قيادات "واحة السيليكون": المناطق التكنولوجية وفرت 12 ألف فرصة عمل للشباب
أكدت قيادات شركة «واحة السيليكون»، إحدى أذرع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتوطين التكنولوجيا، وتنفيذ المبادرة الرئاسية الخاصة بتوطين صناعة الإلكترونيات، أن مشروع إنشاء المناطق التكنولوجية نجح خلال سنوات قليلة فى تدشين ٤ مناطق صناعية بـ٤ محافظات، تضم عددًا من الصناعات الحديثة، بالإضافة إلى توفير نحو ١٢ ألف فرصة عمل للشباب، مع استهداف توفير ٥ آلاف فرصة عمل جديدة خلال عامى ٢٠٢٤ و٢٠٢٥.
وقال الدكتور عادل دانش، رئيس مجلس إدارة شركة «واحة السيليكون»، إن مشروع المناطق التكنولوجية هو مبادرة رئاسية انطلقت عام ٢٠١٦ لتكوين شراكة بين وزارة الاتصالات وهيئة المجتمعات العمرانية بوزارة الإسكان، لإنشاء ٤ مناطق متخصصة فى التكنولوجيا فى مدن برج العرب وأسيوط وبنى سويف والسادات باستثمارات تصل إلى نحو ٢ مليار جنيه.
وأوضح «دانش» أن فريق العمل تولى مسئولية المشروع فى فترة صعبة، بسبب جائحة كورونا، لكنه استطاع، رغم هذا، تحقيق عائدات جيدة للدولة بنسبة نمو ١٠٠٪ بنهاية عام ٢٠٢٣، لتتحول المناطق التكنولوجية من الخسارة إلى الربح، مع تحقيق متوسط نسبة إشغالات داخل المناطق الأربع تزيد على ٧٠٪، وتوقع نمو فى العائدات بنسبة تصل إلى ٣٥٪ خلال العام الجارى.
وأشار إلى أن الدولة منحت حزمة كبيرة من الحوافز لتشجيع وتحفيز المستثمرين، من بينها إعفاءات جمركية وضريبية، مع تحمل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا»، التابعة لوزارة الاتصالات، جزءًا من قيمة الإيجارات لمساعدة الشركات الناشئة والصغيرة على التواجد والعمل بتلك المناطق، بهدف خلق سوق متكاملة، وتوفير فرص عمل جيدة للشباب.
ولفت إلى أن وزارة الاتصالات شكلت مجالس إدارات متخصصة ولا مركزية لإدارة كل منطقة تكنولوجية، تضم أعضاء من المحافظة والإدارة المحلية لكل منطقة، وممثلًا من هيئة الاستثمار، ووزارات الاتصالات والإسكان والمالية، للتعامل مع المتطلبات اليومية لكل منطقة، وحل أي مشكلة تعوق العمل بها.
وبيّن أن تلك المجالس تعد وحدة عمل مصغرة تستطيع التغلب على أى تحديات تواجه المستثمرين والشركات العاملة بتلك المناطق، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة من الفريق التنفيذى لإدارة «واحة السيليكون».
وأضاف: «المشروع أصبح قاعدة حقيقية لتوطين صناعة الإلكترونيات، ضمن المبادرة الرئاسية (مصر تصنع الإلكترونيات)، وأصبحت منطقة أسيوط التكنولوجية تحتضن أول مصنع للهواتف الذكية بأيدٍ مصرية، وهو هاتف (سيكو)، فى حين احتضنت منطقة السادات بالمنوفية أكبر مصنع للساعات الذكية وإكسسوارات الهواتف الذكية».
وأكد «دانش» أن المناطق التكنولوجية حققت طفرة كبيرة فى توطين التكنولوجيا، ووفرت الآلاف من فرص العمل بالأقاليم، كما نجحت فى جذب الشركات خارج نطاق القاهرة الكبرى، ووظفت الآلاف من الشباب بمحافظتى بنى سويف وأسيوط، بالإضافة إلى توفير التدريب اللازم لخريجى الجامعات بالصعيد.
وتابع: «وفرت المناطق التكنولوجية، أيضًا، الآلاف من فرص العمل ببرج العرب، فى مجالات متعددة، من بينها التعهيد و(الكول سنتر) والخدمات العابرة للحدود، فى حين وفرت المنطقة التكنولوجية بالسادات قيمة مضافة للمستثمرين وأصحاب المصانع، عبر تقديم خدمات الدعم الفنى لرواد المنطقة الصناعية بالمدينة».
وحول ما تحقق على أرض الواقع، أوضح المهندس هاشم منسى، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة «واحة السيليكون»، أن مشروع المناطق التكنولوجية نجح رغم التحديات الكبيرة فى تنفيذ المطلوب منه، ليصبح مشروعًا قوميًا كبيرًا لتوطين التكنولوجيا والصناعات الإلكترونية، وجذب الشباب نحو مجالات المستقبل.
وقال: «الإشغالات بالمناطق التكنولوجية الأربع فاقت التوقعات، ورغم الظروف الاقتصادية الراهنة بلغت الإشغالات ١٠٠٪ بمنطقة بنى سويف، ونحو ٨٠٪ بمنطقة برج العرب، وأكثر من ٦٥٪ بأسيوط، و٥٠٪ بالسادات، لكونها آخر منطقة تم إنشاؤها»، مؤكدًا أن تلك المناطق أصبحت مراكز رقمية لتدريب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.
وأرجع «منسى» ذلك النجاح الكبير إلى تغير التشريعات الخاصة بالاستثمار، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم المستثمرين، وتعديل قانون الاستثمار وإصدار لائحته التنفيذية، مؤكدًا أن هذا حقق طفرة كبيرة فى جذب الاستثمارات لمصر.
وتابع: «تكامل تغير التشريعات مع جهود وزارة الاتصالات للترويج للفرص الاستثمارية بتلك المناطق، ما أسهم فى مزيد من جذب وتوطين التكنولوجيا، خاصة بعد قيام هيئة الاستثمار بمنح إعفاءات جمركية وضريبية على معدات التصنيع، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما أسهم فى ارتفاع نسبة الإقبال على المناطق التكنولوجية، والوصول إلى نسب إشغالات جيدة».
ولفت إلى أن الشركة تدرس حاليًا عدة خيارات للاستفادة بأفضل طريقة ممكنة من المناطق التكنولوجية الأربع فى مراحلها التالية، منوهًا إلى أنه يتم حاليًا إجراء دراسات جدوى والتفاوض مع بعض المستثمرين العاملين فى مجالات الضيافة والفندقة لإنشاء فندق لخدمة رواد تلك المناطق، مع التوسع فى الأنشطة بها، وتوطين الصناعات الخاصة بتخزين المعلومات ومراكز البيانات وعدد من التكنولوجيات الحديثة.
ولفت «منسى» إلى أن تصميم وإنشاء تلك المناطق التكنولوجية راعى أن تكون مبانيها صديقة للبيئة، وتعمل بالطاقة الخضراء، مع استخدام الطاقة الشمسية فى الإنارة، بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات الناتجة عن المصانع، وعدم استخدام أى مواد تؤدى إلى زيادة انبعاثات الكربون، لتصبح جزءًا من خطة التحول إلى المشروعات الخضراء.