د. محمد عفيفى: مسلسل «الحشاشين» يخدم محاربة الإرهاب.. والأهم من العامية والفصحى إيصال الرسالة
- حسن الصباح أثرى التنظيمات السرية وأصبح الملهم لكل الجماعات الإسلامية من بعده
- الذهن العربى لديه مشكلة فى السردية.. والفصل بين الدرامى والوثائقى سيأخذ وقتًا
اعتبر المؤرخ الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، أن مسلسل «الحشاشين» استطاع أن يعيد ما سماه «الفريضة الدرامية التاريخية الغائبة منذ سنوات»، والتصدى لمحاولات سحب البساط من الدراما المصرية، مشيرًا إلى أن أهمية المسلسل تكمن فى تناوله أحد أهم التنظيمات السرية فى الإسلام، والذى أصبح الملهم لكل الجماعات الإسلامية التى جاءت بعده.
وأوضح «عفيفى»، خلال حديثه بأولى حلقات الموسم الجديد من برنامج «الشاهد»، تحت عنوان «شهادات خاصة على الإخوان- الحشاشين»، الذى يقدمه الإعلامى محمد الباز على قناة «extra news»، أن استحضار التاريخ أمر ضرورى فى محاربة الإرهاب، خاصة أن التنظيمات الإرهابية لن تلبث أن تعود من جديد بعد القضاء عليها، لأنه لم تتم معالجة أخطاء الماضى التى أدت إلى ظهورها، مؤكدًا أن التصدى لهذه التنظيمات بعد ثورة ٣٠ يونيو كان خطوة فى الطريق الصحيح، لكن يجب استكمالها عبر مواجهة فكرية ومجتمعية، لتحصين الشباب من الوقوع فى أسر تلك التنظيمات.
■ فى البداية.. هل أسهم مسلسل «الحشاشين» فى عودة الدراما التاريخية من جديد؟
- بالطبع، مسلسل «الحشاشين» أسهم فى عودة الدراما التاريخية التى شهدت تراجعًا كبيرًا فى السنوات الماضية، وعودتها أمر يستحق التقدير والاهتمام، فلا بد من وجود الأعمال التى تسهم فى سرد التاريخ لتوعية الشباب والأجيال الجديدة.
و«الحشاشين» أعاد بشكل كبير الفريضة الدرامية التاريخية الغائبة منذ فترة، خاصة أن بعض الدول الإقليمية الأخرى أخذت هذا التراجع لحسابها، وبدأت تصنع دراما تاريخية وتسوقها فى العالم العربى، بما فيه مصر، وهذا أمر أسهم فى تحريف بعض الأمور التاريخية منها.
وأرى أن هذا يتسبب فى «غسيل مخ» لكثير من الشباب، بالإضافة إلى سحب الدور التاريخى للدراما المصرية بشكل عام، والدارما التاريخية بشكل خاص.
ونحن لا نقدر أن نقول إن هناك حقيقة تاريخية واحدة، ولكن هناك معالم أساسية لا يمكن تغييرها، فعلى سبيل المثال ثورة ١٩ حدثت فى عام ١٩١٩، وبالتالى لا يمكن تغييرها، لكن الحقيقة التاريخية أمر مختلف عليه كثيرًا.
■ برأيك.. هل استعادة الماضى مرة أخرى تتم بشكل كامل كما يعتقد البعض؟
- مصدر الخلاف على الحقيقة التاريخية الواحدة هو أن التاريخ حدث فى الماضى، وعند محاولة استعادته نجد مؤرخين يتجاهلون بعض الفترات أو يتم تهميشها، وبالتالى لا نستطيع استعادة الماضى كله بالشكل الذى كان عليه.
ودائمًا ما أقول لطلابى إن هناك دائمًا اختلافًا فى الروايات التاريخية، لذا لا توجد حقيقة تاريخية واحدة، واستعادة الماضى مرة أخرى لا تتم بشكل كامل كما يعتقد البعض، بل تقع تحت طائلة التهميش فى بعض الأحيان، أو التحريف أو التجاهل.
