المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى: نرفض تهجير الفلسطينيين ومعاناتهم يصعب وصفها
أشاد لويس بوينو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدور مصر فى إيصال المعونة الإنسانية إلى سكان غزة، ودعم بناء السلام فى الشرق الأوسط، واصفًا القاهرة بأنها «فاعل استراتيجى»، مشددًا على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والحاجة إلى هدنة إنسانية جديدة فى قطاع غزة فى أسرع وقت، بعد أن أصبح ٨٥٪ من سكان القطاع نازحين، و١٠٠٪ منهم يعانون انعدام الأمن الغذائى الحاد.
وأشار «بوينو»، فى حوار خاص لـ«الدستور»، إلى أن الاتحاد الأوروبى خصص ١٢٥ مليون يورو كمخصص أولى للتمويل الإنسانى للفلسطينيين فى عام ٢٠٢٤، وناقش مؤخرًا مع الشركاء العرب إمكانية عقد مؤتمر دولى للسلام فى الأشهر المقبلة، مؤكدًا أنه لا يمكن إنهاء النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا بحل الدولتين، وأن غزة جزء من المسألة الفلسطينية الأوسع، ولا يمكن التعامل معها بمعزل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية.
■ كيف ترى الوضع الإنسانى فى قطاع غزة حاليًا؟
- لا توجد كلمات لوصف الصور الفظيعة لمعاناة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء فى قطاع غزة، خاصة الأطفال، فقد كانت هجمات السابع من أكتوبر رعبًا، لكن هذا الرعب لا يبرر رعبًا آخر فى قطاع غزة، خاصة مع تدمير ٦٠٪ من المساكن والبنية التحتية، حيث تصف الجهات الفاعلة الإنسانية غزة بأنها مكان غير صالح للعيش فيه.
وهناك حاجة إلى هدنة إنسانية جديدة الآن، فالوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، بعد أن أصبح ٨٥٪ من سكان القطاع نازحين، ويعيشون غالبًا فى العراء، ويواجهون خطر المجاعة والمرض.
وبالفعل، كانت الأمم المتحدة واضحة، لأن الوضع الإنسانى وتداعياته على المدنيين فى غزة كارثى، حيث يحتاج السكان بشدة إلى الغذاء والماء والوقود والكهرباء والرعاية الطبية، فضلًا عن المأوى الآمن، ويجب استعادة إمكانية الوصول إلى هذه الضروريات بشكل عاجل.
■ وماذا عن دعم الاتحاد الأوروبى المدنيين والنازحين فى القطاع؟
- يقوم الاتحاد الأوروبى بدوره للمساهمة فى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، وكان هناك بعض الخطوات الإيجابية، مثل فتح معبر كرم أبوسالم، لكن من الواضح أن هناك حاجة إلى المزيد من الخطوات، كما يجب زيادة المساعدات الإنسانية وإمكانية الوصول إليها بشكل كبير.
وقد حشد الاتحاد الأوروبى ١٢٥ مليون يورو كمخصص أولى للتمويل الإنسانى لعام ٢٠٢٤ لصالح الفلسطينيين، بالإضافة إلى التمويل المخصص لهم فى عام ٢٠٢٣ بقيمة ١٠٣ ملايين يورو.
ومنذ عام ٢٠٠٠، قدم الاتحاد الأوروبى أكثر من ١.٠٨ مليار يورو مساعدات إنسانية، للإسهام فى تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.
■ ما موقف الاتحاد من الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة؟
- كما قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن مزيدًا من القتلى المدنيين والدمار والمعاناة للفلسطينيين فى قطاع غزة والضفة الغربية لا يمكن أن يساعد فى هزيمة حركة «حماس» وتحقيق مزيد من الأمن لإسرائيل، فهناك ضرورة ملحة لوقف القتال فى غزة ولتجنب المزيد من الخسائر فى صفوف المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية الكافية، وللإفراج أيضًا عن الرهائن والمحتجزين.
وقد شعرنا بصدمة عميقة من نتائج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى فى غزة، وتشير التقديرات الأممية إلى أن ١٠٠٪ من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائى الحاد، ونعتقد أن هذا الأمر بمثابة جرس إنذار للعالم أجمع للعمل الآن لمنع وقوع كارثة إنسانية مميتة.
■ كيف ترى الدور المصرى فى إدخال المساعدات للفلسطينيين والوساطة فى مفاوضات وقف إطلاق النار؟
- نعرب عن تقديرنا الدور الحاسم الذى تلعبه مصر فى إيصال المعونة الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، وفى توفير الرعاية الصحية للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من القطاع، وفى التفاوض بشأن الهدنة الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن فى نوفمبر الماضى. وفيما يتعلق ببناء السلام فى الشرق الأوسط، فإن مصر ليست شريكًا استراتيجيًا فقط، وإنما فاعل استراتيجى بذاته، فلا يمكن فعل أى شىء دون مشاركة مصر وموافقتها فى أى عملية يمكن أن نتخيلها من أجل بناء السلام.
■ من وجهة نظركم.. ما الحل الأنسب للقضية الفلسطينية؟
- لا حل إلا حل الدولتين، فلا يمكن إنهاء النزاع إلا إذا كانت للفلسطينيين دولة مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيلية آمنة ومعترف بها ومندمجة فى المنطقة، وتقيم علاقات إيجابية ودافئة مع لبنان والسعودية والدول الأخرى كلها فى المنطقة، فهذه هى الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام. ونحن نتحدث عن هندسة عكسية للسلام، فلا مزيد من خرائط طريق تتألف من خطوات نعرف سلفًا أنها لن تتحقق، بل علينا أن نبدأ من النقطة النهائية التى تنص على سلام إقليمى شامل، وكيف يمكن أن يكون ذلك؟، وماذا يعنى سلامًا كهذا إلى جانب سلام فلسطينى- إسرائيلى؟، وماذا يترتب على ذلك بشأن الأمن الإقليمى والتكامل الاقتصادى واتفاقيات المياه والطاقة وتغير المناخ وتكامل منطقة الشرق الأوسط؟، وأيضًا مع أوروبا والأمريكيين؟
لذا، فنحن بلا شك نحتاج إلى الأمريكيين والإسرائيليين.
■ كيف تنظرون إلى الدعوات المستمرة من قبل وزراء فى الحكومة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين سواء إلى مصر أو أوروبا؟
- تصريحات بعض ممثلى الحكومة الإسرائيلية حول جعل الحياة مستحيلة للمدنيين فى غزة من أجل إجبارهم على المغادرة مثيرة للقلق وضارة وخطيرة، لذا يجب حماية المدنيين فى غزة، كما أن التلميحات إلى التهجير القسرى غير مقبولة على الإطلاق.