رحيل عالم المصريات "يان أسمان" الحائز على جائزة السلام الألمانية
رحل عالم المصريات الألماني "يان أسمان" أستاذ المصريات بجامعة هايدلبرج، عن عمر ناهز 86 عامًا بعد صراع طويل مع المرض في كونستانز بألمانيا، حسبما أعلنت جامعة هايدلبرج الألمانية.
تخصص أسمان في علوم المصريات والأديان، وعاش في مصر فترات طويلة لدراسة الآثار والتاريخ المصري القديم، وصدر العديد من الكتب والأبحاث على مدار نصف قرن، ترجم معظمها إلى اللغة العربية.
ومن أبرزها مؤلفات عالم المصريات يان أسمان، كتاب " الموت والعالم الآخر في مصر القديمة" الصادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، وكتاب "موسى المصري" الصادر عن دار الجمل في بيروت، وكتاب"جدل السلطة والمقدس" الصادر عن مكتبات البحر الأحمر بالقاهرة.
محطات في حياة يان أسمان
عكف يان أسمان، في دراساته، حول البحث عن مدى تأثير الثقافة والدين في مصر على التاريخ الفكري والأديان الأوروبية اليوم، وشغل منصب أستاذ المصريات في هايدلبرج في الفترة بين عامي 1976 حتى2003، وعمل أستاذا فخريا للعلوم الثقافية العامة ونظرية الأديان في جامعة كونستانتس، وعمل أستاذا زائرا في باريس والولايات المتحدة (جامعات هيوستن وييل وشيكاغو) وأوكسفورد، وجامعة ييل والقدس وغيرها، وحصل على جائزة السلام الألمانية في عام 2018.
تركزت أعماله البحثية على العمل الميداني في أبحاث الكتابات الأثرية في مصر القديمة والتاريخ والأدب وديانة مصر القديمة ونظرية الثقافة من كتبه: الذاكرة الحضارية، التوحيد والألوهية الكونية، والحياة الآخرة في مصر، مصر في الذاكرة الحضارية الأوروبية، موسى المصري، وجدل السلطة والمقدس، والدين الشمولي.
وفي عام 1978، قاد مشروعًا بحثيًا في الأقصر بصعيد مصر وشارك أيضًا في أعمال التنقيب في جنوب مصر، وهو مؤلف العديد من الكتب والمقالات عن الدين والتاريخ والأدب والفن المصري، كما بحث في إصلاحات الفرعون أخناتون على الديانات الأخرى.
"يان أسمان" مؤلف نظرية "الذاكرة الثقافية"
وبصفته عالم مصريات، فهو صاحب نظرية "الذاكرة الثقافية" مع زوجته أليدا أسمان، كما بحث في نشأة التوحيد واستقبال مصر في الثقافة الأوروبية، وأشادت وزيرة الثقافة الألمانية كلوديا روث (من حزب الخضر) بدراسات أسمان ووصفته بأنه "أحد علماء المصريات الرائدين في عصرنا، والذي كان له تأثير يتجاوز مجاله بكثير وكان يعتبر عالمًا دينيًا وثقافيًا بارزًا".
وحصل يان أسمان، على العديد من الجوائز الأخرى عن أعماله، منها جائزة المؤرخ الألماني، وجائزة توماس مان، وجائزة سيجموند فرويد العلمية.