عصام خليل رئيس «المصريين الأحرار»: السيسى نقلنا من «ركام دولة» إلى مصر التى يحلم بها الجميع
قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب «المصريين الأحرار»، إن الدولة حققت طفرة غير مسبوقة على الإطلاق، وأبهرت العالم أجمع خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرًا إلى وجود إجماع على أن هذه تجربة فريدة من نوعها، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.
وأضاف «خليل»، فى حواره التالى مع «الدستور»، أننا كنا نعيش فى «أشلاء دولة»، وعلى ركام الماضى العتيق، لكن بفضل الله ورئيس مخلص وأمين وثبات شعب وثقته فى قيادته عبرت مصر الأزمات، وجرى انتشالها من هاوية النار إلى رحب البناء والإعمار، وأصبحت مصر التى يحلم بها الجميع.
وشدد على أن الدولة نجحت فى استعادة أمجادها ومكانتها دوليًا وإقليميًا، وكانت يدها تبنى وتتوسع فى التنمية، والأخرى تحارب وتقتلع الإرهاب الأسود، حتى نجحت فى تحقيق هذه المعادلة الصعبة، رغم كل محاولات التعطيل والعرقلة.
■ بالتزامن مع الولاية الجديدة للرئيس السيسى، ما تقييمك لما وصلت إليه الدولة خلال العقد الماضى؟
- فى البداية، علينا المرور سريعًا على ما شهدته مصر خلال ٦٠ عامًا ماضية، حتى نستطيع الحكم على تجربة الـ١٠ سنين الأخيرة. وبطبيعة الحال من يعيشون داخل التجربة لن يستطيعوا رؤيتها من كل الزوايا. ومن أجل تقييم متوازن وشامل وموضوعى، ستكون الآراء متفاوتة بطبيعة الحال. لكن هناك إجماعًا على أننا أمام تجربة فريدة من نوعها، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء.
مصر حققت طفرة غير مسبوقة وأبهرت العالم أجمع، بعدما كنا نعيش فى «أشلاء دولة» وعلى ركام ماضٍ عتيق، وبفضل الله ورئيس مصر المخلص والأمين وثبات الشعب وثقته فى القيادة، عبرنا الأزمات، وانتشلنا الوطن من هاوية النار إلى رحب البناء والإعمار.
التقييم يشمل محاور مختلفة، لكن إجمالًا حققت مصر الاستقرار الشامل ونفذت مشروعات قومية ضخمة مع إعادة بناء الدولة من كل الجوانب، بفضل رؤية واستراتيجية واضحة، حتى استطاعت عبور الأزمات الطبيعية والمصطنعة بسلام وثبات.
عملت مصر على استعادة أمجادها ومكانتها دوليًا وإقليميًا، وكانت يدها الأولى تبنى وتتوسع فى التنمية، والثانية تحارب وتقتلع الإرهاب الأسود، ورغم كل محاولات التعطيل فقد نجحت فى تحقيق هذه المعادلة الصعبة.
■ وماذا عن التحديات التى تنتظر الرئيس فى ولايته الجديدة؟
- قطعًا التحديات لا تنتهى أمام خطوات الدولة المتسارعة للنجاح والعمل الجاد والمستمر، وأرى أن أول هذه التحديات هو ضرورة ترسيخ الهوية الوطنية لدى النشء والشباب، باعتبارهم أساس المستقبل، وعلى ضوء محاولات تشويه الأفكار جراء الانفتاح و«الانفلات الإلكترونى»، وهذا يستدعى جهودًا عظيمة من مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية والمجتمع المدنى، ومن بينها الأحزاب السياسية.
نحتاج كذلك إلى تعزيز الوعى الجمعى ومواجهة إشكالية النمو السكانى والعمل جنبًا إلى جنب لمحاربة الفساد وتعزيز مبدأ «الحوكمة»، خاصة أن الفساد «سوس» ينخر فى أساس المجتمع، ويحتاج لتضافر جهود الجميع مع القيادة السياسية للتخلص منه.
أيضًا من المهم تعزيز ثقافة العمل وربط التعليم بالسوق الخاصة به والتخلص من الرتابة والانطلاق إلى الإبداع والتسابق بين الشباب فى تأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة، وبالتالى يكون لدينا إنتاج محلى ينعكس على اقتصاد الدولة ككل.
■ هل لك طلبات محددة من الرئيس فى الولاية الجديدة؟
- لدينا إشكالية معقدة هى تشابك القوانين، وتعتبر أحد أهم معوقات الاستثمار، لذا نجد الرئيس ينشئ «المجلس الأعلى للاستثمار»، الذى يمكن اعتبار قراراته رائعة ومطلوبة، ويمكنها تحسين أى استثمار، لكن مردودها غير ظاهر، لأنها تصطدم بمجموعة قوانين متشابكة.
على سبيل المثل، قطعة الأرض الواحدة تجد عليها أكثر من ٣ جهات ولاية، مثل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وهيئة التنمية الصناعية، وغيرهما، وبالنسبة للضرائب، نجد أن وزارة المالية تفرض ضرائب، ووزارة التنمية المحلية تفرض رسومًا وخدمات.
هذه أزمة معقدة ويجب أن يكون لها حل، وهذا يحتاج إلى تبسيط كل القوانين، لأنه كلما كثرت القوانين زاد التلاعب والثغرات فيها، وازداد التعطيل بسببها، وأدت إلى شلل فى الأداء.
