خبراء لـ"الدستور": الضربات الأمريكية على سوريا والعراق تدعم عودة داعش وتهدد المنطقة
أكد خبراء وسياسيون سوريون أن الهجمات الأمريكية التي استهدفت سوريا والعراق فجر اليوم على نطاق واسع تؤدي لتعزيز عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط، وتدعم عودة التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم داعش.
يعرب خيربك: الضربات الأمريكية على سوريا والعراق تهدف لإحياء داعش
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري يعرب خيربك، إن الولايات المتحدة الأمريكية من خلال اعتدائها على المناطق الشرقية في سوريا تحاول الدفع لإعادة إحياء داعش في هذه المنطقة، وضرب بنية الاستقرار، وخصوصًا النقاط التي استهدفتها الولايات المتحدة الأمريكية هي نقاط مدنية، ومناطق صناعة، وبالتالي جزء من مشروع إعادة المنطقة لفوضى دائمة ومستمرة.
وأوضح خيربك في تصريحات لـ"الدستور" أن هناك عملية توسع للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي الضربات في المنطقة تدل على العربدة الأمريكية في المنطقة، وهذا جزء من الاحتلال، ومن المتوقع أن تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع هذه الضربات الأيام المقبلة.
وتابع: “سيكون هناك بكل تأكيد رد على الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة الأمريكية، ورد المقاومة هو الحل الوحيد لمواجهة هذا الاحتلال غير المشروع، خصوصا في وجود قواعد غير مشروعة في تلك المنطقة التي منعت الاستقرار وإعادة العلاقات العربية كما كانت”.
وأوضح المحلل السياسي السوري أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد دخول المنطقة في حرب صغيرة من خلال ضرب مصالح إيران في أي منطقة، وكذلك الهدف الأمريكي ضرب أي حالة من الاستقرار في المنطقة.
محمد عباس: الضربات الأمريكية ستدخل المنطقة فى حالة تصعيد كبير
من جانبه، قال اللواء محمد عباس الخبير العسكري السوري، إن تداعيات الضربات الأمريكية في سوريا ستدخل المنطقة في حالة تصعيد كبير، خصوصًا بعد عملية طوفان الأقصي وبعد وضوح الدعم الأمريكي لإسرائيل في عدوانها لجرائم الإبادة العراقية التي تنفذها ضد الشعب الفلسطيني، وبالتالي هذه الضربات سيكون لها انعكاسات كبيرة على استقرار المنطقة، وهذا في حال حدوث رد مقاوم والرد المضاد، وهكذا ستكون المنطقة كلها على برميل برود.
وأوضح محمد عباس في تصريحات خاصة لـ”الدستور"، أن الأمريكيين أعلنوا توسيع الضربات في المرحلة المقبلة، وقالوا إن ما نفذ فجر السبت على سوريا والعراق هو المرحلة الأولي من الضربات، ولها ضربات لاحقة، لذا علينا توقع الرد والرد المضاد، وعلينا أن ننتظر أيضًا تصعيدًا أمريكيًا في المنطقة.
وتابع: “ليس من مصلحة أمريكا أن تصعد بقوة، ولكن السياسة الأمريكية مرتبطة بالمصالح الإسرائيلية ومرتبطة بالرغبات الإسرائيلية التي من مصلحتها اليوم جر المنطقة لحرب إقليمية، وإدخال حلف الناتو وأمريكا في صراع يمكن أن يسمح لإسرائيل مغادرة غزة، وتجنب الهزيمة التي تعرضت لها بسبب طوفان الأقصى”.
وتابع: “بالتالي توسع مساحة مسرح الصراع ليس من مصلحة أمريكا، ولكن وراءه مصلحة إسرائيل التي باتت تتفوق على المصالح الأمريكية، حيث يبدو أنها ربطت مصيرها بمصير بنيامين نتنياهو ومصير الوجود الإسرائيلي”.
وأكد المحلل السياسي السوري أن أمريكا تتجنب الدخول في صراع على المستوى الإقليمي، وتبحث دائما خوض الصراع في مسارح بديلة وما يرتبط بايران، مسرح الصراع الآن خارج إيران وخارج أمريكا واستهداف مواقع إيرانية في سوريا، ولكن ما أصيب في سوريا عادة مواقع سورية وشهداء سوريون، وبنية تحتية سورية، وهذا مؤشر خطير لخوض الصراع، ومع هذا أمريكا تتجنب الآن الدخول في صراع إقليمي، والدخول في حرب قد تستهدف مصالحها على مستوى المنطقة، وعلى مستوى العالم وبالتالي تتجنب مواجهة إيران في هذه المرحلة.
وأضاف عباس أن الاعتداء الأمريكي على سوريا السبت استهدف أكثر من ٨٠ موقعًا بعضها في المنطقة الصناعية في دير الزور، ومحطة كهرباء ومستودعات ومحطات الوقود أيضا والمناطق التي ضربت هي مواقع عسكرية للجيش السوري ومواقع مقاومة تعمل مع مجموعات شعبية تم ضربها، كما أسفر الاعتداء عن ارتقاء شهداء وسقوط جرحى، وهي ليست أعدادا قليلة.
واعتبر عباس أن هذه الضربات الأمريكية محاولة لإرهاب السوريين وإرهاب مواقع المقاومة، لأن أمريكا وجهت عشرات الضربات على سوريا والعراق، ومع هذا تم الرد عليها، واستهداف قاعدة "كونيكو" الأمريكية في دير الزور.
وأكد عباس أن الرد على الاحتلال الأمريكي كان بين الخامسة والسادسة صباح السبت، وكانت هناك ثلاث ضربات على القواعد الأمريكية ردا على الهجمات الأمريكية، لذا الاستهداف لهذه القواعد الأمريكية بالمنطقة لن يتوقف، وربما يتصاعد في المرحلة القادمة، وبيانات الخارجية السورية والدفاع السوري والمقاومة الشعبية في سوريا والعراق تؤكد أن الاحتلال الأمريكي يجب رحيله ومواجهته.