فليبقى كلٌ فى مكانه!
بداية وقبل أي شيء، أود أن أعترف لكم بأنني من أشد الكارهين لشهر يناير كله كده علي بعضه، وسبب كراهيتي الشديدة له، عائد لكوني أحد من أذاقهم الله فيه مرارة فقد الصديق الأقرب إلي القلب من الأخ الشقيق، وهو المقدم (طارق نور) أحد أوائل شهداء الشرطة في "أحداث" يناير سنة ٢٠١١.
في علم السياسة قرأنا، أن الثورات تجب ما قبلها، ومن هذا المنطلق نقول، إنه إذا كان ما جري في يناير ثورة كان لها ما بعدها، فمن رحمة الله ببلدنا، أن رزقنا ورزقها ثورة حقيقية من بعدها، كانت حين انطلاقها، طوق النجاة الأخير الذي ألقت به يد السماء لتنقذنا وتنتشل وطننا من جماعة الأغبياء اللقطاء، المغفلين البلهاء، الذين قفزوا علي ظهر يناير، كدُمي خشبية بالية، أو قفازات دامية لأيادٍ معادية، أرادت وخططت لتدمير وطن أعزه الله وأكرمه، وفضله علي سائر البلدان بالذكر الوارد في القرآن، وتجلت عظائم قدرته، في إتمام فضله ونعمته، بظهور القائد والفارس والزعيم، والرمز الوطني الأمين، لينقذ مصر وأهلها من أيادي العابثين!
أرادوا أن يلحقوها بشقيقاتها التي ضاعت، وأبت إرادة الله أن نكون مثلهم، أو أن نلحق بركبهم او نلقي مصيرهم، ونحمد الله.
علي أي حال..
كراهيتي لشهر يناير، هو أمر يخصني دون غيري، ما أردت أن أقوله في العموم هو اقتراح بسيط يتلخص في أن يظل ٢٥ يناير كما هو عيد الشرطة المصرية، وعيدًا قوميًا للإسماعيلية، ويكون الثلاثون من شهر يونيو، هو يوم الثورة الحقيقية.
لأنه إذا كانت أحداث ٢٥ يناير قد قامت بغرض الإطاحة بنظام حكم، فإن ٣٠ يونيو كان هدفها الحفاظ علي وطن...
حفظ الله مصر وأهلها وأعان قائدها وزعيمها.
(كتب هذا المقال سنة ٢٠١٦)