصحية على نشر ثقافة البحث العلمى والتطوير بين العاملين، تم إطلاق «حاضنة أبحاث الهيئة العامة للرعاية الصحية»، لتكون منصة حيوية لتعزيز التفاعل وتبادل الخبرات والاستفادة من جميع فرص التعلم المتاحة.
وواصل: «تهدف حاضنة أبحاث الهيئة العامة للرعاية الصحية إلى المساهمة فى دعم اتخاذ القرارات المستنيرة فى عدة مجالات رئيسية تتعلق بقطاع الرعاية الصحية، تغطى ٥ محاور رئيسية، وهى: اقتصاديات الصحة، الأبحاث الطبية، نظم التشغيل، السياسات الصحية، الصحة العامة، ما يسهم بدوره فى تقديم خدمات ذات جودة عالية وتحسين جودة الرعاية الصحية، ودعم أفضل الممارسات والتقنيات الحديثة، بما يواكب العملية المتسارعة والمتعلقة بقطاع الرعاية الصحية».
وشدد رئيس هيئة الرعاية الصحية على أن العنصر البشرى هو أثمن مورد لدى الهيئة العامة للرعاية الصحية، ولهذا تستثمر الهيئة فى العنصر البشرى من خلال التدريب والتعليم المستمر، وهو ما ينعكس إيجابيًا على جودة مخرجات العمل، مؤكدًا أن جودة الخدمة الطبية ورفع كفاءة العنصر البشرى هما ركيزتان أساسيتان فى استراتيجية الهيئة.
وتابع: «استراتيجية عمل الهيئة ترتكز بشكل محورى على الاستثمار فى العنصر البشرى، كجزء من استراتيجية الدولة للارتقاء بالموارد البشرية التى تعد من أهم مكونات التنمية الاقتصادية لبناء مصر الحديثة، وبما يحقق تطورًا مستدامًا فى قطاع الرعاية الصحية».