مأزق إسرائيل.. انهيار قطاع صناعة التكنولوجيا وموجات من تسريح العمال وفرار المستثمرين الأجانب
كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن انهيار قطاع صناعة التكنولوجيا الحيوي في إسرائيل بسبب حرب غزة حيث تراجع المستثمرين الأجانب عن الاستثمار في إسرائيل بالإضافة لموجات التسريح الجماعي للعاملين في شركات التكنولوجيا.
انهيار قطاع التكنولوجيا
وقالت الصحيفة: تتزايد الأدلة على أن قطاع التكنولوجيا في إسرائيل يتخلف، مع توقعات قاتمة للتوظيف، وانخفاض الاستثمار، وانخفاض عدد الشركات التي تعلن عن حاجتها لعمال، فضلًا عن توظيف جماعي موجة من عمليات تسريح العمال من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة: شهدت صناعة التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية عام ونصف من التحديات: أزمة صناعية عالمية، وإصلاح قضائي كاد أن يرسل البلاد إلى الفوضى، وحرب أدت إلى استدعاء مكثف لجنود الاحتياط. وتتزايد الآن الدلائل على أن هذا القطاع يتخلف عن بقية العالم، كما يتضح من حجم رأس المال الذي تجمعه الشركات الناشئة، فضلاً عن توقعات التوظيف.
ويتم حساب توقعات التوظيف على أساس عدد أصحاب العمل الذين يتوقعون توظيف المزيد من العمال مقارنة بأولئك الذين يتوقعون خفض عدد الموظفين. وبحسب استطلاع أجرته شركة ManpowerGroup، فإن توقعات التوظيف في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي للربع الأول من عام 2024 تصل إلى 5 % فقط.
وتتعزز الصورة المثيرة للقلق من خلال الأرقام التي نشرت في وقت سابق من هذا الشهر حول الاستثمار في التكنولوجيا الإسرائيلية في العام الماضي. ووفقا لتقرير صادر عن معهد سياسات الأمة الناشئة، شهد قطاع التكنولوجيا في البلاد تراجعا أسوأ من المتوسط العالمي. وانخفض الاستثمار في شركات التكنولوجيا بنسبة 58%، وهو ضعف الانخفاض الذي شهدته الولايات المتحدة وأعلى من الانخفاض الذي شهدته أوروبا بنسبة 44%.
التوقعات القاتمة للتوظيف
وتابعت الصحيفة: إن التوقعات القاتمة للتوظيف في مجال التكنولوجيا خلال الربع الأول من العام، على النقيض من الصناعة العالمية، تؤكد التحديات التي تواجه صناعة التكنولوجيا المحلية. كما يوضح المزاج المتشائم لقادة الصناعة نتيجة للحرب، حيث أنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لتوظيف عمال جدد ويتجنبون إجراء تغييرات كبيرة في الموظفين في وقت غير مؤكد.
وإلى جانب التوقعات المنخفضة لنمو القوى العاملة، اجتاحت موجة من عمليات تسريح العمال شركات التكنولوجيا الإسرائيلية – وهي الأولى منذ فترة طويلة.
وبشكل عام انخفضت نسبة العمال المعينين في الصناعة من إجمالي القوى العاملة من 7.5 في المائة في النصف الأول من العام إلى 5.8 في المائة في النصف الثاني.
وقبل أن تبدأ الحرب في أوائل أكتوبر كان قدر من التفاؤل ينتشر في صناعة التكنولوجيا الفائقة، وكان يغذيه استقرار أرقام الاستثمار، وتباطؤ عمليات تسريح العمال، والتعافي في وول ستريت. لكن تم تعديل الأمور عندما بدأت الحرب، مما ألحق الضرر بصناعة تضررت بسبب الأزمة العالمية والاضطرابات السياسية الداخلية.
حرب غزة
وقالت الصحيفة: كقاعدة عامة، تميل الحرب إلى التسبب في عدم اليقين والخوف من المستقبل في الشركات. وقد تأثرت العديد من الشركات بشكل خاص بشكل عميق بالاستدعاء الضخم لجنود الاحتياط، والذي أحدث تأثيرًا كبيرًا على إنتاجية الشركات في الأشهر القليلة الأولى من الحرب.
وحتى بعد إطلاق سراح العديد من جنود الاحتياط، يشعر المستثمرون والرؤساء التنفيذيون بالقلق بشأن المستقبل القريب الذي تختفي فيه نسبة كبيرة من الموظفين الرئيسيين لعشرات الأيام سنويًا من الخدمة الاحتياطية، الأمر الذي من شأنه أن يفرض تغييرات واسعة النطاق في تكوين الموظفين وهيكلهم وتعقيد التوظيف في المستقبل.