وهناك فصل فى النقد التاريخى يسمى «الحكى والحكاية وإعادة الحكى»، فهناك مسافات بين الثلاث كلمات، وبالتالى سنجد اختلافات من شخص لآخر، لذا لا نجد حقيقة تاريخية واحدة، فالكاميرا تصور شيئًا فى الدراما، وبالتالى فلدينا القدرة على تسليط الضوء على جانب معين، وفى المقابل نجد جوانب أخرى مخفية، وهذا أمر وراد فى السردية التاريخية.
■ هل الأعمال التاريخية فى الدراما أو السينما تعد أعمالًا وثائقية؟
- ذهن المشاهد العربى والمصرى على وجه الخصوص لديه مشكلة فى السردية التاريخية، وهذا بسبب عدم وجود ما يسمى «العمل الوثائقى» حتى وقت قريب، فكنا نتعامل مع الدراما التاريخية فى التليفزيون أو السينما على أنها وثائقية، حتى إن البعض كان يعتقد أن الفنان أحمد مظهر هو بالفعل صلاح الدين الأيوبى، وهذا بسبب عدم الاهتمام بالمواد الوثائقية.
وهذا الأمر أضر كثيرًا بالدراما التاريخية، إذ كنا نتعامل مع العمل الدرامى التاريخى على أنه «وثائقى»، وبالتالى سيأخذ الأمر وقتًا من أجل الفصل بينهما فى عقلية المتلقى، فالدراما التاريخية هى عمل روائى، والتعامل معها بشكل وثائقى فى الماضى كان سببه غياب العمل الوثائقى.
كما أن هناك أشياء يجب على كاتب السيناريو والمخرج أن يراعياها، مثل الملابس والمناخ، وعكس روح العصر التاريخى، فهذا يسهم فى جذب اهتمام المشاهد بالعمل.
ونحن نحتاج مع العودة للدراما المصرية التاريخية أن نهتم بورشة العمل، والعصف الذهنى الذى يثرى، من أجل كتابة الأحداث بشكل تاريخى مدروس، وأيضًا نحتاج لورشة عمل أخرى تهتم بالملابس وروح العصر التاريخى، فالورشة الدرامية تسهم فى تصحيح بعض الأمور التاريخية.
■ ما المقصود بالمراجعة التاريخية فى الأعمال الدرامية؟
- المؤرخ يساعد فى إظهار الجوانب المخفية عن الشخصية التى يكتب عنها، بالإضافة إلى التواريخ والأسماء.
وعلى سبيل المثال، فإن الأسماء فى الأعمال الدرامية التاريخية من الأمور المهمة، وبالتالى فدور الورشة الدرامية، التى تضم باحثين ومؤرخين، هو العمل على مساعدة النجوم فى نطق الأسماء والأداء، وهذه الورشة يستمر عملها حتى أثناء التصوير، من أجل تصحيح الأخطاء، وإن كانت هناك بعض الجوانب فى شخصيات الأعمال التاريخية تترك للاجتهاد مثل نبرة الصوت.
وأتذكر موقفًا جمعنى مع الفنان يحيى الفخرانى، الذى كان سيقدم وقتها شخصية محمد على باشا، وطلب منى معرفة نبرة صوته، وهذا صعب بسبب عدم توافر تسجيلات خاصة لصوته، أو وصف من قِبل المؤرخين فى عصره لنبرة الصوت، وحاولت معه التوصل إليها عبر تحليل نبرة الصوت الخاصة باللغة التركية، التى كان يتحدث بها، لعدم إتقانه اللغة العربية.
وهذا يدل على مدى الاهتمام بإيصال كل تفصيلة خاصة بالشخصية للمشاهد، خاصة فى الأعمال التاريخية.
■ كيف ترى الجدل الذى أثير حول استخدام العامية فى مسلسل «الحشاشين» منذ بداية عرضه؟
- أرى أن المساحة التى يتحرك فيها الفنان الذى يقدم العمل التاريخى كبيرة، وحتى بالنسبة لكاتب الرواية التاريخية، بسبب وجود فترات وجوانب بالتاريخ مسكوت عنها، سواء بقصد أو عبر تهميشها، فهذه الفترات تفتح مجالًا كبيرًا للإبداع لدى الكاتب والمخرج، وهنا تأتى أهمية الورشة الخاصة بالعصف الذهنى للعمل الدرامى التاريخى، وهناك ضوابط لخيال صناع العمل التاريخى، فلا نستطيع تغيير الثوابت والحقائق، أو سرد شخصيات لم تكن موجودة فى العصر الذى يحكى عنه.
