حصاد الـ55.. "الدستور" ترصد أبرز المشاهد والإصدارات فى معرض الكتاب
اُختتمت فعاليات الدورة الـ٥٥ من معرض القاهرة الدولى للكتاب، اليوم الثلاثاء، التى حفلت منذ انطلاقها، يوم ٢٥ يناير الماضى، بالعديد من الفعاليات المتنوعة، وشهدت إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق، على مدى ١٢ يومًا متواصلًا.
وعُقدت الدورة الـ٥٥ من معرض القاهرة الدولى للكتاب تحت شعار: «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، وحلّت مملكة النرويج ضيف شرف عليها، بينما تم اختيار اسمى عالم المصريات الدكتور سليم حسن، والكاتب يعقوب الشارونى، كشخصيتى المعرض ومعرض كتاب الطفل بالترتيب.
«الدستور» كانت حاضرة فى «العُرس الثقافى» لمدة قاربت الأسبوعين، وتنقل لكم خلال السطور التالية أبرز المشاهد التى رصدتها من هناك.
عدد الزوار يقترب من 5 ملايين زائر فى 12 يومًا
اصطفاف زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب فى طوابير أمام بوابات الدخول، ليس ظاهرة جديدة، وإنما معتادة فى كل الدورات السابقة تقريبًا، لكنها زادت بقوة هذا العام، فى مشهد أكد الحضور الاستثنائى للدورة الـ٥٥.
وكانت الطوابير تمتد وتلتف حتى تصل البوابات بعضها ببعض، فى مشهد يعكس الاهتمام الكبير لدى المصريين بهذا الحدث الثقافى، وسط تقديم المسئولين عن التنظيم كل التيسيرات اللازمة لتحقيق السيولة المطلوبة، ما أسهم فى عدم وجود زحام، رغم استقبال مئات الآلاف من الزوار يوميًا.
وانعكس هذا على الأرقام التى حققها معرض الكتاب على مدار أيامه الـ١٢، ليتجاوز إجمالى عدد زائرى النسخة الـ٥٥، خلال ١٠ أيام فقط من استقبال الجمهور، إجمالى عدد زائريه فى كل أيامه خلال العام الماضى.
ووصل عدد زائرى معرض القاهرة الدولى للكتاب، يوم السبت الماضى الموافق ٣ فبراير الجارى، إلى ٣٠٥ آلاف و١٨٥ زائرًا، ليتجاوز إجمالى زوار المعرض ٤.٥ مليون زائر، مساء أمس الأول، ويقترب من ٥ ملايين فى نهاية اليوم الأخير.
نجاح كبير لـ««مؤتمرات اليوم الواحد» و«ديوان الشعر المصرى» و«استعادة طه حسين»
استحدث معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٥٥ فعالية «مؤتمر اليوم الواحد»، التى من خلالها تم تنظيم عدة مؤتمرات مهمة، كان من بينها: «تقنيات الذكاء الاصطناعى»، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، و«الترجمة عن العربية- جسر للحضارة»، بمشاركة وزارتى «الثقافة» و«الأوقاف» وعدد من المؤسسات المصرية والعربية، و«الملكية الفكرية.. حماية الإبداع فى الجمهورية الجديدة»، و«طه حسين»، و«نازك الملائكة».
ولم تكن المؤتمرات هى الفعالية الوحيدة التى استحدثتها الهيئة المصرية العامة للكتاب فى الدورة الـ٥٥ من معرض القاهرة، بل استحدثت أيضًا مجموعة من المشروعات الثقافية المهمة، بداية من «ديوان الشعر المصرى»، وهو المشروع الذى عمل عليه الشاعر الكبير أحمد الشهاوى، ونُشرت ٦ دواوين من خلاله.
و«ديوان الشعر المصرى» وسيلة للتعريف بشعراء مصريين من الرعيل الأول والحقب التاريخية القديمة، الذين لهم منتج عظيم يؤكد ريادة الشعر المصرى منذ القدم، ويدحض المقولة التى يتشدق بها البعض من أن «مصر تكتب الرواية ولم تعرف الشعر قديمًا».
واستهدف المشروع نشر مختارات من دواوين شعراء مصريين عاشوا فى الحقبة الممتدة من بعد انقضاء قرون قليلة على اعتماد العربية لغة رسمية لمصر، حتى منتصف القرن الميلادى التاسع عشر، أى خلال نحو ١٠٠٠ سنة.
وقدمت السلسلة عددًا من العناوين، من بينها «يا شقيق الروح من جسدى» لابن سناء المُلك، و«أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا» لابن النبيه، و«قامت قيامة قلبى» لابن نُبَاتة المِصْرى، و«يا مَن لعبتْ به شَمُولُ» للبهاء زهير، ومن المخطط الوصول من خلالها إلى ١٠٠ شاعر مصرى من التاريخ القديم.
المشروع الثانى هو «استعادة طه حسين»، الذى لا يقل أهمية عن «ديوان الشعر المصرى»، خاصة مع مرور ٥٠ عامًا على وفاة الأديب والمفكر الكبير، ما يعنى أن أعمال طه حسين أصبحت متاحة للنشر فى جميع دور النشر، سواء مصرية أو عربية أو أجنبية، ومن هنا جاء قرار وزارة الثقافة بطبع هذه المؤلفات، حتى تكون مرجعًا حقيقيًا يتجنب أى أخطاء فى أى طباعة أخرى.
