"تايم": بايدن يضغط على إسرائيل ويعد بمساعدات لغزة فى خطاب حالة الاتحاد
استغل الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطابه السنوي عن حالة الاتحاد، للضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والسعي إلى حل الدولتين بمجرد انتهاء الحرب؛ حيث قال إن "الحل الحقيقي الوحيد هو حل الدولتين"، وسط تصفيق حار من الديمقراطيين.
وبحسب ما أوردته مجلة "تايم" الأمريكية، فقد حث بايدن ليلة الخميس، على وقف إطلاق النار وأنه على إسرائيل تقديم الإغاثة الفورية للفلسطينيين المحاصرين في غزة التي مزقتها الحرب.
بادين: المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون اعتبارًا ثانويًا أو ورقة مساومة
وقال: "إلى قيادة إسرائيل أقول هذا: المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تكون اعتبارًا ثانويًا أو ورقة مساومة، حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".
ولتحقيق هذه الغاية، قال بايدن إن الجيش الأمريكي سيبني رصيفًا عائمًا قبالة قطاع غزة لتوصيل أطنان من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في القطاع الساحلي المحاصر.
وأضاف "أن إنشاء رصيف مؤقت سيمكن من زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم. لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض".
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يستمر فيه الهجوم الدموي الإسرائيلي في إحداث أزمة إنسانية خطيرة في غزة.
وأشار بايدن إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني ونزوح ما يقدر بنحو1.7 مليون شخص، فضلًا عن نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، مع استشهاد ما لا يقل عن 15 طفلًا خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية والجفاف.
بايدن دفع ثمنًا سياسيًا لدعمه الحرب الإسرائيلية
وفي خضم مشاهد المعاناة هذه، قالت "تايم" أن بايدن دفع ثمنًا سياسيًا؛ حيث في مواجهة تمرد التقدميين بسبب دعمه للحرب الإسرائيلية، وصلت معدلات تأييده إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.
وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "سيينا" مؤخرًا، أن 23% فقط من الناخبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية قالوا إنهم متحمسون له.
وعلى مدى الأشهر الخمسة الماضية، منذ أن بدأت إسرائيل قصفها الدموي في غزة، نادرًا ما كان بايدن قادرًا على الذهاب إلى أي مكان علنًا دون مطالبة المتظاهرين بوقف إطلاق النار.
أكثر من 100 ألف ديمقراطي بأصوات احتجاجية لصالح "غير الملتزمين" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية
وقد وجد الناخبون طرقًا أخرى للتعبير عن استيائهم. وفي ولاية ميشيجان، موطن أكبر جالية عربية أمريكية في البلاد، أدلى أكثر من 100 ألف ديمقراطي بأصوات احتجاجية لصالح "غير الملتزمين" في الانتخابات التمهيدية الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي. ورأى النقاد ذلك علامة تحذير خطيرة محتملة؛ حيث انتزع بايدن الولاية المتأرجحة الحاسمة في عام 2020 بأغلبية 150 ألف صوت تقريبًا.
وكان بعض هؤلاء الديمقراطيين الساخطين موجودين في قاعة مجلس النواب ليلة الخميس. كان كل من النواب رشيدة طليب، وكوري بوش، وسمر لي يرتدون الكوفية، وهو الوشاح الذي ارتداه الراحل ياسر عرفات والذي تحول إلى رمز للقومية الفلسطينية.
وبينما كان بايدن يتحدث عن الحرب بين إسرائيل وحماس، رفعت "طليب وبوش" لافتات كتب عليها "وقف دائم لإطلاق النار الآن" و"أوقفوا إرسال القنابل".
وبينما يكافح بايدن لإقناع نتنياهو بتقليص المجهود الحربي الإسرائيلي، فقد قام بتكثيف تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وفي الأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة بإسقاط مساعدات جوية على القطاع. وفي يوم الخميس، قبل ساعات من خطاب بايدن، أسقطت الولايات المتحدة 38 ألف وجبة عسكرية إضافية على غزة.
وبحسب "تايم" فإنه بالنسبة لمنتقدي إسرائيل في واشنطن، فإن هذا أبعد ما يكون عن أن يكون كافيًا. وهم يريدون من أمريكا أن تمارس نفوذها على إسرائيل من خلال التهديد بقطع المساعدات العسكرية ما لم توقف إسرائيل أعمالها العدائية.
وتخصص الولايات المتحدة حاليًا 3.8 مليار دولار سنويًا للدولة اليهودية بناءً على اتفاق عام 2016 بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، وقد طلب البيت الأبيض مؤخرًا من الكونجرس الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 14 مليار دولار لمساعدة حليفته على هزيمة حماس.