والجدل حول مسلسل «الحشاشين» أرى أنه مبالغ فيه، خاصة فى مسألة اللغة، فالهدف الأول من العمل الدرامى، خاصة التاريخى، هو إيصال الرسالة عن طريق اللغة، وبالتالى فهى وسيط لنقل الهدف للمتلقى، والبعض طالب بأن تكون اللغة فى المسلسل هى الفصحى، ولكن أى فصحى؟ أهى فصحى «قرشية» أم فصحى القرن الأول الهجرى؟
والبعض قال إن العامية المصرية ستجعل من الصعب على المتلقى فى بلاد المغرب والخليج أن يتابع المسلسل، وهذا أمر خاطئ، فالعامية المصرية كادت أن تصبح اللغة العربية المعاصرة فى وقت من الأوقات، وعلى سبيل المثال كانت الدراما الإيرانية التى تقدم لنا تصدر بـ«لغة شامية»، ولم نجد هذا الجدل.
كما أن العامية المصرية تطورت فى الآونة الأخيرة بشكل كبير، وأيضًا فى العصرين المملوكى والعثمانى كان الناس يتكلمون بالعامية، والعربية الفصحى كانت مقتصرة على الأزهر فقط.
وأرى أن على السيناريست أن يأخذ بالحل الوسط، من خلال استخدام اللغة البسيطة بين الفصحى والعامية، فاللغة فى الدراما التاريخية بشكل عام تحتاج إلى دراسة كبيرة، والمثال فى ذلك فيلم «لورانس العرب»، وهو من أشهر الأعمال التاريخية على مدار عقود، فمخرج وكاتب السيناريو كان ذكيًا بشكل كبير فى استخدام المجاميع لنطق عدد من الكلمات العربية، من أجل الوصول لفكرة العصر الذى يكتب عنه.
■ لماذا كتبت مقالات عن طائفة «الحشاشين» القديمة رغم أنك متخصص فى التاريخ الحديث؟
- عندما قرأت رواية «سمرقند» لأمين معلوف، وهو كاتب فرنسى من أصل لبنانى، ومن أروع الكتّاب الذين كتبوا روايات بشكل عام، لفتت القصة انتباهى بشكل كبير، خاصة أنه تحدث فيها عن حسن الصباح وطائفة «الحشاشين»، ما أثار عندى الفضول لأقرأ أكثر عنهم، لأنى وجدت من خلال دراستى أن الجماعات السرية فى الإسلام مثيرة للجدل جدًا فى الحقيقة، ولم يتم الانتباه إليها بشكل كبير، سواء تاريخيًا أو دراميًا، رغم أنها مادة خام للدراما التاريخية، وأيضًا يمكن أن تنعكس على أحداث معاصرة.
وبعدها، قرأت عن «الحشاشين» كثيرًا، وأدركت أنهم جماعة سرية بامتياز، وأثرت فى كل الجماعات السرية التى جاءت بعدها، ورغم أنها انتهت كطائفة لكنها أصبحت الملهم لكل الجماعات الإسلامية التى ترفع السلاح بعد ذلك.
وقرأت أيضًا كتابًا تحدث عن إرهاب «الحشاشين» بشكل كبير، وفيه وجدت شهادات لبعض المعاصرين من مصادر لاتينية، منهم راهب من منطقة ألمانيا القديمة، يصف مدى العنف والرعب الذى انتشر فى أنحاء العالم الغربى بسبب «الحشاشين».
وقرأت كذلك كتابًا لمحمد عبدالله عنان، وهو واحد من كبار المؤرخين، وله كتاب عن الحركات السرية فى الإسلام، يوضح أن جماعة «الحشاشين» هى فى الحقيقة جماعة سرية استخدمت السلاح وكرست الإرهاب فى المجتمعات الإسلامية بعد ذلك.