إقبال جماهيرى على حفلى توقيع كنزى مدبولى وريهام عياد
شهدت الندوات وحفلات التوقيع، التى تم تنظيمها ضمن فعاليات الدورة الـ٥٥ لمعرض الكتاب، حضورًا جماهيرًا مكثفًا، من بينها حفل مناقشة كتاب «أسرار فى حياة هؤلاء» للإعلامية و«اليوتيوبر» ريهام عياد، الذى أداره الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة «الدستور».
ومن حفلات التوقيع التى شهدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حفل الكاتب السعودى أسامة المسلم، وسط إعجاب الجمهور بكتبه عن الرعب، ومن بينها سلسلة «الخوف»، وكذلك حفل توقيع رواية «الديبو» للكاتب و«اليوتيوبر» محمد المأمون، الذى أدى الزحام فيه إلى تدخل الأمن والمنظمين لمنع التدافع.
كما شهد حفل توقيع رواية «فرصة من ذهب»، لـ«اليوتيوبر» كنزى مدبولى، إقبالًا كبيرًا، أيضًا إلى درجة تدخل الأمن وسحب الكاتبة إلى إحدى القاعات، حفاظًا على سلامتها.
استضافة كبار الشعراء فى مصر والوطن العربى والعالم
واحد من أبرز أحداث معرض القاهرة الدولى للكتاب، التى تم استحداثها لأول مرة فى الدورة المنقضية، كان «اللقاء الشعرى»، الذى استضاف المعرض من خلاله كبار الشعراء من مصر ومختلف بلدان العالم العربى والعالم.
واستضاف «اللقاء الشعرى» شعراء من ألمانيا والهند وبنجلاديش وإيطاليا، ما عكس «عالمية» اللغة العربية، ومدى استيعابها كتابات الآخرين من مختلف لغات العالم. وشهد «اللقاء الشعرى»، على مدار ١٠ أيام من معرض القاهرة الدولى للكتاب، حضور أسماء بارزة فى الشعر العربى والعالمى، من بينهم أحمد عبدالمعطى حجازى وماجد يوسف «مصر»، وذاو ليهونغ «الصين».
15 ترجمة جديدة لكولين هوفر
حَفَل معرض الكتاب بأكثر من ١٥ ترجمة لروايات وأعمال الكاتبة الأمريكية الشهيرة كولين هوفر.
وطرحت دار الرواق للنشر والتوزيع أعمال كولين هوفر، وهى: «عظام القلب» ترجمة خميلة الجندى، وثلاثية «لم يسبق أن» ترجمة نهى صادق وخميلة الجندى، وثلاثية «ربما الآن» ترجمة إيزيس عاشور، و«ربما لا» ترجمة إسراء بولس، و«ربما يومًا ما» ترجمة رشا ماجد، و«التاسع من نوفمبر» ترجمة عمر العوضى.
ترجمات نرويجية: أدب وسياسة ورعاية الأطفال
هناك ترجمات عديدة قدمتها دور النشر من الأدب النرويجى، ضيف شرف معرض الكتاب هذا العام.
فترجمت دار الكرمة عملين من الأدب النرويجى، هما: صبح ومساء، وثلاثية لأديب نوبل يون فوسه، والترجمتان لشيرين عبدالوهاب وأمل رواش.
وترجمت المحروسة «نضال النساء.. ١٥٠ عامًا من النضال من أجل الحرية والمساواة» لمارته براين، ترجمة شيرين عبدالوهاب وأمل رواش، ورواية «الوسيط» للأرش سوبى كريستانس.
وترجمت «العربى» الكثير من الأعمال من الأدب النرويجى، حصلت منها كارين فوسم على نصيب الأسد، ومنها رواية «حكاية نرويجية» لماتياس فالدباكن.
وترجمت «دار الترجمان» قصصًا للأطفال، منها: «طفل الحضانة السعيد» تأليف هيدفيج مونتجمرى وترجمة أيمن أشرف.
السِيَر الذاتية: شيكا أسطورة الزملكاوية.. و«السندريلا والقديس» عن سعاد حسنى
صدر العديد من الكتب لمشاهير الفن والأدب، وكان من بينها كتاب عن شيكابالا نجم نادى الزمالك، وكتبه المؤلف أشرف بيدس، وهو أول كتاب عن حياة الفهد الزملكاوى، بعنوان «شيكابالا.. المتمرد النبيل»، ونشرته دار سما للنشر والتوزيع.
كما صدر كتاب عن عادل إمام تحت عنوان «دولة عادل إمام.. حكايات من حياة الزعيم»، للكاتب الصحفى أشرف شرف، ونشرته دار تويا للنشر والتوزيع. كما صدر كتاب «السندريلا والقديس»، عن دار أطياف للنشر والتوزيع، للقاص والكاتب الدكتور أحمد الخميسى، وهو عبارة عن مذكرات والده الشاعر الكبير عبدالرحمن الخميسى، وتفاصيل اكتشافه الفنانة القديرة سعاد حسنى «السندريلا» ودعمها فى خطوتها الفنية الأولى.
يوم لدعم فلسطين والتذكير بجرائم الاحتلال
قررت الهيئة المصرية العامة للكتاب الاحتفاء بدولة فلسطين ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وخصصت يومًا كاملًا لمناصرة القضية الفلسطينية، وهو اليوم قبل الأخير، وشهد العديد من الفعاليات لدعم فلسطين. كما حرصت الهيئة العامة لقصور الثقافة على تقديم فعاليات دعم لفلسطين، مثل تصميم مجلة حائط للأطفال بعنوان «فلسطين فى القلب»، إضافة إلى ورش أخرى لصناعة الاكسسوارات ورسم علم فلسطين على الوجه.