فرانس برس: حرب غزة تشل حركة السياحة الإسرائيلية بعد الوباء
أدت الحرب الصهيونية على غزة، والتي دخلت شهرها الخامس إلى ضرب صناعة السياحة في إسرائيل بأزمة جديدة في الوقت الذي بدأت فيه بالتعافي من جائحة كوفيد.
وتشكل السياحة نحو 3% من الاقتصاد الإسرائيلي وتوظف نحو 200 ألف إسرائيلي بشكل مباشر، بحسب وزارة السياحة في الكيان الصهيوني.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير، لها الخميس، إنه في مدينة الناصرة التوراتية في إسرائيل، أصبحت الكنيسة فارغة والمطاعم والمحلات التجارية التي تزدهر عادة بالحجاج المسيحيين مغلقة، والعديد من الفنادق مغلقة منذ أشهر.
وأضافت: أن "اقتصاد الناصرة، الواقعة في تلال شمال إسرائيل، يعتمد بشكل كبير على الحجاج المسيحيين، ما يجعلها رائدة لصناعة السياحة الإسرائيلية بشكل عام".
وأشارت إلى أنه حتى خلال الموسم المنخفض على التقويم السياحي السنوي، كانت المدينة فارغة على نحو غير عادي.
وأكدت أن السياحة الأجنبية إلى إسرائيل، تبخرت مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر- وتسارعت هذه العملية بسبب قيام العديد من شركات الطيران بإلغاء رحلاتها إلى إسرائيل، ما أدى إلى توقف المرشدين السياحيين وموظفي الفنادق وسائقي الحافلات وغيرهم عن العمل.
ونقلت عن وزارة السياحة، أن "نحو ثلاثة ملايين شخص فقط زاروا إسرائيل بحلول نهاية عام 2023".
ولفتت إلى أن العديد من الفنادق الإسرائيلية، تتلقى الآن تمويلًا حكوميًا لإيواء الإسرائيليين الذين شردتهم الحرب- من المناطق القريبة من غزة ومن على طول الحدود الشمالية مع لبنان، التي هزتها النيران عبر الحدود مع جماعة حزب الله اللبنانية. لكن الشركات الصغيرة مثل فوزي عازار ظلت في وضع حرج.
تأثير 7 أكتوبر
وقالت مروة طه أبو راني، مديرة نزل فوزي عازار في البلدة القديمة وهو جزء من مجموعة نزل أبراهام، ويقع في "منزل كبير يعود إلى القرن التاسع عشر": "شعرنا أن توافد السياح بدأ يتحسن نهاية سبتمبر/ بداية أكتوبر. ولكن مع اندلاع الحرب ألغيت الحجوزات المستقبلية".
أضافت أبو راني في تصريح للوكالة الفرنسية: "نحن لا نعمل على الإطلاق". "لا يوجد أحد".
وتابعت "أنه من المتوقع أن تجتذب البلاد 5.5 مليون زائر في عام 2023، أي أكثر بمليون زائر من الرقم القياسي المسجل في عام 2019. لقد غير السابع من أكتوبر كل ذلك".
سنة ضائعة
وقال بيليج ليوي، أحد كبار مستشاري وزير السياحة الإسرائيلي، إن الأزمة الجديدة التي يعاني منها القطاع بسبب الحرب لم يكن من الممكن أن تأتي في وقت أسوأ.
وقال: "2023 كان العام الذي تعافينا فيه من كوفيد، وكان من المفترض أن يكون العام الأكثر نجاحًا في تاريخ إسرائيل".
قال ميشيل سترافشينسكي، الخبير الاقتصادي في الجامعة العبرية في القدس إن "الحروب الكبرى السابقة التي خاضتها إسرائيل- في عام 2006 ضد حزب الله وفي عام 2014 ضد حماس- استمرت أقل من شهرين وكان تأثيرها الاقتصادي محدودًا".
أضاف: "والآن انخرطت إسرائيل في قتال منذ أكثر من أربعة أشهر مع الجماعتين المسلحتين، واستدعت مئات الآلاف من جنود الاحتياط، ولا تظهر نهاية في الأفق في أي وقت قريب".
وتابع: إن التأثير الاقتصادي لهذه الحرب سيكون "من الواضح" أكبر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فقدان السياحة الأجنبية.
وقال إنه في الربع الرابع من العام الماضي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنحو ثلاثة في المئة.
وأردف: "فيما يتعلق بعام 2024، فإن الأمور تعتمد بشكل كامل على المدة التي ستستغرقها هذه الحرب، وكذلك ما إذا كانت ستكون هناك مواجهة أعمق في الشمال".