جلد فائض عن حدود الجسد
في طفولتي
لم أحفظ اسمي جيدًا أول الأمر
خشيت أن يلتصق بي
كنت أعتقد أننا نغير أسماءنا كلما كبرنا
وأن الأسماء التي تناسب طفولتنا ستصير ضيقة مع الوقت
وحدث غير مرة أن تبعني أحدهم ليرد لي اسمى
الذي تركته بفصل الدراسة
أو بجوار قائم المرمى في ملعب الكرة
أو على طاولة في مقهى
أو في جيب قميصي الذي خلعته للتو
حتى عندما كومته في قبضتي وأغرقته بالنهر
حملته الأسماك وقذفت به في وجهي كأنما تقول:
احفظ اسمك وتذكره جيدًا كي لا تصير سمكة
تسبح في الحياة بلا وجهة.
ماذا سأصنع بكل هذا فى الليل
في غيابك
استطعت بالكاد أن أبدد ثلثه
في كتابة قصيدة رديئة
ومتابعة أخبار الطقس
شذبت لحيتي بعد حمام ساخن
أحصيت النوافذ المضاءة
أعدت ترتيب الخزانة
تفقدت الأرقام التي يتعين علي حذفها
ماذا سأصنع؟
هذا الليل كثيف وطويل
كجلد فائض عن حدود الجسد