ومن الشىء اللافت، أن هذه الجماعة لم تقدم للعالم الإسلامى أو الحضارة الإسلامية أو التاريخ العالمى أى شىء، لكنها تركت أثرًا مدمرًا، وعلى العكس فإن هذا الفرع من الشيعة الإسماعيلية لما تركوا السلاح واستقروا بدأوا يكتبون ويقدمون أشياء للحضارة الإسلامية.
■ لماذا نهاجم طائفة الحشاشين ونحتفى بالزعيم الإسماعيلى «أغا خان» المدفون فى مصر؟
- أتباع طائفة «الحشاشين» عندما رفعوا السلاح لم يقدموا شيئًا للإسلام، لكن عندما تركوا السلاح بدأوا فى تقديم عطاء حضارى، وبدأوا يقدمون فكرًا إسماعيليًا، وحتى فى لندن هناك مركز للفكر الإسماعيلى، وهو يصدر مطبوعات خاصة بهذا الفكر، ويطبع بالعربية والفارسية.
وطائفة «الحشاشين» تذكرنى بـ«الخوارج»، لأنهم أيضًا رفعوا السلاح لمئات السنين ضد الدولة الأموية والعباسية والفاطمية، وضد الجميع، ولم يقدموا شيئًا، ولكن عندما تركوا السلاح قدموا لنا أفكارًا وأصبحوا من أكثر الناس وداعة.
و«الحشاشين» و«الخوارج» من أهم الأمثلة التى تجعلنا نقول إن رفع السلاح لم يأتِ بنتيجة ولم يقدم شيئًا على مر التاريخ، ولم يقدم إسهامًا للحضارة الإسلامية ولا العالمية، لكن عندما يتم ترك السلاح يمكن تقديم أشياء مهمة، مثلما حدث مع الطائفة الإسماعيلية النزارية.
■ فى رأيك.. لماذا يتم استحضار هذه الطائفة فى عمل درامى؟
- استحضار طائفة «الحشاشين» فى عمل درامى يخدم محاربة الفكر الإرهابى، فالتاريخ ليس مجرد حكايات، فلو شعر أحد بالتعب وذهب للطبيب فإن أول شىء يسأل عنه الطبيب هو التاريخ المرضى، وبالمثل فإن دراسة الحضارة تحتاج أن نسأل عن التاريخ، وبعدها نضع روشتة العلاج للمستقبل، لأنى لا أستطيع أن أنظر للحاضر وأخطط للمستقبل إلا عندما أرى الماضى وأعالجه، ليس فى الطب فقط ولكن فى كل شىء أيضًا، مثل الأدب والعلم والسياسة وغيرها.
■ تاريخيًا.. ما أسباب ظهور جماعات إرهابية ترفع السلاح باسم الدين، وآخرها «داعش»؟
- الجماعات الإرهابية تظهر كل فترة بأشكال مختلفة، وآخرها جماعة «داعش»، لأننا لم نعالج مشاكل الماضى، وأسباب ظهور الجماعات المتطرفة، ولهذا السبب كل فترة تخرج علينا حركة جديدة تحمل السلاح باسم الدين.
وحسن الصباح، مؤسس «الحشاشين»، تحدث عن «الإمام المنتظر» والإمامة، وحسن البنا، مؤسس جماعة «الإخوان»، أعلن قيامها ردًا على سقوط الخلافة العثمانية، رغم أن الخلافة العثمانية مشكوك فيها، وعند الشيعة سنجد استعمال لفظ «الإمام»، وعند السنة سنجد استخدام كلمة «الخليفة».
وتنظيم «داعش» قام أيضًا من أجل إعادة الخلافة من جديد، لدرجة أن زعيمه أبوبكر البغدادى، وكل الجرائم التى قام بها، سنجدها قامت على أساس أنه «الخليفة»، وفى «داعش» أصدروا كتيبًا باسم «مد الأيادى إلى بيعة البغدادى»، وقالوا إن كل مسلم لم يمد يده للبيعة فهو كافر وخارج عن الإسلام.
