صمت واشنطن عن إبادة سكان غزة يفضح ازدواجية معايير أمريكا
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ126 على التوالي، وسط دعوات دولية لوقف فوري لإطلاق النار، وإرغام إسرائيل على وقف أعمال الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع الذين هدمت بيوتهم وحالت آلة الحرب الإسرائيلية بينهم وبين مستلزمات الحياة الطبية والغذائية، في وقت تواصل الولايات المتحدة دعم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة بالمال والسلاح.
ولم تسمح الولايات المتحدة لمجلس الأمن باتخاذ قرار يفضي إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، فيما لا تتوقف عن الجهر بالدعم المطلق واللامحدود لحكومة الاحتلال، وهو نهج ينظر إليه على أنه انحياز أعمى لآلة القتل الصهيونية، وانتهاك صارخ لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، والتي تدعي واشنطن أنها تحميها حول العالم، وتتخذها ذريعة للتدخل في شئون الدول.
ومنذ أعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو المتطرفة، ارتقى ما يقارب 30 ألف شهيد، فضلًا عن عشرات آلاف المصابين والمفقودين، في عملية انتقامية غير مسبوقة في كل الحروب السابقة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، غير عابئة بالمناشدات الدولية وقرارات الأمم المتحدة بوقف الحرب والدخول في عملية مفاوضات تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
وفي مفارقة غريبة، رغم استمرار الحرب ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية، علقت أكثر من 15 دولة بقيادة الولايات المتحدة تمويلها لوكالة غوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي أعلنت عن أنها سوف تضطر لإنهاء عملياتها بحلول نهاية فبراير الجاري.
ازدواجية الولايات المتحدة في التعامل مع الوضع في قطاع غزة صارت حديث الصحف العالمية، حين سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على المسألة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا ونظيرتها المشتعلة في قطاع غزة، والتي كشفت عن النفاق الوطني الأمريكي الصارخ وفقدان مصداقيتها والإضرار بنفوذها العالمي.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دافع عن أساليب إسرائيل في حرب غزة بعد فترة وجيزة، من إدانته نفس الأساليب التي اتبعتها روسيا في صراع أوكرانيا.
وتابعت أن النفاق الأمريكي وازدواجية المعايير أصبح لها بالفعل تأثير حقيقي على العلاقات بين الشمال والجنوب العالمي، والغرب والشرق، ما يخلق عواقب قد يتردد صداها لعقود من الزمن، قد تقول إدارة بايدن، المترددة في تغيير المسار، إن أوجه التشابه بين غزة وأوكرانيا بعيدة كل البعد عن الدقة، ولكن يبدو أنها تعرف أيضًا أنها تفقد الدعم الدبلوماسي تدريجيًا.
وأضافت أنه عندما تنضم إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة ثماني دول أخرى فقط، بما في ذلك ميكرونيزيا وناورو، كما حدث عندما رفضت قرار وقف إطلاق النار في غزة في ديسمبر، فمن الصعب القول إن أمريكا تظل الأمة التي لا غنى عنها.