الذكاء الاصطناعى يثير جدلًا قبل الانتخابات فى كوريا الجنوبية.. ما القصة؟
بينما تستعد كوريا الجنوبية لانتخاباتها المقبلة، المقررة في العاشر من إبريل الجاري، تتصارع البلاد مع التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على عمليتها الانتخابية.
بالرغم من أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز المشاركة الديمقراطية، هناك أيضًا مخاوف بشأن إساءة استخدامه، حيث يمكن أن يساعد في انتشار المعلومات المضللة تزييف الحقائق.
واتخذت كوريا الجنوبية خطوات لمعالجة هذه المخاوف، مثل حظر المعلومات المضللة في الحملات السياسية، حسب مجلة التايم البريطانية.
على صعيد آخر، انتقاد البعض مثل هذه التدابير قد لا تكون كافية، مؤكدين أن الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهود لضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في السياسة.
فيما يعكس النقاش الدائر في كوريا الجنوبية الحوار العالمي الأوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في الديمقراطية.
أدوات الذكاء الاصطناعي في الانتخابات
توفر أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالأحزاب السياسية والمرشحين القدرة على عملية إنشاء التعهدات الانتخابية والخطب، وحتى الانتشار في وسائل الإعلام الخاصة بالحملات الانتخابية عبر الأغاني ومقاطع الفيديو التي ينشئها الذكاء الاصطناعي.
وحسب التايمز، تستخدم هذه التقنيات خوارزميات متقدمة لإنتاج نصوص ومقاطع صوتية ومرئية شبيهة بالإنسان من بيانات واسعة النطاق، لاسيما إن القدرة على توفير الوقت والتكاليف للمرشحين مع تصميم وعود الحملة الانتخابية بشكل فعال للناخبين على أساس الجنس والعمر والموقع توفر مزايا كبيرة، مما يتيح التواصل الشخصي والفعال مع الناخبين.
إساءة الاستخدام للذكاء الاصطناعي في الانتخابات
فيما يعتقد البعض، أنه من الممكن إساءة الاستخدام لهذه الأدوات، وقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى الإضرار ببعض المرشحين.
واندلع الجدل في كوريا الجنوبية قبل الانتخابات المحلية في يونيو 2022، عندما أنشأ أحد مؤيدي مرشح حزب قوة الشعب مقطع فيديو يظهر صورة رمزية مقدمة بواسطة الذكاء الاصطناعي للرئيس يون سوك يول وهو يؤيد مرشحهم.
أثار الحادث جدلًا حول ما إذا كان ينتهك قانون الانتخابات الرسمية العامة، وكذلك ما إذا كان ينتهك واجب الرئيس بالبقاء محايدًا أثناء الانتخابات.
ولمواجهة المعلومات المضللة ودعم العدالة الديمقراطية، حظرت الجمعية الوطنية المحتوى المزيف العميق الناتج عن الذكاء الاصطناعي في الحملات السياسية في غضون 90 يومًا من الانتخابات، حيث يمكن أن تؤدي انتهاكات هذا القانون إلى السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات أو غرامات تصل إلى 38000 دولار أمريكي (50 مليون وون).
كما وضع مراقبو الانتخابات أيضًا مبادئ توجيهية للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، فهو يفرض الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل السياسي، ويتطلب الكشف بوضوح عن أي محتوى مدعوم بالذكاء الاصطناعي لضمان عدم خداع الناخبين بالأكاذيب التي يولدها الذكاء الاصطناعي.
وبالنظر إلى مدى السرعة التي يمكن أن ينتشر بها المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة إزالته، فإن شركات التكنولوجيا في كوريا الجنوبية إلى جانب الهيئات الحكومية والسياسية تتبنى استراتيجيات إدارة يقظة.