أى أن مسألة الخلافة والإمامة هى أصل المشكلة، ونحن لم نعالج للأسف الشديد مشاكل الماضى، لأنها معنا وتتكرر، ويتم عبرها الضحك على أذهان الشباب بالحديث عن ضرورة إعادة الخلافة، وفى الحقيقة لا بد من إعادة حسم مشاكل الماضى بشكل كبير وإلا ستظهر مثل هذه الجماعات باستمرار، ومن الضرورى أن نهتم بالتاريخ، مع توعية الشباب بهذا الأمر، لأن مثل هذه الجماعات تلعب فى عقلية وأذهان وقلوب الشباب.
ويمكن أن نستشهد على ذلك بفترة «العشرية السوداء» فى الجزائر، فقد قال لى أحد أصدقائى الجزائريين إن الشباب لم تكن لديهم معلومات دينية، وللأسف وجدوا من يقدم لهم معلومات مضللة، وبالتالى استطاعوا الانتشار وتجنيد هؤلاء الشباب، لذا لا بد من التوعية بمثل هذه الأمور، لأنها المفتاح للأبواب التى تدخل منها الجماعات الإسلامية.
■ «حسن الصباح» صنعته الأسطورة والخرافة.. كيف ترى حرص الجماعات على أسطرة الشخص وإضافة الخرافات من حوله؟
- الجماعات دائمًا تلعب على عقول وقلوب الشباب، وهم يحتاجون إلى قائد وكاريزما وقدوة، ومن هنا يأتى الترويج لشخصية الزعيم أو القائد أو الملهم، وبالتالى فهذه وسيلة للسيطرة على الشباب، وتعطى لهم إيحاء بالأمن والسلام والسكينة، وهذه أزمة كبيرة جدًا فى التعامل مع الشباب، ولا بد من الاتجاه لملء الفراغ الثقافى والدينى لديهم، ومواجهة الحاضنة الاجتماعية، حتى لا يحدث تفريخ لأجيال جديدة من هذه الجماعات.
وعندما تأملت تاريخ جماعة الإخوان وجدت أنها تمت مواجهتها فى عام ١٩٤٨ والإعلان عن حل الجماعة، ثم عادت مرة ثانية وحدث صدام عنيف فى عام ١٩٥٤ بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحينها تم أيضًا حل الجماعة والقبض عليها، ثم عادت مرة أخرى فى عام ١٩٦٤، ثم حلت الجماعة ووجهت لها ضربة كبيرة فى عام ١٩٦٥، لكنها عادت فى السبعينيات بشكل كبير، وهكذا.
■ هل ترى أن الحسم والحزم فى التعامل مع التنظيمات الإرهابية عقب ثورة ٣٠ يونيو يعد خطوة فى الطريق الصحيح؟
- نعم، هو خطوة فى الطريق الصحيح، لكن لا بد من استكمالها عبر مواجهة فكرية ومجتمعية، ولا بد أن نواجه إمكانية عودة الجماعة من جديد، لقطع الطريق على الجماعة وأى حاضنة اجتماعية لها داخل المجتمعات المصرية والعربية.
■ كيف تقيّم أدبيات جماعة الإخوان تاريخيًا؟
- جماعة الإخوان لم تقدم أديبًا أو مؤرخًا كبيرًا، وقال لى أحد المفكرين، الذين كانوا يحسبون على الجماعة عقب ثورة ٣٠ يونيو: «فوجئت بأن الجماعة لما تولوا الحكم يسألوننى: نعمل إيه فى قضايا زى المرأة والأقباط والأقليات؟، فرددت عليهم: إنتوا مكنتوش حاسمين الأمور دى قبل الحكم؟!».
فالإخوان ليس لديهم مشروع فكرى ليقدموه، لذا نجد كتاباتهم التاريخية عن تاريخ مصر أو تاريخ الإسلام هى خطابات وعظية بشكل كبير، وخطابات خارج التاريخ، وتلعب على عواطف الشاب المسلم، وتقول إن الغرب وأتباعه يتآمرون على الإسلام والخلافة، وهى رواية خارج التاريخ.