كاتب أمريكى: إسرائيل تدمر أى بقايا للحياة فى قطاع غزة
قال الكاتب الأمريكي، ديفيد إجناتيوس، إن ما يجري في قطاع غزة يكشف عن درجات غير مسبوقة من الرعب والمعاناة التي يعيشها سكان القطاع الفلسطيني في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضح ديفيد إجناتيوس، في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست"، أن مقاطع الفيديو التي تم التقاطها بطائرات دون طيار يوم الخميس فوق مدينة غزة تظهر مستوى جديدًا من الرعب لهذا الصراع، فقد أظهرت مئات الأشخاص، وهم يحتشدون يائسين منتظرين قافلة من شاحنات الغذاء للحصول منها على أي شيء يسد جوعهم.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن القوات الإسرائيلية فتحت النار على هؤلاء الذين انتظروا المساعدات في ظل التدافع الشديد للحصول على المساعدات، ليؤدي إلى خسائر مروعة مخلفة أكثر من شهيد 100 فلسطيني، فيما أصيب 700 آخرون.
وتابع: "بالنسبة لي، كان الأمر أشبه بمشاهدة نسخة واقعية من فيلم (أمير الذباب)، الذي يصور الجحيم على الأرض عندما يختفي النظام والأمن، وتصبح الحياة معركة بدائية من أجل البقاء، ورغم أن هدف حرب إسرائيل هو تدمير حركة حماس، ولكن من المؤسف أنها تدمر أيضًا أي بقايا للحياة في غزة".
فشل مخططات نتنياهو في غزة
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن الرئيس حو بايدن قال، أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة ستبدأ في إسقاط المساعدات جوًا للفلسطينيين، موضحًا أن عمليات الإنزال الجوي الأمريكية ستمثل التدخل الأمريكي الأكثر دراماتيكية حتى الآن في غزة.
وأكد الكاتب الأمريكي أن إدارة بايدن ترى في هذا الحادث بمثابة خلاصة لما حدث من خطأ في غزة، فقد قال مسئول كبير في الإدارة إنه ليست لدى إسرائيل خطة للحفاظ على النظام، وقد "رفض" المسئولون الإسرائيليون التحذيرات الأمريكية بشأن خططهم المشوشة "لليوم التالي"، لذا هذه الأحداث الأخيرة تشير إلى أن خطة إسرائيل المعلنة للسيطرة الفضفاضة على غزة من قبل العشائر والقادة المحليين هي خطة جوفاء في جوهرها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، إن الحكم المستقبلي في غزة يجب أن يكون "إدارة مدنية من قبل مجموعات محلية" غير تابعة لحماس، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك قال، يوم الجمعة في مجلة فورين أفيرز، إنه "من الناحية العملية، فإن هذا يعني تمكين عدد من العائلات ذات النفوذ في غزة، وبعضها متورط في الجريمة المنظمة".
ورغم تنصل إسرائيل من مسئولية إطلاق النار على المساعدات، يمكن أن تتغير الصورة مع استمرار ظهور التفاصيل، بحسب الكاتب الأمريكي، مشيرًا إلى أن سبب معظم الوفيات في غزة يأتي بالأساس بعد أشهر من الجوع والمعاناة، عندما شنت إسرائيل ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، فقد تم قصف المدنيين الفلسطينيين لإخراجهم من منازلهم، ودفعوا إلى مخيمات اللاجئين، وحرموا من الغذاء والصرف الصحي.