■ ما أبرز الملفات التى نجحت القيادة السياسية فى اقتحامها وتقديم حلول لها؟
- لم يترك الرئيس السيسى ملفًا دون العمل عليه بصورة قوية وفاعلة للغاية، دون اعتبار لأى شىء سوى مصلحة الوطن والمواطن فى المقام الأول، ودون النظر إلى أى تحد أو إشكالية.
الملف الاقتصادى، الذى لم يستطع أحد الاقتراب منه بعلاج حقيقى، كان الرئيس سباقًا فى العمل عليه، من خلال إصلاح واقعى، والعمل على تحفيز الاستثمار عبر إصدار قانون الاستثمار الجديد، لتسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية، وتأسيس صندوق مصر السيادى لتنمية المشاريع الاستراتيجية، وإطلاق مبادرات عديدة، ومنها «ابدأ» لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن توجيهاته لمعالجة عجز الموازنة، وترشيد الإنفاق الحكومى.
الرئيس أولى اهتمامًا بملف البطالة، وأطلق العديد من المبادرات لتنمية المهارات وتوفير فرص عمل للشباب ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى المشاريع كثيفة العمالة.
بالنسبة للملف الأمنى، نجح الرئيس السيسى فى اقتلاع الإرهاب من أرض مصر الطيبة وتعزيز التعاون الدولى فى مجال مكافحة الإرهاب وتطوير قدرات الأجهزة الأمنية المصرية، مع تحسين الأمن الداخلى وتطوير وتحديث المنظومة ككل.
■ وماذا عن ملف الإصلاح الإدارى؟
- فتح الرئيس السيسى ملف الإصلاح الإدارى، وعمل على إصدار وتطوير قوانين لمكافحة الفساد وتقديم خدمات إلكترونية شاملة فى إطار العمل على تحسين كفاءة الجهاز الحكومى من أجل تجاوز «البيروقراطية»، وهو الملف الذى ما زال يحتاج للمزيد من الاهتمام والمتابعة الحكومية.
كذلك أولى الرئيس اهتمامًا عظيمًا بملفات البيئة والمناخ، وكان هناك العديد من المبادرات والمشاريع المهمة فى هذا الشأن. ولم يترك الرئيس ملف الثقافة دون اهتمام، وهو ما انعكس فى جهود حماية التراث والعمل على تطوير كل المواقع الأثرية، ودعم الأنشطة الثقافية ونشر الوعى الثقافى، وأيضًا نحتاج إلى المزيد من الجهود الحكومية فى هذا الشأن، بالتعاون مع المجتمع المدنى. كما أن الرياضة والاهتمام بالشباب كان لهما نصيب كبير من الاهتمام الرئاسى.
ولا ننسى اهتمام الرئيس السيسى بالملف الخارجى الذى استطاع فيه إزالة الجليد مع الأشقاء العرب وفتح أبواب لاستعادة دور مصر الإقليمى والدولى ومشاركتها بفعالية فى حل الأزمات الإقليمية، مع العمل على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإفريقية والتعاون الدولى فى مختلف المجالات وجذب الاستثمارات الأجنبية والترويج لمصر كوجهة استثمارية جاذبة.
وتعامل الرئيس مع الملفات الحساسة بحرفية عظيمة وجدارة قائد حكيم، سواء الأمن المائى أو حقوق الإنسان، وفى هذا الملف الأخير عزز دور المجتمع المدنى بصورة كبيرة، وأطلق استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، واهتم بالفئات كافة، خاصة ذوى الهمم، الذين لم ينالوا الاهتمام المطلوب فى عقود سابقة.
إجمالًا، نحن أمام رئيس على قدر المسئولية، يحلم بخدمة بلاده دون اعتبارات أخرى، ويتحرك وفق رؤية ودراسات استراتيجية، يهدف من خلالها إلى العبور بالبلاد من الأزمات، والوصول إلى مصر التى يحلم بها جميع المصريين.
■ أخيرًا.. ما تقييمك لأداء الحكومة عامة، وفى التعامل مع الأزمة الاقتصادية على وجه التحديد؟
- من الصعب تقييم أداء الحكومة بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة الاقتصادية، فى ظل أن هناك وزراء عملوا بقوة لتحقيق رؤية القيادة السياسية، وتنفيذ التوجيهات العامة الهادفة لخدمة المواطن، بينما لم يكن أداء البعض الآخر على قدر المأمول، ولم تواكب خطواتهم مسار وتوجيهات الرئيس الهادفة لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
فى المقابل، هناك إخفاق فى ضبط الأسواق، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار خلال الفترة الماضية، وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين، وبالتالى بطء الخطوات الإصلاحية التى يسعى إليها الرئيس لتخفيف معاناة المواطنين.
■ كيف تجد توجيهات الرئيس المستمرة لتخفيف المعاناة عن المواطنين؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى يتعامل منذ الوهلة الأولى كرب بيت، ويسعى بكل قوة لتحقيق حياة كريمة للمواطنين، ورسم خارطة مستقبلية للأجيال الجديدة، من أجل تأسيس أركان دولة قوية وقادرة وواعية.
الرئيس لم يتوانَ لحظة واحدة فى الدفع بالحكومة للعمل الجاد على خدمة المواطن بكل الصور والأشكال، ولو عددنا مبادراته وقراراته الهادفة لخدمة الشارع، من صحة ورعاية ومعيشة وغيرها، لن يكفينا مجلدات، ومن بينها توجيه الحكومة بدعم السلع الأساسية، وزيادة رواتب الموظفين والمعاشات، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين الخدمات.